تطورات اقليمية

تهديد الملاحة البحرية..

ماذا بعد تصعيد الحوثيين؟ تحديات مستقبلية تواجه الولايات المتحدة والمنطقة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

صنعاء

يعكس إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا باتجاه مطار بن غوريون في إسرائيل، وادعاؤهم استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في البحر الأحمر يوم الأحد، فشل الحملة العسكرية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لردع الجماعة المدعومة من إيران. هذه التطورات تثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية الأمريكية الحالية والخطوات المستقبلية لمواجهة تعنت الحوثيين، الذين يواصلون تحدي الضغوط العسكرية الأمريكية والإقليمية.

تصعيد الحوثيين ورد الولايات المتحدة

أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، مسؤولية الجماعة عن هجوم بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2" استهدف مطار بن غوريون قرب تل أبيب، زاعمًا أن الهجوم أوقف حركة الطيران لأكثر من نصف ساعة. ومع ذلك، نفت سلطة المطارات الإسرائيلية تأثر عمليات المطار. 

كما ادعى سريع شن هجمات على حاملة الطائرات "هاري ترومان" باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، رداً على الغارات الأمريكية الأخيرة التي قتلت ما لا يقل عن 50 شخصًا في اليمن. في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الباليستي قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية، بينما لم يصدر تعليق رسمي أمريكي حول الهجوم المزعوم على "هاري ترومان".

وصف ترامب الغارات الأمريكية على صنعاء والحديدة بأنها "قوة مميتة ساحقة"، وحذر الحوثيين قائلاً: "إن لم يتوقفوا، فستمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل!"، مشددًا على أن الهجمات استهدفت مراكز قيادة وبنية تحتية تابعة للجماعة. رغم ذلك، يرى المحللون أن هذه الاستراتيجية، وإن كانت تحسن نهج إدارة بايدن المتقطع، تظل غير حاسمة في مواجهة قدرة الحوثيين على الصمود والتعافي.

تحليل الاستراتيجية الأمريكية

يشير المحللون إلى أن الضربات الجوية وحدها لن تكفي لردع الحوثيين، الذين اكتسبوا خبرة واسعة في مواجهة الضغوط العسكرية على مدى سنوات. فقد فشلت استراتيجية مماثلة في عهد بايدن في تحقيق أهدافها، مما دفع الخبراء إلى اقتراح تخصيص موارد إضافية تشمل فرض حظر بحري لقطع إمداداتهم العسكرية، وتشكيل تحالف أمني إقليمي، والضغط المباشر على إيران.

يؤكد الأدميرال ويلي سيسخر أن الغارات تهدف إلى إضعاف الحوثيين تدريجيًا، لكنه يشكك في نجاحها دون تنسيق مع عمليات برية، معتبرًا أن القوة الجوية لا يمكن أن تحل محل القوات البرية في مثل هذه الصراعات.

في الوقت نفسه، يرى آخرون أن الغارات قد تكون مجرد بداية لحملة أطول، لكن غياب استراتيجية تحالفية منسقة تستهدف محور الحوثيين وإيران يحد من فعاليتها. تاريخيًا، فشلت الغارات الجوية بقيادة السعودية منذ 2015 في إضعاف سيطرة الحوثيين على غرب اليمن، حيث تكيفوا عبر حرب غير متكافئة ومواقع محصنة مدعومة باستمرار من إيران.

دور إيران وتحديات الحوثيين المستقبلية

يبرز الحوثيون كاستثمار استراتيجي لإيران، خاصة مع تراجع نفوذها في لبنان وغزة وسوريا. وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية، من المرجح أن تكثف إيران دعمها للحوثيين لتعزيز قدراتهم في فرض حصار بحري بالبحر الأحمر. 

كما قد تلجأ الجماعة إلى توسيع شبكات التهريب غير المشروعة للمخدرات والنفط لدعم اقتصادها وتنظيمها في ظل تراجع الدعم المباشر من طهران.

تحذر الباحثة بورجو أوزجليك من مخاطر تحالف محتمل بين الحوثيين وتنظيمات مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب في الصومال، مما قد يوسع نطاق عملياتهم إلى القرن الأفريقي. وترى أن استهداف الحوثيين ضمن حملة "الضغط الأقصى" على إيران يعكس استعداد واشنطن لضرب الجماعات المتحالفة مع طهران، مما قد يمتد ليشمل ميليشيات شيعية في العراق قبل الانتخابات البرلمانية في أكتوبر.

تكشف هجمات الحوثيين الأخيرة عن حدود الاستراتيجية الأمريكية الحالية، التي تعتمد بشكل رئيسي على القوة الجوية. رغم تصعيد ترامب مقارنة ببايدن، يظل النهج الأمريكي غير كافٍ لكسر إرادة الحوثيين أو إنهاء تهديدهم دون تحالف إقليمي وعمليات برية منسقة. ومع استمرار دعم إيران وصمود الجماعة، يبقى الأمن الإقليمي في البحر الأحمر وما حوله عرضة للتصعيد، مما يستدعي إعادة تقييم شاملة للتعامل مع هذا التحدي المعقد.

جمهورية مصر في عهد عبدالفتاح السيسي.. استعادة الدور الإقليمي بين الإنجازات والتحديات


"خطأ فادح": البيت الأبيض يعلق على تسريب معلومات سرية حول ضربات الحوثيين


عودة جائحة الإيدز تلوح في الأفق: الأمم المتحدة تدعو ترامب لإنقاذ الوضع


نجاح إماراتي في مواجهة هجمات سيبرانية استهدفت مئات الجهات الحكومية والخاصة