عرض الصحف الخليجية..
هل يوقف لبنان تدخلات حزب الله في اليمن
القاهرة
أكد مصدر عراقي مطلع، عن قرب تشكيل "الكتلة الأكبر" في العراق، فيما تترقب بيروت الزيارة التي يفترض أن يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري الساعات المقبلة للرئيس ميشال عون.
ووفقاً لصحف عربية صادرة السبت، فتح كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي الباب أمام انسحاب محتمل للميليشيات الحليفة الموجودة في سوريا، في حين قال باحث يمني متخصص في شأن الميليشيا الإيرانية، إن ميليشيا الحوثي ومن ورائها إيران ما زالت مصممة على تهديد أمن اليمن والمنطقة.
تشكيل "الكتلة الأكبر" في العراق
وفي التفاصيل، أكد مصدر عراقي مطلع على ماراثون تشكيل "الكتلة الأكبر" في العراق، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "التنافس الحالي على منصب رئيس الحكومة العراقية المقبلة هو بين طارق نجم، القيادي البارز في حزب الدعوة، وفالح الفياض، مستشار الأمن الوطني، بعد تراجع حظوظ رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري".
وبيَّن المصدر أنه "في الوقت الذي يبدو فيه نجم مرشح تسوية مقبولاً من عدة أطراف بمن فيهم الجنرال قاسم سليماني، فإن الفياض لديه ميزتان، الأولى أنه مقبول إيرانياً وأميركياً معاً، بينما نجم ليست لديه حظوظاَ كبيرة مع الأمريكيين". وأضاف المصدر المطلع، أن "المرجعية الدينية في النجف لديها موقف إيجابي من طارق نجم، وهو يتواصل مع المرجعية، بينما مساحة تحرك الفياض على المرجعية محدودة، وهذا مهم جداً لحسم القضية، يضاف إلى ذلك أن طارق نجم هو ممن كانوا يعارضون النظام السابق من الخارج، بينما الفياض هو من معارضي الداخل، بالإضافة إلى المواصفات الشخصية للاثنين، حيث أنه في الوقت الذي يبدو فيه نجم حدياً فإن شخصية الفياض تتسم بالمرونة".
تصاعد الضغط الخليجي على لبنان
من جهة أخرى، تحدثت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية، عن الترقب الذي تشهده بيروت في الوقت الراهن للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري بالرئيس ميشال عون للمضي قدماً في مشاورات تشكيل الحكومة. وقالت الأوساط إن "الوقت الضائع في مسار التشكيل بدأت تملؤه إشاراتٍ مقلقة يُخشى أن تضيف عوامل تعقيد جديدة، متوقفة في هذا السياق عند رفع حزب الله منسوب تصويبه على أبعاد خارجية للتأخّر في ولادة الحكومة وكلامه عن نية لاستهداف عهد الرئيس عون وتقويض نتائج الانتخابات النيابية".
ولم تستبعد الأوساط أن يكون هذا التصويب من حزب الله ذا صلة بالاندفاعة المتدحرجة بوجه الحزب على خلفيّة أدواره في اليمن والتي ارتفع مستواها في الأيام الأخيرة، بدءاً من رسالة الخارجية اليمنية التي تضمّنت إدانة واحتجاجاً شديد اللهجة على "السلوك العدواني" لحزب الله بدعم ميليشيات الحوثي ودعوة الحكومة اللبنانية إلى التصدي له مع تلويح بـ "تدويل" هذا الملف، مروراً بتأكيد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أن بلاده "ستتصدى لميليشيات حزب الله اللبناني في كل مكان وتفضح ممارساته امام المجتمع الدولي"، متّهماً الحزب "بالسعي لزعزعة استقرار الأمة العربية"، وصولاً إلى الكلام اللافت لوزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش الذي غرّد أمس أن "سياسة النأي بالنفس التي نتمنى أن يلتزم بها لبنان الشقيق تقوّض مجددّاً في تناول أزمة اليمن، ونتمنى أن يكون للدولة وللأصوات العاقلة وقفة وموقف".
وفي رأي الأوساط المطلعة، فإن هذه المواقف التي تحمّل لبنان مسؤولية ممارسات حزب الله، تعكس منحى جديداً للتعاطي الخارجي مع لبنان الرسمي، وتعبّر في جانب منها عن الحساسية الكبيرة التي تحوط بملف تشكيل الحكومة ومخاطر التسليم بتوازنات فيها تُفسر على انها لمصلحة الحزب وتقلّص هامش الفصل، الذي بدأ يضيق أصلاً، بين حزب الله والدولة.
انسحاب إيران من سوريا
وفي سياق منفصل، فتح علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، الباب أمام انسحاب محتمل للعناصر الإيرانية والميليشيات الحليفة الموجودة في سوريا تحت وقع ضغوط أمريكية إسرائيلية متزايدة، بعد تصريحاته التي أدلى بها أمس. وقال محللون، لصحيفة "العرب"، إن مستشار خامنئي سعى من خلال طرح فرضية الانسحاب، إلى تخفيف الحرج عن روسيا من جهة، ومن جهة ثانية استباق أي خطوة مفاجئة تأتي من موسكو في ظل غموض الموقف الروسي وتتالي التصريحات الإسرائيلية عن قبول روسي بفكرة إخراج القوات الإيرانية من سوريا، أو على الأقل إبعادها عن الحدود السورية الإسرائيلية.
وفيما يقلل مراقبون من فرضية ضغط روسي على إيران لدفعها إلى الانسحاب الكامل من سوريا، إلا أنهم يشيرون إلى أن من مصلحة موسكو الضغط على إيران لتتراجع عن الحدود الجنوبية السورية والحد من نفوذ حزب الله وإجباره على إعادة ميليشياته إلى لبنان ليسهل في أي وقت على روسيا حسم أمر هذا الوجود. ويميل المراقبون إلى القول إن الأكثر منطقية هو أن ترسم روسيا خطوطا حمراء تحدد مربع التحرك أمام إيران مثل المساعدة في مطاردة ما تبقى من عناصر داعش، لكن خوض معارك على الحدود فهذا سيصبح أمراً صعباً.
التحالف أنقذ اليمن
من جانب آخر، قال باحث يمني متخصص في شأن الميليشيا الإيرانية، لصحيفة "الرياض"، إن نظام الملالي وجد في جماعة الحوثي المقومات والشروط التي تؤهلها كوكيل إيراني في اليمن، ومن أبرزها النزعة التدميرية الحوثية وتبنيها فكرة الولاية وعنصرية فاشية معادية للمجتمع اليمني وللهوية العربية.
وأشار الباحث يحيى الثلايا، إلى أن تهديد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير للمدنيين والتحريض عليهم والتلويح بتدمير مدينة الحديدة فوق ساكنيها، تعبير عن طبيعة الفكر الطائفي المتطرف الذي تشكل جماعة الحوثي امتداد له، موضحاً أن الحوثي هدد في خطابات سابقة بما وصفها معركة الجبال ما يعني أن الميليشيا ومن ورائها إيران ما زالت مصممة على تهديد أمن اليمن والمنطقة حتى آخر نفس، ويريد تحويل الحديدة لخرائب كما صنع في عدن وتعز وغيرها من المدن التي دمرها.
وأكد الثلايا: "لو لم ينتفض اليمنيون ويتدخل فرسان العروبة في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، لارتكب الحوثي حملة تطهير وإبادة جماعية لكل المدن والمناطق اليمنية خصوصاً في ظل ارتباطه بإيران وتلقيه للدعم المستمر منها والعلاقات التخريبية مع ميليشياتها في المنطقة".