بحاح يستبعد استعادة الدولة بسلطة هادي..
تقرير: "قطر" تخترق الشرعية وتقوي من عزيمة الحوثيين

عزل بحاح كان أكبر خطأ ترتكبه الشرعية في اليمن -اليوم الثامن
لم يجد النظام القطري صعوبة في الانتقام من دول التحالف العربي المقاطعة، بعد ان تيسر له اللعب في اليمن عن طريق اوراق عدة في الحكومة الشرعية، التي باتت تنفذ اجندة الدوحة الرامية إلى ارباك الجهد العربي في استعادة اليمن، وتقوية عزيمة الحوثيين الموالية لإيران.
وامام هذا الواقع المزري، استبعد نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة السابق استعادة اليمن من قبضة حلفاء إيران بواسطة سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي المهترئة، في تأكيد على أن قطر قد نجحت عبر الحلفاء من تنظيم الإخوان في ضرب الحكومة الشرعية في الصميم، خاصة وانهم المتحكمون في القرار الرئاسي، فيما كشفت التقارير الأخيرة عن اختراق قطري لمنظومة الحكم في اليمن.
فاللجنة الثلاثية التي شكلت للتوافق على قرارات التعيين برئاسة الأحمر أصبحت مجمدة ولا تقوم بهامها في الاشراف على قرارات التعيين والتوافق عليها، فالقرارات تخرج من مكتب الأحمر إلى مكتب هادي الذي يعتبر المتحكم الرئيس في قرار الشرعية، وهو على صلة وثيقة بنظام الدوحة.
وقد كانت القرارات الأخيرة التي اتخذت بتمكين قيادات عسكرية وأمنية ومدنية في الحكومة الشرعية هم على علاقة وثيقة بنائب الرئيس وتنظيم الإخوان الموالي لقطر، قد دفعت مسؤولين إلى القول ان الحكومة الشرعية قد باتت مختطفة من تيار سياسي بات على تقارب مع الحوثيين الموالين لإيران.
نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة السابق خالد بحاح الذي تم عزله لرغبة قطرية إخوانية وصف سلطة عبدربه منصور هادي بـ"السلطة المهترئة"، مستغربا من التعويل عليها لتأتي بنصر وسلام.
وقال بحاح "هناك ألف سؤال آخر معلّقة على ذمة السلطة الشرعية التي تعتقد أن هذا المصطلح عاصم لها إلى يوم الدين". مضيفا "أن هذه السلطة لم تفعل شيئا سوى الاستجمام في فنادق الخارج".
وأشار إلى أن أمل استعادة الدولة يبتعد بهذه الأدوات الهزيلة، واليمن غني برجاله ونسائه ونخبه الوطنية من شماله وجنوبه وشرقه وغربه.
وشدد بحاح أن هذه الحال لا ينبغي أن يكون مقبولا، ولن نعتاد عليه. لافتا إلى أن البلاد لا تستحق هذه الحال.
وأشار رئيس الحكومة السابقة، أن التحالف الذي تقوده السعودية، بحاجة لتقييم جاد للمرحلة السابقة والاستفادة من اخطائها كحاجته إلى شريك وطني صادق وقوي يفكّر ويعمل معه أيضا.
واعتبر أن مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن غريفث، صعبة لكنها ليست مستحيلة. مؤملا أن يحث خطواته للوصول إلى إحلال دائم للسلام واستعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا. لأن ثلاث سنوات من الحرب والفرقة ليست بالقليل.
وتمضي الدوحة التي استطاعت ان تدعم بناء وحدات عسكرية ضخمة لتنظيم الإخوان في مأرب وتعز ومحافظات يمنية أخرى، في عملية تمكين جماعة الإخوان من حكم جنوب اليمن، بناء على اتفاق مع طهران التي ترعى الحوثيين في الشمال.
وفقا لاعترافات قادة حزبيين "فأن مؤتمر عدن الذي عقد الخميس تم بتمويل قطري، الهدف من ذلك هو اظهار ان حزب المؤتمر الشعبي العام بات مقسما بين صنعاء وعدن ومأرب وتعز، ولك الاطراف على توافق مع تنظيم الإخوان.
ويؤكد السياسي الجنوبي البارز هاني مسهور " أن التغطية الاعلامية للقاء المؤتمر الشعبي العام في عدن تؤكد اختراق اخوان اليمن للمؤسسات الاعلامية الرسمية والخاصة لدول التحالف العربي، فمجرد جولة في الصحافة الورقية الصادرة صباح الجمعة تكشف كيف تتم معالجة الاخبار لمصلحة طرف معين وحتى ضد مصلحة التحالف العربي نفسه".
وأضاف "إن قيام الرئيس هادي بتفكيك حزب المؤتمر الشعبي العام لن يمنحه مشروعية قيادة الحزب، خاصة وان هناك ترتيبات أممية لعودة نجل صالح لقيادة الحزب بعد رفع العقوبات عنه".
وجاءت هذه التحركات في الوقت الذي حذر فيه السياسي الجنوبي ومستشار وزارة السياحة عبدالرحمن سالم من تأخر الحسم العسكري خشية ان يمتلك الحوثيون اسلحة دمار شامل.
وقال الخضر لـ(اليوم الثامن) "يجب اليوم على دول التحالف والشرعية ان تصحح كثيرا من المسارات الخاطئة هذه الحرب، اعتقد ان في كل تأخير للحسم العسكري إنما يقابله غرور لتلك الجماعة التي لا تحمل مشروع وربما تستغل عدم مسؤوليتها قوى دولية واقليمية لتمكنها من امتلاك اسلحة أكثر خطورة".. مؤكدا انه " يجب يأخذ بمحل الجد ان تلك الجماعة الغير مسؤولة لن تتردد في استخدام بعض من اسلحة الدمار الشامل التي يمكن لتلك الصواريخ ان تحملها".
وتابع "في اعتقادي انه لمن الضروري على دول التحالف والشرعية ان تفكر بجدية وتعمل باستراتيجية جديدة تتوافق مع بدء عمل المبعوث الدولي الجديد، عسكريا يجب ان تتغير السياسة الحربية نحو الحسم الجدي، وسياسيا يجب تصحيح كثير من العراقيل التي لا تخدم دول التحالف والشرعية، حيث يجب تغيير سياسة التعامل مع المناطق المحررة التي تشكل الحياة فيها حياة اصعب بكثير من الحياة والعيش على الارض التي يسيطر عليها الانقلابيين، وعلى الجميع ان يتنبه من ان الاصوات مؤخرا بدأت تنادي او تتحدث، ان لا حل للازمة في اليمن إلا حل سياسي، والحل السياسي لا اعتقد انه سيبعد جماعة الحوثي بقدر ما سيعزز وجودهم دون نزع اسلحتهم ! وهذا في اعتقادي الخسارة الاكبر لدول التحالف سياسيا وعسكريا الخسارة التي ستندم دول التحالف والشرعية من انها كانت أكثر المتسببين فيها عسكريا وسياسيا".