الاقتصاد
600 مليار دولار استثمارات سعودية..
من الرياض إلى الدوحة: ترامب يبحث صفقات التطبيع والاستثمار مع قادة الخليج
تعزيز الشراكة الاستراتيجية: ترامب يسعى لصفقات التطبيع والاستثمار في زيارته الخليجية
يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، عمان، البحرين) في الرياض خلال زيارته المقررة للمنطقة من 13 إلى 16 مايو 2025.
تأتي هذه الزيارة، التي تُعد الثانية دولياً له منذ تنصيبه في يناير 2025، لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي مع دول الخليج، وسط توقعات بمناقشة ملفات حساسة مثل التطبيع مع إسرائيل والعلاقات الاقتصادية.
نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية أن ترامب يهدف من خلال لقاء قادة دول مجلس التعاون في الرياض إلى:
تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي: ترى إدارة ترامب في دول الخليج شريكاً استراتيجياً مهماً بفضل وزنها الاقتصادي والسياسي في المنطقة والعالم.
إحياء العلاقات مع السعودية: تسعى الرياض لاستغلال وجود رئيس جمهوري لتجاوز الفتور الذي شاب العلاقات خلال إدارة جو بايدن، التي واجهت اتهامات بالتراجع عن الالتزامات الأمريكية تجاه حلفائها الخليجيين.
دفع التطبيع مع إسرائيل: يؤكد ترامب أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل "مسألة وقت"، ومن المتوقع أن يكون هذا الملف محورياً في أجندة الزيارة، ضمن رؤيته لإقامة "منظومة سلام" إقليمية.
وتسعى السعودية لتعزيز استثماراتها في الولايات المتحدة، حيث وعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار.
تُعد هذه الزيارة الثانية لترامب إلى الخليج خلال ولايته الثانية، بعد زيارة قصيرة للفاتيكان لحضور جنازة البابا فرنسيس. وتُشير إلى تركيز إدارته على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج، خاصة بعد زيارته الأولى للرياض في 2017 التي شهدت توقيع صفقات عسكرية بقيمة 110 مليار دولار.
الفرص الاقتصادية
تحمل الزيارة فرصاً اقتصادية كبيرة، حيث:
صفقة صواريخ مع السعودية: وافقت الولايات المتحدة في 2 مايو 2025 على بيع 1000 صاروخ جو-جو متوسط المدى من طراز "AIM-120" للسعودية بقيمة 3.5 مليار دولار.
مشاريع عقارية: وقّعت "مؤسسة ترامب" اتفاقية مع "الديار القطرية" و"دار غلوبال" لبناء ملعب غولف وفلل سكنية قرب الدوحة، في أول مشروع عقاري لها في قطر. كما عقدت شراكات سابقة مع "دار الأركان السعودية" لتطوير مشاريع في جدة، دبي، ومسقط.
استثمارات سعودية ضخمة: تعهّد الأمير محمد بن سلمان باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار لتعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، مما يعكس الطابع الاقتصادي البارز للزيارة.
التحديات والتوقعات
رغم التفاؤل الخليجي بزيارة ترامب، تواجه العلاقات تحديات، منها:
ملف التطبيع: السعودية تشترط تقدماً ملموساً في قضية الدولة الفلسطينية لإتمام التطبيع مع إسرائيل، وهو ما قد يتعارض مع مواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية.
التوازن الإقليمي: تسعى دول الخليج إلى تجنب التصعيد مع إيران، خاصة بعد تحسن العلاقات مع طهران، مما يتطلب من ترامب تجنب سياسة "الضغط الأقصى" التي اعتمدها في ولايته الأولى.
الاستقرار الإقليمي: ترى دول الخليج في ترامب فرصة لدعم الاستقرار، لكن سياساته غير المتوقعة قد تثير قلقاً بشأن استقرار المنطقة.
تُعد زيارة الرئيس ترامب للخليج في مايو 2025 محطة مهمة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. مع تركيز الزيارة على صفقات تجارية كبرى، استثمارات ضخمة، ودفع ملف التطبيع مع إسرائيل، تبرز السعودية كشريك استراتيجي رئيسي في رؤية ترامب للسلام الإقليمي. ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الأهداف توازناً دقيقاً لتلبية تطلعات دول الخليج مع تجنب التصعيد الإقليمي، مما يجعل هذه الزيارة نقطة تحول محتملة في العلاقات الأمريكية-الخليجية.