هاني مسهور (الرياض)
في (مارس 2015م) تحدثت القيادة السعودية بلغة حادة غير مألوفة عن عدن، فالجملة الشهيرة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان أثناء لقائه نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما قال له (عدن خط أحمر) مثلت أيقونة في مفهوم الأمن القومي العربي، ومع تحرير عدن في (يوليو 2015م) بمشاركة القوات المسلحة الإماراتية تأكد تماماً أن ما تمثله عدن من أبعاد جيوسياسية، لكن يتبقى أن يتم الاستفهام حول مبدئية الحزم السعودي تجاه زحف الحوثيين إلى عدن وتقييم الموقف بمختلف أبعاده بعد دحر الحوثيين وتنامي الرغبة الجنوبية بالانفصال عن الشمال، فالقراءة من خلال الزوايا التاريخية والسياسية تتطلب شجاعة لما تمثله من قراءة في مستقبل الأمن لشبة الجزيرة العربية.
لطالما حاولت الإمامة الزيدية منذ نشوئها في العام 898م التوسع جغرافياً كطبيعة المذاهب الدينية التي تحاول اكتساب المؤيدين لأفكارها وتتبناها سياسياً شخصيات تحمل طموحات السيطرة والتمكين، وإن كان في اليمن الأعلى (صعدة وصنعاء وعمران وذمار وحجة) تكمن الشخصية اليمنية الأكثر تصلباً تجاه الأفكار السياسية، في هذا الجزء من اليمن الذي نُطلق عليه (اليمن الأعلى) ففيه توجد واحدة من أعقد التركيبات البشرية بالمطلق ففي هذه المنطقة تمتزج عصبية القبيلة بعصبية المذهب الديني حتى إن الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي المعروف بالهادي وهو المؤسس الأول للدولة الزيدية كان يمتلك من الرغبة الجامحة لتوسيع نطاق دولته وزيادة نفوذها السياسي برغم أنها في بيئة لم تحتضن المذهبية الزيدية إلا عبر المزج بين المذهبية والقبلية وهذا المزج مكنّه من السيطرة على صنعاء فلقد وجدت قبائلها في المذهبية الزيدية الدخيلة عليهم ما يمنحها السلطة القهرية على مناطق خارج سيطرتها القبلية.
يتشدد (اليمن الأعلى) باتجاه التوسع الجغرافي فمنذ نشوء الدولة الزيدية الأولى في القرن الثالث الهجري (الثامن الميلادي) انطلقت فكرة الاتساع والاستحواذ وكانوا يتطلعون لبسط نفوذهم المذهبي على جنوب شبه الجزيرة العربية التي كان قد ظهر فيها عام 930م العلويين الذين انتشروا في حضرموت والذين ينتسبون إلى علوي بن عبيدالله ابن المهاجر أحمد بن عيسى، هنا ظهر الصراع الدامي فلطالما حاولت الزيدية كسر الوجود العلوي في حضرموت والتمدد في ساحل عُمان حيث تتسع الأباضية فيها، ولم تعرف هذه الأجزاء من الجزيرة العربية استقراراً بغير قدرة أي من هذه المذاهب الدينية السيطرة على الأخرى وإن كان للزيدية قدرة أكثر في استدامتها على فترات متقطعة تاريخياً.
هذه الُمقدمة لابد منها لاستيعاب الرغبة الجامحة عند (اليمن الأعلى) على التمسك بالدولة الوحدوية اليمنية التي نشأت في العام 1990م، فتركيب الشخصية لمواطني (اليمن الأعلى) يخلط بين اليمن الطبيعي واليمن السياسي، فيعتبرون أن كل ما يمين الكعبة المُشرفة في مكة المكرمة هو جزء لا يتجزأ من اليمن السياسي، لذلك فلديهم مخزون ذاتي يتم استعداؤه مباشرةً عندما يشعرون بالقدرة على التوسع سياسياً، آخر ما يمكن الاستدلال عليه هو ما تلا ثورة (11 فبراير 2011م) فلقد خرجت جموع اليمنيين (بعقيدتهم المذهبية والقبلية) وليس السياسية ليهددوا السعودية ويتطاولوا عليها في مناسبات مختلفة دافعهم هو المُعتقد بأن لهم السلطة فيما كل ما هو جنوب مكة المكرمة بل إن هذا الخلط في المفاهيم يجعلهم يطالبون بحقوق سياسية في المدينة المنورة نظراً لأن أنصار الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم تعود قبائلهم إلى (اليمن الأعلى) فبذلك يريدون حقوقاً سياسية نتيجة خلط في مفاهيم الاعتقاد عند أهل (اليمن الأعلى) وإن كان قد توسع أكثر في عموم اليمن الشمالي نتيجة غياب التعليم وفشل ظهور الدولة بمؤسساتها منذ نشوء الجمهورية العربية اليمنية 1962م.
تُمثلّ شخصية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الأنموذج الأدق لتركيبة الشخصية اليمنية، فهو شيخ قبلي تعود قبيلته إلى قبائل طوق صنعاء الزيدية ولكنه مؤسس حزب التجمع اليمني للإصلاح ذي المرجعية السُنية والذراع السياسي لتنظيم الإخوان المسلمين، هذا الخلط بين المذاهب الدينية وحتى الأيديولوجية السياسية المتضاربة تؤكد التعقيدات في الشخصية اليمنية المُركبة المعتمدة على (المزج) وتشكيل الرغبات السياسية وتطويعها لخدمة القبيلة بزيادة نفوذها عبر ما يُمكن سواء كان سياسياً أو مذهبياً، هذا (المزج) يُمكن قراءته في مشاركة جماعة الإخوان المسلمين للحكم في الجمهورية اليمنية، بل يُمكن الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك ففي مذكرات عبدالله بن حسين الأحمر يذكر أنه اتفق مع الرئيس علي عبدالله صالح على تشكيل حزب التجمع اليمني للإصلاح لجمع الإخوان المسلمين ولتصفية الحزب الاشتراكي (الجنوبي)، وهذا ما تم بالفعل في حرب صيف عام 1994م، ما يؤكد أن تعقيدات (اليمن الأعلى) ليست سوى امتداد لطبيعة لها جذورها في ذات اليمنيين.
إيران وجدت في الحوثيين نواة لمشروعها منذ الثورة الخمينّية في (فبراير 1979م) فلقد جاءت الثورة الإسلامية الإيرانية بمشروع تصدير الثورة الشيعية وإقامة دولة إيرانية واسعة أو على الأقل القدرة على النفوذ السياسي في خارج حدود إيران، وتعد اليمن واحدة من هذه المناطق التي عمل عليها الإيرانيون، ومع تصاعد الغليان الشعبي في المحافظات الجنوبية بعد 1994م ظهر الحراك الجنوبي بشكل واسع، وفيما لم يلتفت الإقليم لما كان يحدث في 2007م على اعتباره أنه شأن داخلي يمني كانت إيران تمد يدها للجنوبيين، وحدث ذلك فعلياً في 2009م بظهور الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في العاصمة اللبنانية بيروت.
هذه واحدة من أدق المراحل التي اختبر فيها الجنوبيون إيران، نوعية الاختبار تتضمن الإجابة الواضحة عن سؤال (هل لدى إيران رغبة في فصل اليمن جنوبه عن شماله؟)، الواقع هو ما أفرزته الثلاث سنوات من علاقة الجنوبيين بالإيرانيين، ففيما لم تظهر في عدن أو المُكلا وغيرها من المدن الجنوبية مظاهر التشيع المذهبية فكذلك لم تعطِ طهران مؤشرات حول دعمها لفصل الجنوب عن الشمال اليمني، ما قدمته إيران كان زهيداً في محاولة كسب الوقت حتى نضوج الحوثيين شمالاً.
2011م كانت إيران أمام أن تقدم للرئيس الجنوبي علي سالم البيض ضمانات حقيقية أو أن تنكشف اللعبة، كانت مجريات التحولات الحادة في صنعاء أكثر ديناميكية بحكم الطبيعة اليمنية السياسية، اضطرابات صنعاء فتحت الباب لدول الخليج العربية لتتدخل لوقف صراع أجنحة السلطة عبر المبادرة الخليجية (إبريل 2011م)، بعودة الرئيس الجنوبي علي البيض إلى أوروبا انتهت العلاقة مع المشروع الإيراني تماماً فلقد اكتشف الجنوبيون أن إيران كانت تحاول فقط أن تلعب بالورقة الجنوبية لمصلحة الحوثيين.
الفشل الإيراني في استثمار القضية الجنوبية يعود إلى عمق النظرة الإيرانية للجنوب (جيوسياسياً ) فهي تنطلق من منظور التوسع الجغرافي في جنوب شبه الجزيرة العربية وهو ما يتقاطع مع رغبة (اليمن الأعلى)، كما أن إيران ترى في أن الاستحواذ على الجنوب العربي يعني وجوداً اقتصادياً مؤثراً فالجنوب ممر رئيسي في طريق الحرير الصيني، فكلا الطريقين البري والبحري لا يمران بالأرض الإيرانية لذلك ترى إيران أهمية وجود نفوذ لها في هذا الجزء من العالم العربي، كما أن وجودها في الجنوب سيضعها في التماس مع خصمها التقليدي المملكة العربية السعودية ما سيمنح إيران فرص تهديد متواصل للأمن القومي السعودي وكذلك الأمن العربي بما يمثله الموقع الجغرافي للجنوب.
(مارس 2015م) ما حدث أن الجنوبيين خرجوا للدفاع عن عاصمة الجنوب عدن قبل أسبوعين من إطلاق السعودية عاصفة الحزم، فما حدث في صنعاء كان سقوط الوهم المتمثل في بناء دولة المؤسسات والقانون المزعومة، فليس من منطق يقود إلى التحول من دولة القبيلة إلى دولة المؤسسات لغياب العُمق الوطني في كيان الجمهورية اليمنية الناشئة في (مايو 1990م)، فكما أن الجنوب راغب في الانفصال السياسي فإن حالة التشظي في الشمال تؤكد الفشل المُطلق في بُنية الدولة الوطنية اليمنية، لذلك ذهبت جميع القوى اليمنية إلى المؤتمر الوطني الشامل ليس من أجل بناء الدولة الحديثة بل من أجل إعادة التوازنات التي اختلت في صراع أجنحة السلطة عندما تواجهت عسكرياً في شارع الحصبة بالعاصمة صنعاء، ولتأكيد حالة التشظي فأن حادثة النهدين (يونيو 2011م) والتي كانت محاولة اغتيال للرئيس علي عبدالله صالح تؤكد حجم الصراع والرغبة في الاستيلاء على السلطة السياسية وإن كان بالعنف والاغتيال السياسي.
(يوليو 2015م) دُحر الحوثيين عن عدن وكانت مرحلة أساسية في إدارة الصراع اليمني بكل ما في ذلك الصراعات من إثنيات، فلقد برز توحد القوى اليمنية الشمالية بمختلف أطيافها حول التمسك بالوحدة اليمنية، ليس من باب تماسك الدولة الوطنية التي ثبت عدم وجودها بل لتكريس السيطرة على الجنوب، توقف الجبهات العسكرية وجمودها الميداني على مدار سنوات الحرب الثلاث تأكيد على أن القوى اليمنية الشمالية تنتظر أن يبلغ الإقليم حالة اليأس من الحسم العسكري والانتقال لتسوية سياسية تتطابق وتلك التي زاوجت بين الملكيين والجمهوريين في 1970م بعد ثماني سنوات من الصراع القبلي والمذهبي الذي تفجر في 26 سبتمبر 1962م وانتهى بسيطرة المزيج (القبلي والمذهبي) على الجمهورية العربية اليمنية.
فعلياً إيران خسرت في الجنوب خاصة مع تنامي الرغبة الجامحة للانضمام إلى المحور العربي الذي تقوده السعودية وخلفها دولة الإمارات لكنها لم تُقر بهذه الهزيمة فعادت بعد قطع السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات مع النظام القطري (يونيو 2017م) إلى الظهور مُجدداً بتمويل قطري مكشوف فلقد تبنت وسائل الإعلام القطرية حملة فادي باعوم المناهضة لعمليات التحالف العربي في اليمن، خطاب تيار باعوم انطلق من انتقاده مؤتمر حضرموت الجامع معتبراً أنه يُشكل خطراً على القضية الجنوبية ثم تموضع خلف خطاب أكثر تشدداً تجاه السعودية والإمارات مُردداً كل الاتهامات التي تعزف عليها العناصر التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح والتي تتخذ من قطر وتركيا مواقع لها لمهاجمة التحالف السعودي والإماراتي في اليمن.
مؤشر ظهور تيار باعوم يدلل على أن هناك أطرافاً دولية يمكن حصرها في إيران وتركيا تبحث عن خلط الأوراق السياسية في الملف الجنوبي خاصة أن إعلان الرابع من مايو 2017م (إعلان عدن التاريخي) يعتبر منعطفاً أساسياً في القضية الجنوبية بعد ظهور الحامل السياسي، لكن من المهم التأكيد على أن تيار باعوم تمت صناعته من أجل تحقيق اختراق في قلب القضية الجنوبية، أما إلى أي مدى يمكن لهذا التيار أن يحقق قدرة في الاختراق وكسب مؤيدين له فهذا هو الذي يجب أن يُقرأ بشكل موضوعي في هذه المرحلة.
لا شك أن إيران وبشكل أساسي تعمل على اختراق القضية الجنوبية وحرف مسارها، وتكمن قدرتها على عدم وضوح رؤية التحالف العربي حيال مستقبل الجنوب سياسياً وعمل الأطراف اليمنية الحزبية وخاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح على تخويف التحالف (السعودي ـ الإماراتي) من مستقبل الجنوب إضافة إلى أن إخوان اليمن لديهم القدرة على إحداث الاختلالات الأمنية التي توحي بعدم استقرار الجنوب أمنياً، وهذا أيضاً ينصب في مصلحة الإيرانيين وكذلك الأتراك لذلك فإن تيار باعوم هو مجرد ورقة من الأوراق لاختراق الجنوب وخلط الأوراق في الخارطة السياسية لكل التوازنات القائمة منذ إطلاق السعودية لعملية عاصفة الحزم وما أفرزته من وقائع ميدانية وسياسية.
ما طرحه تيار باعوم وإن لم يجد صدى داخل الجنوب سواء على مستوى قياداته أو حتى المستوى الشعبي إلا أنه وجد ترحيباً من دوائر مقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي فهناك جهات تُدرك أن هذه النوعية من الخطاب المضاد للتحالف العربي يمكن استثمارها في عملية ابتزاز للرياض وهذا ما يمكن قراءته بوضوح في منح تيار باعوم مساحة واسعة للظهور الإعلامي عبر نوافذ الشرعية الرسمية.
لم يحقق فادي باعوم مكتسبات تُذكر لمصلحة الأطراف المناهضة للمحور العربي غير أنه وضع بصمة في الشارع الجنوبي وإن كانت ضعيفة جداً لكنها تؤسس لمرحلة ما بعد إخفاق المجلس الانتقالي الجنوبي أو ما يمكن أن يكون من تحالفات للأطراف الجنوبية مع قوى يمنية شمالية في ظل عدم تقديم تطمينات للجنوبيين خاصة أن التطورات السياسية ما بعد تصفية الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح عملت على تغييرات واسعة في خارطة السياسية اليمنية ولم تستطع حتى الآن التغيير في السياسة الجنوبية فحتى ما عرضه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي كان محدوداً للقوى المؤتمرية المنشقة عن الحوثيين وهي تأتي تلبية للتحالف العربي وبشكل أدق تأتي ضمن انخراط الجنوب في المحور العربي.
يقال إن (الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ) وهذا يُعيدنا إلى ما بدأنا به وهو موقف ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان تجاه غزو الحوثيين للعاصمة الجنوبية عدن في مارس 2015م فالموقف الحازم مع ذلك التقدم العسكري عمل على تغيير كامل في التوازنات الإقليمية والدولية، ومدى ذلك التغيير أصبح واقعاً بقيادة السعودية للمحور العربي الذي يعمل على مقاومة التمدد الإيراني في الدول العربية.
إن حقيقة النفوذ السعودي في الجزيرة العربية سياسياً تمثل ارتكازاً عملياً ناحية التأثير في المناطق الأخرى سواء كانت سوريا أو العراق أو لبنان أو غيرها من المناطق التي تحاول إيران التغلغل فيها، وما يعني تمكين الجنوب على الأقل من مستقبله السياسي عبر الكونفدرالية وليس الفيدرالية سيمنح الجنوب فرصة للعب الدور المطلوب في خنق المشروع الإيراني شمالاً.
الجنوب المُفيد للجزيرة العربية يقابله الشمال الغارق ليس في المشروع الإيراني بل في امتزاج القبلية والمذهبية التي لن يمكن تفكيكها عبر مخرجات الحوار الوطني أو غيرها من الصيغ التي تبقى مُجرد تنظيرات لا تحقق المطلوب الفعلي الذي يجب أن يُفكك هذا الامتزاج عبر برامج ضغط سياسية سيشكلها الجنوب ثم البدء في تدوير الشعب اليمني الشمالي في دوائر اقتصادية وتعليمية عبر الاستعانة بأبناء الشمال في التنمية الاقتصادية للدولة الجنوبية ما سيمنح الشماليين خاصة أبناء اليمن الأوسط والأسفل قدرة على التأثير السياسي والاقتصادي في اليمن الأعلى.
تشكيل خارطة المنطقة من قبل السعودية يعزز الدور القيادي للرياض فليس من مفر لتقسيم الشرق الأوسط فلم تعد قوة ممكنة لوقف تقسيم العراق وسوريا حتى إن تأجلت المشارط الروسية والأمريكية في البدء بعملية التقسيم في شمال الجزيرة العربية، وهذا ما يجب على السعودية كقوة تمتلك الإرادة في الحفاظ على حماية أمنها أولاً ثم حماية الأمن القومي العربي أن تضع أولوياتها بالبدء بعملية جراحية تضمن فصل التوأمين السياميين اليمنيين بما يضمن مستقبل مستقر لهما ولشبه جزيرة العرب كلها.