تقارير وتحليلات
مع اقتراب انفصال كتالونيا
6 مناطق فى أوروبا ترغب فى الاستقلال
مع اقتراب موعد الاستفتاء على انفصال إقليم "كتالونيا" الإسبانى المقرر له الأول من أكتوبر، لا يعرف الكثير أن هناك عدة مناطق فى القارة الأوروبية ترغب هى الأخرى فى الاستقلال.
كتالونيا
فى خطوة جديدة على طريق الانفصال عن إسبانيا، تنظم حكومة إقليم كتالونيا، الواقع فى شمال شرق البلاد، استفتاء فى أول أكتوبر، وترى مدريد أن هذا الاستفتاء غير قانونى وخرج الآلاف فى مسيرة تنادى من شوارع برشلونة بدعم الاستقلال عن إسبانيا، بعد أن تحركت مدريد لعرقلة استفتاء على الانفصال عن إسبانيا بعد طعن قضائى من رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوى، أدى إلى تعليق الاستفتاء من المحكمة الدستورية فى البلاد.
وحث رئيس الإقليم كارلوس بوتجدمونت المطالبين بالاستقلال على النزول إلى الشوراع لإظهار الدعم للاستفتاء الذى تخبئ صناديق اقتراع وأوراق جاهزة للتوزيع فى أى لحظة، بينما تقول الحكومة الإسبانية إن هذا الاستفتاء غير قانونى، حيث إن إسبانيا دولة غير قابلة للتقسيم.
كانت الحركة الموالية للاستقلال فى ذروة اتقادها عام 2012 أثناء الركود الاقتصادى الحاد فى إسبانيا، وعندها خرج حوالى مليون شخص إلى الشوارع ملوحين بالعلم الكتالونى ومرددين النشيد الوطنى للإقليم، لكن استطلاعات الرأى أظهرت انحسار دعم الاستقلال منذ ذلك الوقت، ليصبح مؤيدو الدولة المنفصلة أقلية، ومع ذلك فإن أغلبية الكتالونيين يريدون إجراء الاستفتاء.
وأجرى أهالى كتالونيا تصويتا رمزيا على الاستقلال عن إسبانيا فى 2014 وصوت حوالى 2 مليون لصالح الانفصال، وكان رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى، رفض إجراء أى استفتاء على استقلال إقليم كتالونيا
إقليم الباسك
سعى إقليم الباسك، أو ما يسمى "بلاد البشكنش"، إلى الانفصال هو الآخر عن إسبانيا، ويتمتع أهالى الإقليم، الذين يعتبرون من أقدم السكان فى أوروبا، بحقوق واسعة، بموجب البرلمان الإسبانى.
ورغم بدء مطالبة منظمة "إيتا"، بانفصال "الباسك" عام 1961 من خلال الهجمات التى استهدفت بها المصالح الحكومية الإسبانية، إلا أن من المعروف أن مواطنى بلاد البشكنش، يرغبون بالانفصال منذ زمن بعيد، وبدأ مواطنو الباسك، فى المطالبة بالانفصال سلميا، عقب إعلان منظمة إيتا، التى تعتبرها الحكومة الإسبانية، والاتحاد الأوروبى منظمة إرهابية، تركها العمل المسلح نهائيا، فى أكتوبر2011، الذى راح ضحيته أكثر من 850 قتيلا.
وأصبح حزب اليسار الوطنى الباسكى"، الذى أسسه مطالبون بانفصال الباسك، ومؤيدون لحركة إيتا، ثانى أكبر حزب فى الإقليم، ويبلغ عدد سكانه 2.5 مليون نسمة، وتبلغ نسبة البطالة فيها (16%)، ويصل الدخل الفردى إلى (31) ألف يورو.
اسكتلندا
استطاعت اسكتلندا فى عام 2012 بإقناع حكومة لندن على منحهم الموافقة على إجراء الاستفتاء على الاستقلال عن بريطانيا، وبالفعل فى 18 سبتمبر 2014 جرى الاستفتاء الذى أثار قلق حكومة لندن لتزايد عدد مؤيديه قبل إجرائه بوقت بسيط، وشارك فى الاستفتاء 55% ولكن صوت 44.7 % فقط منهم لمصلحة الاستقلال.
جمهورية صربيا
جمهورية صربيا هى كيان ضمن فدرالية البوسنة والهرسك، وقد ظهرت إلى الوجود بعد انهيار يوغوسلافيا على أساس اتفاقية دايتون، ورغم مرور 20 عاما على هذه الاتفاقية، فإن صرب البوسنة، وهم معظم سكان الجمهورية، لا يملكون الحق فى الاستقلال وإنشاء دولتهم المستقلة.
كورسيكا
تعتبر هذه الجزيرة المتوسطية الوحيدة فى فرنسا من خارج أقاليم ما وراء البحار التى تتمتع بوضع خاص يمنحها المزيد من السلطات، وبعد عقود شهدت أكثر من 4500 هجوم شنتها "جبهة التحرير الوطنى فى كورسيكا"، أعلنت المنظمة المسلحة السرية فى يونيو 2014 التخلى عن السلاح من أجل تعزيز العملية السياسية.
ولما تحالف الاستقلاليون والمطالبون بمزيد من الحكم الذاتى، أصبحوا أول قوة سياسية تتصدر الجمعية الوطنية فى كورسيكا عام 2015، وفى يونيو الماضى، انتخبت كورسيكا ثلاثة نواب من هذا التحالف لتمثيلها فى البرلمان الفرنسى، وقد أقرت الجمعية الوطنية في كورسيكا العديد من الإصلاحات مثل الاعتراف باللهجة المحلية كلغة رسمية إلى جانب الفرنسية، ونظام ضريبى محدد، وذكر كورسيكا فى الدستور الفرنسى، لكن باريس لم توافق على هذه المطالب.
إقليم الفلامند
حصلت هذه المنطقة الناطقة بالهولندية فى شمال بلجيكا على العديد من الصلاحيات خلال العقود القليلة الماضية، كما أنها تهيمن على المشهد السياسى والاقتصادى فى بلجيكا، ونشأت القومية الفلمنكية بعد القرن التاسع عشر، لكنها لم تكن أبدا أقوى مما هى عليه اليوم. وقد ساهم ممثلها السياسى، التحالف الفلمنكى الجديد، فى تعزيز موقعها كأول حزب فى البلاد خلال الانتخابات التشريعية عام 2014، لتصبح حجر الزاوية فى الحكومة الفدرالية اليمينية الناطقة بالفرنسية برئاسة شارل ميشال، وهناك نية لإحياء المسيرة نحو الاستقلال الذاتى عام 2019.