من الرهائن إلى الإرهاب: كيف تسيطر إيران على السياسة الأوروبية

نشر الكاتب إيفان ساشا شيهان مقالًا في موقع "نيوزماكس" حذّر فيه من أن النظام الإيراني حوّل سياسة أخذ الرهائن إلى أداة ممنهجة لإخضاع الحكومات الأوروبية وتشويه سمعة المقاومة الإيرانية، واصفًا هذا النمط بأنه يكشف "تورطًا أوروبيًا مكلفًا في لعبة الابتزاز الإيرانية". 

وأشار إلى أن هذه الممارسة ليست جديدة، بل تعود إلى عام 1979 عندما احتجز النظام دبلوماسيين أمريكيين، لتصبح منذ ذلك الحين عنصرًا أساسيًا في دبلوماسيته.

وأوضح شيهان أن الاختطافات، التي تُدار من أعلى سلطات النظام، أثبتت فعاليتها في انتزاع تنازلات سياسية ومالية من الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرًا إلى استجابة العديد من الحكومات الأوروبية لمطالب طهران، مما شجعها على تصعيد مؤامراتها الإرهابية في أوروبا. 

وسلّط الضوء على فرنسا كمثال بارز، حيث تضطر الحكومة الفرنسية مرارًا للتفاوض مع إيران لإطلاق مواطنيها، لكن هذه المفاوضات غالبًا ما ترافقها هجمات إعلامية وقضائية تستهدف "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" ورئيسته مريم رجوي.

وأشار المقال إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 20 مارس 2025 عن إطلاق سراح المواطن أوليفييه غروندو، المحتجز في إيران منذ أكتوبر 2022، لكن ذلك تزامن مع حملة إعلامية في صحيفة "لو كانار أونشينيه" تضمنت ادعاءات كاذبة ضد المقاومة الإيرانية، سبق أن روّجتها مخابرات النظام. وذكر شيهان أن هذه الاتهامات تم التحقيق فيها سابقًا في فرنسا دون جدوى، حيث رفضها قاضٍ فرنسي.

كما لفت إلى مداهمة فرنسية في يونيو 2024 استهدفت منشأة تابعة للمقاومة الإيرانية، واصفًا إياها بأنها تخدم مصالح طهران دون نتائج تُذكر، مع تلميح مسؤولين إيرانيين إلى متابعتهم العملية مباشرة، ما يعكس خوف النظام من "منظمة مجاهدي خلق" كأبرز معارضيه.

وحذّر شيهان من أن استغلال النظام الإيراني للإعلام والقضاء الفرنسي يهدد استقلاليتهما ويعزز رواية طهران ضد المعارضة، مؤكدًا أن سياسة الاسترضاء تشجع القمع وتضر بالرهائن والمقاومة على حد سواء. ودعا الغرب إلى موقف حازم ضد النظام الإيراني، يحافظ على القيم الديمقراطية ويتصدى لدبلوماسية الرهائن، معتبرًا ذلك السبيل الوحيد لمواجهة سلوك طهران العدائي.