مراسل (اليوم الثامن) يرصد تفاصيل دقيقة..

تقرير: معارك صنعاء.. هل تنهي الحرب في اليمن؟

قصف متبادل في صنعاء بين الحليفين السابقين

خاص (صنعاء)

ما تزال صنعاء العاصمة تعيش حالة حرب ضارية، بين قوات المؤتمر الشعبي  العام والمليشيات الانقلابية، بالتزامن مع ضخ اعلامي تقوم به وسائل اعلامية تابعة للمليشيات الانقلابية لمحاولة اجهاض الانتفاضة التي تعيشها المدينة لطرد الانقلابيين.

وتطورت الأزمة بين الطرفين منذ 29من نوفمبر الماضي، لتنذر بفصل جديد ينهي فصل الانقلاب الذي تعيشه البلاد منذ ثلاث سنوات. وقد كانت البداية نتيجة خلافات بين مسلحي المليشيات وقوات صالح، انتهت بمواجهات مسلحة خلفت قتلى وجرحى

شرارة الحرب الأولى

 

تحدثت مصادر محلية لـ"اليوم الثامن" أن المليشيات الانقلابية أصرت على اقتحام مسجد الصالح في منطقة السبعين وسط العاصمة صنعاء يوم الـ29نوفمبر، وتشادت كلامياً مع قوات الحراسة في المسجد، ليطلق أحد جنود الحراسة النار على مسلحي الحوثي وأوقع منهم قتيل وجريحان.

يقول مصدر عسكري أن المليشيات الانقلابية أوقفت الاشتباك مع قوات حراسة المسجد لتتمكن من الاحتفال بالمناسبة (المولد النبوي)، لكنها في اليوم التالي (30 نوفمبر) اتجهت فور انتهاء احتفالاتها بذكرى المولد النبوي، اتجهت فوراً صوب منازل مقربي صالح وقياداته في منطقة "الحي السياسي" بينها منزل نجل شقيق صالح وذراعه اليمنى، طارق محمد عبد الله صالح، وحاولت اقتحامها، الا أنها تعرضت لصد عنيف من قبل قوات المؤتمر.

ويؤكد أحد شهود عيان في منطقة الحي السياسي " شاهدنا أطقم الحوثيين وهي مدمرة، ورأيت ثلاث جثث مضرجة بالدم لمقاتلي المليشيات الحوثية، وكانت هنالك قوات تابعة للحرس الجمهوري، تنتشر في الحي.. رأيت أربعة اطقم تم اعطابها".

يضيف المصدر" الساعة السادسة مساء يوم الجمعة، بدأت الانفجارات تدوي في الحي بشكل غير مسبوق، وكانت قوات الحرس الجمهوري تستهدف مواقع المليشيات في أطراف الحي، واستمرت المواجهات حتى الساعة 12 ظهراً من اليوم التالي".

قوات المؤتمر تتقدم على وتيرة عالية

تشير المعطيات على الأرض أن قوات المؤتمر الشعبي العام، تمكنت من التقدم على نحو لافت وأسقطت الكثير من الأحياء التي كانت تسيطر عليها المليشيات الانقلابية، في حين انكسرت مجاميع المليشيات واضطرت للانسحاب من مواقع عدة.

ويشير أحد العسكريين في قوات صالح الى أنهم باتوا الآن يسيطرون على " حدة، الحي السياسي، الصافية، دار سلم، الرئاسة والنهدين، وجبل عطان". وأن المليشيات الحوثية تتراجع بشكل لافت وتخسر الكثير من مواقعها.

صالح دفع بقوات مدربة ومؤهلة على قتال الشوارع ومواجهات العصابات. وفق ما يقوله المصدر، الذي يضيف "نملك أسلحة متطورة ودبابات ليزرية، وسنحسم المعركة بلا شك مهما كانت المعوقات".

وعلى السياق ذاته يقول مواطنون أنهم رأوا دبابات تابعة للحرس الجمهوري، ظهرت بشكل مفاجئ في شوارع حدة والحي السياسي، وأسهمت في حسم المعركة. الى جانب "صواريخ حرارية مواجهة" استهدفت آليات المليشيات. حسب المصدر العسكري.

 واستطاعت قوات المؤتمر الشعبي العام من نقل المعارك الى معاقل الانقلابيين شمالي صنعاء، وتطويق مقار للمليشيات الانقلابية، بينها المكتب السياسي للحوثيين، والذي تمكنت قوات الحرس الجمهوري التابعة للمؤتمر من السيطرة عليه.

السيطرة على إعلام المؤتمر

اتخذت المليشيات الانقلابية أسلوباً جديداً للتعامل مع صالح وحزب المؤتمر، وبعد خسائرها في الميدان، اتجهت لإغلاق المؤسسات والوسائل الاعلامية التابعة لصالح والمؤتمر، وذهبت لاختراق الموقع الرسمي للحزب "المؤتمر نت" ونشر بيان كاذب فيه.

والى جانب موقع المؤتمر نت، اقتحمت المليشيات الحوثية مقر قناة "اليمن اليوم" في منطقة "بيت بوس" بشارع الخمسين، واحتجزت الاعلاميين والموظفين بالقناة، الى جانب حجبها موقع وكالة خبر التابعة لحزب المؤتمر، كونها تسيطر على وزارة الاتصالات.

وأفاد أحد العاملين في صحيفة "اليمن اليوم" التابعة للحزب، أنهم أوقفوا العمل بالصحيفة، عقب الأحداث الاخيرة، الى جانب تعطيل العمل في صحيفة وموقع "الميثاق" اللذان يتبعان حزب المؤتمر.

وبات حزب المؤتمر الشعبي العام بعد هذه الإجراءات التي اتخذتها المليشيات الانقلابية ضد الحزب، أصبح الأخير يفقد الوسائل الاعلامية اللازمة لتغطية انتصاراته على الأرض، غير بعض الناشطين الذين يغطوا التقدم الميداني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

المليشيات تعتمد سياسية الحرب نفسية

 

عقب سيطرتها على وسائل اعلام المؤتمر الشعبي العام، فعّلت المليشيات الحوثية وسائل اعلامها، والتي يأتي على رأسها قناة "المسيرة" ونحو 9 اذاعات محلية تبث على نطاق صنعاء وما جاورها، وعشرات المواقع الاخبارية التي تروج لحملة انتصارات وهمية لإحباط أنصار المؤتمر الشعبي العام.

بثت المليشيات الانقلابية بياناً لها مساء الأحد، 03/كانون الأول/2017 م، عبر قناة اليمن اليوم التي باتت تتحكم فيها، ونشرت بياناً آخر عبر موقع "المؤتمر نت" ونسبته الى الرئيس السابق، الا أن قيادات في المؤتمر نفت فوراً أن يكون البيان للحزب.

يقول مراقبون، أن المليشيات الانقلابية تهدف من خلال هذا الاجراء الى اشعار جمهور المؤتمر الشعبي العام، ,المنتفضين ضدها، بأن الأوضاع لصالح، وأن صالح وقواته في تراجع للوراء، بينما هي من تتسيد على الأرض.

" تمكنت المليشيات الحوثية من الانتصار علينا اعلامياً، الا أننا نلقنها على الأرض دروساً قاسية، وفي أقرب وقت سنستعيد السيطرة على كافة الوسائل الاعلامية، وسنتخذ البدائل في الوقت العاجل لنشر بيانات الحزب وتغطية التطورات"، هكذا يفند الصحفي في اليمن اليوم.

ونشرت قناة المسيرة التابعة للمليشيات، أن العديد من المغرر بهم ومن وصفتهم بالمنضمين الى "المليشيات الخارجة عن القانون"، وادعت أن "قوات الأمن والجيش" استطاعت استعادة السيطرة على الأحياء التي سيطرة عليها " مليشيات طارق صالح".

 ويصف متابعون للشأن اليمني، ان المليشيات الحوثية شعرت بالهزيمة وتوجهت لإجهاض اعلام صالح، لمحاولة اطالة أمد المعركة، الذي تطمح لأن يكون من صالحها.

القبائل وانتفاضة المواطنين

ساندت قوات المؤتمر الشعبي العام، مواقف القبائل في طوق العاصمة صنعاء، الى جانب مواقف المواطنين، الذين انتفضوا ضد المليشيات الحوثية، وخرجوا في شوارع المدينة يهتفون ضد الانقلابيين ويدعون لاستعادة الجمهورية وإنها تواجد الحوثيين في صنعاء.

في المناطق الشمالية من صنعاء (المدخل الشمالي للمدينة) تمكنت مجاميع قبلية يقودها شيوخ تابعين للمؤتمر الشعبي العام، من اغلاق المنفذ ومنع دخول أي تعزيزات للمليشيات الحوثية الى وسط صنعاء، اضافة الى قبائل في محافظات (ذمار، حجة، المحويت) التي بدورها حسمت السيطرة على أجزاء كبيرة من هذه المحافظات.

ونشر الصحفي المقرب من الرئيس السابق كامل الخوادني، أن " جثث عصابة الحوثيين بالمئات في قرية بيت الاحمر بسنحان(مسقط راس الرئيس السابق) ورجال الله يواصلون تطهير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين وقبائل الحدأ وخولان يتوافدون الى صنعاء بعد تطهير مناطقهم ومديرياتهم من عصابة الحوثيين واسر العشرات منهم".

ويؤكد مصدر قبلي، أن مواقف القبائل كلها من صالح المؤتمر الشعبي العام " وقد شاركت في منع أي تقدم للحوثيين نحو صنعاء، وهذا سيسهم في حسم المعركة ضد المليشيات الانقلابية، خلال وقت قياسي".

ويأمل يمنيون أن ترسم معارك صنعاء نهاية للحرب الدموية التي افتعلها الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح، عندما انقلبوا على حكومة الرئيس الشرعي عبدربه هادي، لكن هناك على ما يبدو مخاوف كبيرة من المستقبل السياسي للحكم، فصالح الذي يتصدر المشهد اليوم يقول يمنيون إنه قد ربما يعود لحكم اليمن مرة أخرى، لكن والحرب التي تركت جراحا في اجساد اليمنيين يأملوا ان ترتسم نهايتها وان يتوقف نزيف الدم قبل ان يدخل اليمنيون في حوار جدي ترعاه دول الخليج ينال الكل حقوقه السياسية والحقوقية وقبل ذلك اعادة اعمار البلد المدمرة جراء الحرب التي كانت الجنوب الساحة الاكبر لها.

يطمح جنوبيون في استعادة دولتهم التي يقولون إنها الضامن الأكيد للاستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح الجيران، خاصة في اعقاب الانتصار الذي تحقق في الجنوب في العام 2015م.