خطأ فادح: البيت الأبيض يعلق على تسريب معلومات سرية حول ضربات الحوثيين

في 15 مارس 2025، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية مفاجئة وقوية ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، بهدف حماية الملاحة في البحر الأحمر. لكن ما أذهل العالم لم يكن الضربات بحد ذاتها، بل الكشف عن خرق أمني غير مسبوق، حيث تلقى جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، تفاصيل الخطة قبل ساعتين من تنفيذها عبر رسائل نصية من وزير الدفاع بيت هيغسيث على تطبيق "سيغنال".

وبدأت الأزمة مع هجمات الحوثيين على إسرائيل والملاحة الدولية في البحر الأحمر خلال 2024، مما أثر سلبًا على التجارة العالمية. فشلت إدارة الرئيس السابق جو بايدن في ردع هذه الهجمات، بينما وعدت إدارة دونالد ترامب برد صلب. وجاءت الضربات كجزء من هذا النهج، لكن تفاصيلها وصلت بشكل غير متوقع إلى طرف خارجي.

وفي 11 مارس، تلقى غولدبرغ طلب اتصال على "سيغنال" من حساب يحمل اسم مايكل والتز، مستشار الأمن القومي. وبعد قبوله الطلب، أُضيف في 13 مارس إلى مجموعة دردشة تُسمى "مجموعة حوثي PC الصغيرة" تضم 18 عضوًا، منهم مسؤولون كبار مثل نائب الرئيس جي دي فانس، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات تولسي غابارد. أرسل والتز رسالة تنسيقية للتحضير للضربات خلال 72 ساعة، تلتها تعيينات ممثلين من الوزارات.

وفي 15 مارس الساعة 11:44 صباحًا، نشر هيغسيث تحديثًا يحتوي على تفاصيل عملياتية حساسة تشمل الأهداف، الأسلحة، وتسلسل الهجوم. أثارت الرسالة شكوك غولدبرغ، لكنه أدرك صحتها عندما بدأت الانفجارات في صنعاء عند 1:55 عصرًا، مطابقةً للجدول الزمني المذكور. رد فانس بـ"سأصلي من أجل النصر"، بينما تبادل الأعضاء تهانيهم بعد الضربات.

وأكد البيت الأبيض يوم الإثنين أن إدراج غولدبرغ كان خطأ، وأشار إلى مراجعة الحادث. قال ترامب للصحفيين: "لا أعرف شيئًا عن هذا، أسمع به لأول مرة منكم"، معبرًا عن جهله بالواقعة. يُعد هذا الحدث من أغرب الانتهاكات الأمنية في السياسة الأمريكية هذا العام، مما يثير تساؤلات حول إدارة المعلومات الحساسة.

وكشفت الضربات ضد الحوثيين عن قوة عسكرية أمريكية، لكنها فضحت أيضًا ضعفًا أمنيًا خطيرًا في إدارة ترامب. استخدام "سيغنال" لمناقشة خطط سرية وإدراج صحفي بالخطأ يشيران إلى إهمال قد يعرض الأمن القومي للخطر، مما يستدعي تحقيقًا شاملاً لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.