عاصفة الحزم.. الحرب ضد الانقلاب والإرهاب..

تقرير: "المقاطعة" فضحت علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية

قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن

خاص (عدن)

خلال ربع قرن اعدت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم القاعدة في اليمن بانه الأشد تطرفا على مستوى العالم، رغم الغارات المكثفة التي شنتها واشنطن على التنظيم وقتلت ابرز قادته،  من بينهم ناصر الوحيشي احد ابرز قادة التنظيم الذين قتلوا في العام 2015م، بغارة أمريكية.

ساعد الانقلاب الذي نفذه الحوثيون الموالون لإيران في انتشار تنظيم القاعدة واسقاط مدينة المكلا كبرى مدن الجنوب اليمني الساحلية والعاصمة الاقليمية لحضرموت، وهو ما دفع الولايات المتحدة التي التعبير عن مخاوفها من ان تصبح اليمن مركزا رئيسا للتنظيم.

الحكومة الشرعية التي يتزعمها الرئيس هادي وجدت نفسها في صعوبة كبيرة خاصة عقب انضمام وحدات عسكرية الى صف الانقلابيين، وانشغال الحكومة بالتصدي للحوثيين الذين كانوا يحاصرون عدن، كان تنظيم القاعدة يقيم امارة اسلامية في المكلا، وهو ما دفع الرئيس هادي الى طلب المزيد من الدعم للتصدي للتنظيم الذي احتل المكلا.

كان هادي الذي طلب تحالفا عربيا لمساندته في التصدي للتمدد الإيراني يحث اصدقاء بلاده على مساعدته في الحرب على الإرهاب، قبل ان يفاجئ بتلك  الجماعات وهي تضرب في عدن بصورة انتقامية.

فالحوثيون الذين كانوا يحتلون اجزاء واسعة من عدن اصبحوا بعيدين، لكن حرب أخرى باتت تشهدها المدينة "إنها حرب الجماعات الإرهابية التي تقول حكومة هادي انها مليشيات تابعة لقوى اقليمية ويمنية تسعى للانتقام من الانتصار الذي تحقق ضد حلفاء طهران.

في منتصف يوليو تموز 2015م، تنفس أهالي مدينة عدن والمدن المجاورة الصعداء بتحرير بلادهم من قبضة المليشيات الإرهابية، لكن هناك من كان يخطط لسلب فرحة الانتصار منهم، فلم تمض الا اسابيع قليلة حتى شهدت عدن اعنف هجوم ارهابي استهدف مقر اقامة حكومة الدكتور خالد بحاح ومعسكرات التحالف العربي في عدن، خلف عشرات القتلى والجرحى، لتدخل المدينة في اتون فوضى ومسلسل اغتيالات طالت العديد من قادة المقاومة ضد الانقلابيين، الأمر الذي اعتبره مسؤولون أمنيون بأنها حرب انتقام على ما تحقق من انتصارات.

أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية أن الحرب على التنظيمات الإرهابية جزء مهم من استراتيجيته العسكرية، وبدأت قيادة التحالف العربي في مارس (آذار) 2016م، بتنفيذ أولى عملياتها العسكرية في عدن، عبر قوات الحزام الأمني التي أنشأت لهذه المهمة وتلقى مقاتلوها تدريبات خاصة على يد خبراء من القوات المسلحة الإماراتية، انتهت تلك العملية بتأمين العاصمة عدن، ثم الانطلاق لتحرير لحج وعملية أخرى في حضرموت في ابريل نيسان من العام ذاته.

يقول مسؤولون في شرطة عدن "إن الاستراتيجية العسكرية لدولة الإمارات نجحت في شل قدرات التنظيم الذي اصبح عاجزا حتى عن المواجهة".

يؤكد مصدر مسؤول "أن قوات الشرطة والحزام الأمني استطاعت خلال فترة وجيزة تفكيك خلايا كانت تعد لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة".

ويرى المصدر ان الدعم اللوجستي الذي قدمته قيادة التحالف في عدن، مكنت القوات الحديثة من استباق التنظيم وافشال العديد من العمليات الإرهابية".

وفي هذا الصدد يؤكد رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء الخبير والمحلل السياسي حسين حنشي "إن الدعم الإماراتي والمساندة اللوجستية والمعلوماتية للقوات الجنوبية ساهم في تحقيق نجاحات كبيرة ضد التنظيم الإرهابي، واستطاعت قوات الحزام الأمني والنخبة ملاحقة التنظيم في أخر معاقله".

وأضاف حنشي "القوات المسلحة الإماراتية نجحت في القضاء على أخطر فرع للتنظيم القاعدة، الفضل بعد الله للقوات الجنوبية التي حققت هذه الانتصارات وساهم في ذلك عدم وجود حاضنة شعبية لمثل هذه الجماعات التي عاثت في البلاد فسادا".

وقال "خلال ربع قرن استخدم التنظيم الإرهابي بيد نظام صنعاء لابتزاز الغرب، لكن القوات الحليفة للمجتمع الدولي، استطاعت ان تضرب هذه التنظيمات وتنهي فزاعة ان الفرع اليمني الاشد تطرفا عن غيره".

ويؤكد حنشي "أن جنوب اليمن بيئة رافضه للإسلام السياسي بشقيه الشيعي والإخواني، وان الاعتقاد بأنها الجنوب بيئة حاضنة، دحضت عمليات الحزام الأمني وقوات النخبة".

 

  • عاصفة الحزم.. الحرب ضد الانقلاب والإرهاب

من جهته يؤكد المحلل السياسي فهد الصالح العوذلي "إن التحالف العربي بقيادة السعودية استطاع ان يقود حربين الأولى ضد الانقلاب والأخرى ضد الإرهاب، وحقق نجاحات في كلا الجبهتين".

 وأضاف "تحملت دولة الامارات العربية المتحدة على عاتقها محاربة الارهاب في المناطق المحررة من مليشيات الحوثي الايرانية وهي محافظات الجنوب عدن وابين ولحج والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى وفعلاً قدمت الامارات الكثير من الدعم العسكري والمالي واللوجستي في هذا الاتجاه".

وأضاف :شاركت القوات الاماراتية في المعارك ضد تنظيم القاعدة وداعش في عدد من المدن الجنوبية الى جانب قوات الحزام الامني وقوات النخب الجنوبية وقوات مكافحة الارهاب والمقاومة الجنوبية وحققت هذه القوات انتصارات على الارهاب وسيطرت على اغلب معاقل القاعدة والعناصر الارهابية وطهرتها بدعم واسناد جوي وبري من القوات الاماراتية".

 

وأكد "حققت الامارات في حربها على الارهاب انجازا أمناي كبيرا وقطعت شوطا في هذا المجال وصارت جميع المناطق المحررة من مليشيات الحوثي الايرانية خالية من العناصر الارهابية التي تنتمي لتنظيم القاعدة وداعش وسيطرت القوات الامنية على هذه المناطق، وبهذا تكون الامارات قد حققت في حربها ضد الارهاب في اليمن وبفترة وجيزة لا تتجاوز العامين مالم تستطيع تحقيقه الحكومة اليمنية في حربها ضد الارهاب خلال عشرين عاما".

 

ولفت العوذلي إلى أن "الانتصارات ضد الارهاب التي حققتها دولة الامارات والمقاومة الجنوبية لم ترق للبعض وأنزعج الكثيرون وهم الذين تربطهم علاقات وطيدة بالإرهاب ويقدمون الدعم له مثل تنظيم الاخوان المسلمين والذي يمثلهم داخلياً حزب الاصلاح وخارجياً دولة قطر وتركيا وكذلك حليف الاخوان الرئيسي أيران وحاولوا وقف هذه الحرب ضد الارهاب التي تقودها الامارات بالحملات الاعلامية المضادة للإمارات والداعمة للإرهاب".

 

ولفت العوذلي إلى أن المقاطعة الخليجية- العربية أكدت علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية، من خلال ردة الفعل المتصاعدة للدوحة وإخوان اليمن مع كل عملية تنفذ ضد الارهاب، حتى اصبح الخطاب مشابها لخطاب الحوثيين".

وأكد ان على ان لقطر دور في الوقوف وراء الهجمات الارهابية التي شهدتها مدينة عدن والتي راح ضحيتها العشرات أغلبهم مدنيون، ناهيك عن عمليات الاغتيال التي طالت عسكريين ومدنيين، تزامنت تلك العمليات مع عمليات عسكرية يشرف عليها التحالف العربي ضد القاعدة في شبوة وحضرموت وأبين".

ويفسر ان دور الدوحة الخبيث يكشف عنه الاعلام الممول من النظام والذي اظهر حالة من العداء لقوات النخبة والحزام الأمني ودول التحالف العربي.

 

وقال المحلل العسكري والسياسي العقيد علي الحريري " إن ردة فعل قطر على طرد القاعدة من وادي المسيني في حضرموت والصعيد في شبوة والمحفد في أبين، كانت واضحة وتفضح وقوف قطر وراء الجماعات الإرهابية وفي طليعتها مليشيات القاعدة وداعش المنبثقتين من تنظيم إخوان اليمن".

وقال الحريري "إن هجمات عدن، تؤكد ضلوع قطر وإخوان اليمن بالوقوف وراء العملية الإرهابية التي استهدفت مركز مكافحة الإرهاب ومقر المجلس الانتقالي الجنوبي، وهناك تحقيقات اثبتت اشراف قيادات إخوانية على تحركات الارهابيين من تعز إلى البيضاء ومنها إلى عدن لتنفيذ العمليات الإرهابية".

ودعا الحريري إلى ضرورة ادانة تنظيم الإخوان كأداة قطرية تثير العنف وترتكب مجازر وحشية بحق العسكريين والمدنيين في عدن وباقي المدن المحررة".