ترجمة

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

خلافات تعمق أزمة غزة: نتنياهو يرفض شروط حماس ويثير غضب عائلات الرهائن

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تل أبيب

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب مسجل مسبقًا مساء السبت، التزامه بعدم إنهاء الحرب في غزة حتى تتم إزاحة حركة حماس عن السلطة، واصفًا مطالبها الحالية لصفقة إطلاق سراح الرهائن بـ"شروط الاستسلام". جاءت تصريحاته بعد يومين من رفض حماس اقتراحًا إسرائيليًا لوقف إطلاق نار مؤقت مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء المتبقين ورفات آخرين.

موقف نتنياهو: لا استسلام لحماس

في خطابه الذي استمر 12 دقيقة، أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب سيسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية، مشددًا على استحالة "خداع" الحركة بوعود زائفة لوقف القتال ثم استئنافه، بسبب مطالبها بضمانات دولية ملزمة. ووصف اقتراحات "التضليل" هذه بأنها تفتقر إلى فهم السياسة الدولية، مشيرًا إلى أن دولًا مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا لن تدعم مثل هذه الحيلة، مما يجعل استئناف الحرب مستحيلًا قانونيًا.

اتهم نتنياهو حماس بعرقلة صفقة إطلاق سراح الرهائن الـ59 المتبقين، منهم 24 يُعتقد أنهم أحياء، بسبب شروطها التي تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة، وإنهاء الحرب نهائيًا. وحذر من أن الاستسلام لهذه المطالب سيؤدي إلى خسارة إنجازات إسرائيل في الحرب، التي قال إنها تحققت بفضل "جنودنا وشهدائنا وجرحانا الأبطال".

انتقادات داخلية ومطالب بإنهاء الحرب

أثارت تصريحات نتنياهو ردود فعل حادة من منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي اتهمه بغياب خطة واضحة لإعادة الرهائن، مؤكدًا أن الحل الوحيد هو إنهاء الحرب. وقال المنتدى: "لا توجد لنتنياهو خطة"، مشيرًا إلى أن شعاراته لا تخفي عجزه عن تقديم حلول ملموسة لتحرير الرهائن المحتجزين منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251.

في سياق متصل، أثار المتحدث باسم نتنياهو، عومر دوستري، جدلًا خلال مقابلة مع القناة 12، بقوله إن إعادة جميع الرهائن في صفقة واحدة "تضليل إعلامي"، وإن حماس تتمسك بإنهاء الحرب كشرط أساسي، وهو ما يتعارض مع أهداف إسرائيل بتدمير الحركة.

ضغوط متزايدة على نتنياهو

يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متصاعدة من عائلات الرهائن، وجنود احتياط ومتقاعدين، ومتظاهرين يطالبون بصفقة شاملة لإعادة الرهائن، حتى لو تطلب ذلك إنهاء الحرب. وتظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مساء السبت، داعين إلى وقف القتال وإعادة الأسرى. كما أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يفضلون إعادة الرهائن على تدمير حماس.

على صعيد آخر، جدد نتنياهو التزامه بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، مهاجمًا منتقديه مثل زعيم المعارضة يائير لبيد والرئيس الأسبق نفتالي بينيت، الذين اتهموه بالفشل في استهداف المنشآت النووية الإيرانية. ودافع عن إجراءاته السابقة ضد طهران، زاعمًا أنها أخرت برنامجها النووي بعقد من الزمان.

حماس: لا صفقات جزئية

من جانبها، رفضت حماس، عبر كبير مفاوضيها خليل الحية، الاقتراح الإسرائيلي الأخير، مؤكدة استعدادها للتفاوض على صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب، انسحاب إسرائيلي كامل، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين. ووصفت الاقتراحات الإسرائيلية بأنها "تخدم أجندة نتنياهو السياسية"، مؤكدة رفضها لأي صفقات جزئية.

يواصل نتنياهو تبني موقف صلب ضد حماس، رافضًا شروطها التي يراها استسلامًا، بينما يتصاعد الجدل داخل إسرائيل حول أولويات الحرب. مع استمرار الضغوط الداخلية والخارجية، وغياب خطة واضحة لما بعد الحرب، يبقى مصير الرهائن ومستقبل غزة محط تساؤلات كبرى. تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس إصرارًا على تحقيق "النصر الكامل"، لكنها تثير مخاوف من إطالة أمد الصراع على حساب حياة الرهائن وسط انقسامات متزايدة في المجتمع الإسرائيلي.

إصدارات صوتية استثنائية ترافق بينالي الشارقة: فينيل يحمل أصوات الذاكرة والمقاومة


رحيل البابا فرنسيس: حبرية تاريخية بين الإصلاحات الجريئة والشعبية الجارفة


تحول في الاستراتيجية الأمريكية؟ ضربات ميناء رأس عيسى تثير قلق الأمم المتحدة وتنبئ بتصعيد أوسع


زيارة السلطان هيثم إلى روسيا: دور عُمان في الوساطة النووية وتعميق العلاقات الثنائية