منجزات المليشيات..
نساء اليمن يمتهنّ الأعمال الشاقة لكسب لقمة العيش
منذ انقلاب الـ21من سبتمبر 2014م لم ترى الاسر اليمنية النور بل انحدرت من تدهور إلى أخر وتضاعفت المعانات ولكن كان للنساء النصيب الاكبر من هذا التراجع المخيف في المستوى المعيشي والاستقرار الاسري .
وانتهجت ميليشيا الحوثي ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، سياسة الظلم والنهب والتجويع المستمر بحق المواطنين، ومع غياب دور الرجل كعائل، نتيجة الاغتراب، او الاختطاف، او القتل، أو المشاركة في الحرب ضد مليشيات الانقلاب، وجدت المرأة نفسها أمام مسؤولية إعالة الاسرة وكسب لقمة العيش للأسرة.
واضطرت المرأة لممارسة الأعمال الشاقة ومتدنية الدخل بداخل المنزل أو خارجه ، لتأمين لقمة العيش التي تسد رمقها وأطفالها وتصونها عن مد يد الحاجه للآخرين. وتروي أم محمد معاناتها بعد مقتل زوجها في الحرب "بعد ما مات زوجي قبل خمسة اشهر وانا وعيالي ندور اللقمة، وسرت من مكان الى اخر ادور لي عمل ولا لقيت الا عاملة نظافة بمدرسة خاصة والمعاش 15000 ريال، وعليا ايجار وحق الاكل ومصاريف دراسة العيال.. منين ادي هذا كله؟" إيقاف المليشيات لمرتبات الموظفين والركود الذي يشهده سوق العمل أدى الى انقطاع مصادر دخل لعدة أسر تعولها النساء خاصة فمعلمة اللغة العربية "مروى أحمد" والتي تعول والديها كبيري السن وأخوتها تقول" ساءت احوالنا كثيرا منذ انقطاع الرواتب، وفقداننا مصدر الدخل الوحيد للمنزل، بحثت كثيرا في المدارس الخاصة عن عمل اخر، ولم اجد فاضطررت الى العمل طوال اليوم في احدى مخابز النساء للمعجنات والحلويات بالرغم من صعوبة العمل إضافة إلى الراتب الضئيل".
وبحسب محللون اقتصاديون فان الانهيار في الخدمات الأساسية والمستوى المعيشي وانهيار الامن في صنعاء ليس الا واحدة من تداعيات الانقلاب منذ ثلاثة أعوام وغياب دور الدولة . الخدمات الأساسية: معاناة إضافية للمرأة مثل غياب الخدمات الأساسية عن صنعاء عاملا شاقا اخر من ضاعف معاناة المرأة فانعدام الغاز والماء والكهرباء عن جميع المنازل اضطر الكثير من النساء الى اللجوء للطرق القديمة والشاقة كالاحتطاب لطهي الطعام. فمنذ تنفس الصباح ومع موجة البرد الشديدة التي تشهدها العاصمة صنعاء تخرج المرأة من بيتها للوقوف في طوابير طويلة أمام مياه السبيل الذي يقدمه فاعلي الخير. وتشكل أزمة الغاز المنزلي في صنعاء التي وصل سعرها الى 8500ريال، طوابير طويلة من النساء التي تستمر الى أيام وليالي للحصول على أسطوانة واحده، علاوة على من لا يملكن نقود لشراء الغاز فيضطررن الى جمع الحطب والكراتين لاستخدامها في طهي الطعام بدلاً من الغاز.
"أم حسان" التي تعول 8 أطفال وتسكن في حي هايل تقضي نصف يومها في طوابير الماء لتملأ كل مالديها من عبوات الماء ليحملها اطفالها إلى المنزل ثم تتجه هي للسوق وإلى المحلات لجمع كراتين فارغة لإشعالها واستخدمها في طهي الطعام.
وتتحمل العائلات الفقيرة التي أصبحت تمثل نسبة كبيرة من المجتمع اليمني أقسى تبعات الانقلاب لعدم مقدرتها على توفير البدائل المتوفرة لحاجيتها الأساسية كالغاز والماء والكهرباء لارتفاع اسعارها واحتكارها على طبقة الاغنياء الذي يمثل غالبيتهم قيادات حوثية واتباعهم.
وتبقى المرأة أكثر الفئات تأثراً وتضرراً بالوضع الحالي فمنذ الانقلاب الغاشم على اليمن فقدت المرأة مكانتها وأهدرت حقوقها وانتهكت كرامتها