الأدب والفن
شارك في نحو 280 عملاً فنياً..
سكتة قلبية مفاجئة تودي بحياة الفنان الكوميدي سليمان عيد عن عمر 63 عامًا
الفنان سليمان عيد ضيفاً في أحد البرامج الحوارية (يوتيوب)
خيّم الحزن على الوسط الفني المصري يوم الجمعة 18 أبريل 2025، برحيل الفنان الكوميدي سليمان عيد عن عمر 63 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة. ترك الراحل إرثًا فنيًا غنيًا يمتد لأكثر من 280 عملًا، جعلته رمزًا للبهجة والبساطة في الدراما والسينما المصرية. وصفه محبوه وزملاؤه بـ"صاحب القلب الطيب" و"الوجه الباسم"، فيما تصدر خبر وفاته منصات التواصل الاجتماعي، معبرًا عن صدمة الجمهور والفنانين على حد سواء.
تفاصيل الرحيل وتشييع الجثمان
توفي سليمان عيد في الساعات الأولى من يوم الجمعة إثر سكتة قلبية مفاجئة، نقل على إثرها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة قبل تلقي العلاج اللازم. أعلن نجله عبد الرحمن الخبر عبر منشور مؤثر على فيسبوك: "أبويا في ذمة الله"، موضحًا أن صلاة الجنازة ستُقام عقب صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بالمجمع الإسلامي في الشيخ زايد، تلاها الدفن بمقابر وادي الراحة. حضر الجنازة عدد كبير من نجوم الفن، منهم صلاح عبد الله، أحمد السقا، محمد رياض، أشرف عبد الباقي، كريم محمود عبد العزيز، وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، في مشهد عكس مدى حب الراحل وتأثيره.
ردود الفعل الرسمية والفنية
نعى وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، الفنان الراحل عبر بيان رسمي، واصفًا إياه بأنه "فنان متميز ترك بصمة مليئة بالبهجة"، مشيدًا بقدرته على تجسيد "البساطة الشعبية المصرية" بعفوية أحبها الجمهور. كما أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيان نعي، مقدمة التعازي لأسرة الراحل، داعية له بالرحمة ولذويه بالصبر. على صعيد الفنانين، عبّر عدد كبير من النجوم عن حزنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي. كتب أحمد السقا: "مع السلامة يا صاحبي، يا عشرة العمر، يا أطيب خلق الله"، بينما قالت إسعاد يونس: "وجعت قلوبنا يا ألطف وأحن خلق الله". نعاه محمد هنيدي قائلاً: "لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمك"، وكتب كريم عبد العزيز: "رحل فنان وإنسان محترم وخلوق". كما نعاه المخرج خالد جلال، مشيرًا إلى أن أداءه "الصادق" سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال.
مسيرة فنية زاخرة
وُلد سليمان عيد عام 1961 بحي الكيت كات في الجيزة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية. بدأ مشواره في الثمانينيات بأعمال مسرحية، مثل "فارس وبني خيبان" و"جحا يحكم المدينة" مع سمير غانم. حقق انطلاقته الحقيقية عام 1992 بدور العسكري في فيلم "الإرهاب والكباب" مع عادل إمام، ليصبح بعدها وجهًا مألوفًا في السينما والتلفزيون. شارك في أفلام بارزة مثل "طيور الظلام" (1995)، "النوم في العسل" (1996)، و"همام في أمستردام" (1999)، وتألق في مسلسلات ومسرحيات عديدة، بإجمالي يتجاوز 280 عملًا. من آخر أعماله السينمائية فيلم "فار بـ7 ترواح"، الذي يُعرض حاليًا، و"سيكو سيكو"، وفي الدراما شارك في "سيد الناس" و"قهوة المحطة" بموسم رمضان 2024، إضافة إلى مسرحيات مثل "الصندوق الأحمر" و"عملوها إزاي؟". رغم ضعف إيرادات "فار بـ7 ترواح" (15,364 جنيهًا يوم الخميس)، إلا أن حضوره ظل مؤثرًا.
تقييم النقاد: ملك المسافات القصيرة
وصف الناقد طارق الشناوي سليمان عيد بأنه "ممثل حتى اللحظة الأخيرة"، مشيرًا إلى استمرار عطائه بأفلام ومسلسلات معروضة وأخرى قيد التحضير. أطلق عليه لقب "ملك المسافات القصيرة"، لقدرته على ترك بصمة مؤثرة في أدوار صغيرة، قائلاً: "يترك حالة من البهجة بمجرد إطلالته". أما الناقد أحمد السماحي فقال إن عيد كان "تميمة حظ" لنجوم مثل أحمد السقا وهاني رمزي، بفضل موهبته في تجسيد الشخصيات الشعبية بعفوية، خاصة في أعمال مثل "سيد الناس" و"قهوة المحطة". وأشار الشناوي إلى أن عيد لم يحظَ بفرص كبيرة من مخرجين لاستثمار موهبته، لكنه ترك أثرًا دائمًا في وجدان الجمهور.
تفاعل الجمهور ووسائل التواصل
تصدر خبر وفاة سليمان عيد "الترند" على "غوغل" و"إكس" في مصر، مع تفاعل واسع من الجمهور الذي استذكر أدواره الكوميدية وخفة ظله. شارك محبوه مقاطع من أعماله على "يوتيوب" و"تيك توك"، خاصة فيديوهاته مع كريم محمود عبد العزيز التي تصدرت "الترند" سابقًا. عكست التدوينات على "إكس" صدمة الجمهور، حيث كتب أحد المستخدمين: "سلام على روح سليمان عيد.. فنان أصيل بأداء ذكي وبسيط"، بينما دعا آخرون له بالرحمة والمغفرة.
رحيل سليمان عيد لم يكن مجرد خسارة لفنان موهوب، بل فقدان لرمز من رموز البهجة في الفن المصري. بأدائه العفوي وروحه الطيبة، نجح في كسب قلوب الجماهير وزملائه، تاركًا إرثًا فنيًا سيظل خالدًا عبر أجيال. فيما يواجه الوسط الفني صدمة الفراق، يبقى دعاء الجمهور للراحل بالرحمة والمغفرة، وتظل أعماله شاهدة على موهبة فريدة أنارت شاشات السينما والتلفزيون بالضحك والإنسانية.