تحرير الحديدة..

الميليشيا الحوثية أدمنت إضاعة الفرص بالحديدة

ميليشيات الحوثي شمال اليمن

وضع التعنت الحوثي المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في موقع حرج في أعقاب منح الشرعية اليمنية والتحالف العربي الفرص العديدة واحدة إثر أخرى لجهوده السياسية من أجل تحرير مدينة الحديدة سلمياً من سيطرة الميليشيا الحوثية التابعة لإيران، وهي الفرص التي لاقت تعنتاً ورفضاً مستمرين، مما يفتح الباب واسعاً أمام تحريرها بالقوة العسكرية وقوة الحق، على يد قوات الشرعية وبإسناد من التحالف العربي، الذي شدد مراراً على مراعاته وحرصه الكبير على المدنيين في المدينة التي لا يفصله عن تحريرها سوى منح الجهود السياسية الفرص كافة.

ويؤكد السياسي عبدالسلام رزاز الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية، على اهتمام الشرعية والتحالف بالجهود الأممية لا عن ضعف ولكن لحرصهما المعروف على عدم إراقة الدم اليمني، لذا أعطوا الفرصة تلو الأخري لجميع مبعوثي الأمم المتحدة، لتحقيق السلام وإنهاء الحرب والعودة إلى العملية السياسية، ولكن كل الفرص السابقة باءت بالفشل بسبب مراوغات الحوثي الذي استغل تلك الفرص لترتيب وضعه العسكري وتهريب مختلف الأسلحة من إيران، ويضيف رزاز «الحوثي لا يؤمن بالسلام والتجارب الشاهدة على ذلك كثيرة.. وبالنسبة لتحرير للحديدة وغيرها لا يمكن أن تتحرر إلا بالعملية العسكرية، فالحوثي لا ينفع معه غير القوة، وأعتقد ستكون هذه آخر فرصة لمبعوث أممي لاختبار مصداقية الحوثي».

الفرصة الأخيرة

من جانبه، يشدد العقيد يحيى أبو حاتم الخبير العسكري والاستراتيجي، على سعي الشرعية والتحالف دائماً لتجنيب المدن ويلات الحروب التي تسعى الميليشيا الحوثية لإدخالها في آتون حرب تأكل الأخضر واليابس. ويشير إلى أن هذه الفرصة هي الفرصة الأخيرة، سواء للأمم المتحدة أو للميليشيا الحوثية التي تماطل وتحاول استغلال الوقت من أجل تعزيز قواتها في المناطق التي تدار فيها العمليات العسكرية.

ويؤكد الخبير العسكري والناطق الرسمي باسم محور تعز العقيد عبدالباسط البحر، على إتاحة الشرعية والتحالف العربي مساحات كبيرة للسلام وللعمل السياسي وللمبادرات الأممية وللمبعوثين السابقين واللاحقين، لحسم المسألة سياسياً في الحديدة أو غيرها مع هذه الميليشيا، فالحرب تبدأ سياسة وتنتهي سياسة وهي صراع سياسي مسلح. لكن هذه الميليشيا لا تفكر إلا بمصالحها وبمصالح قياداتها، ولا تفكر بمصالح الشعب اليمني، ولا تنظر للأخطار المترتبة المحدقة بالشعب اليمني جراء ممارساتها الميليشاوية.

ويضيف، لقد جربنا الحوار والمبادرات مع هذه العصابات الميليشاوية التي تتخذها لتضييع الوقت ولترتيب صفوفها وإعادة موضعة قواتها وزراعة المزيد من الألغام ونشر القناصات وتكثيف السلاح في الأماكن السكنية. فالتحالف منح هذه الميليشيا الوقت الكافي للجنوح إلى الحلول السياسية، لكن هذه الميليشيا، فإنها تتخذ من هذه المبادرات مجرد وسيلة لتسويق نفسها سياسياً.

عملية إنسانية

ويوضح العقيد البحر، إن العملية العسكرية في الحديدة هي عملية إنسانية بامتياز تهدف لتخليص الحديدة من ويلات الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان الحديدة، وخاصة المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة الميليشيا التي تستغل معاناتهم الإنسانية وتقوم بنهب المساعدات وتوجيهها لما يسمى بالمجهود الحربي، وكذلك في تهريب الأسلحة من ميناء الحديدة، ولذلك نجد أن الأمم المتحدة تشيد بالجهود الإغاثية الإنسانية التي تصل للمناطق المحررة، والتجهيزات التي أعدت من قبل التحالف في حال انطلقت العمليات العسكرية، والتي ستكون جاهزة لإيصال المساعدات.

عملية متكاملة

عملية عسكرية إنسانية متكاملة اكتمل الترتيب لها لتحرير مدينة الحديدة، وهناك تجهيزات على قدم وساق تراعي كل مستلزمات الوضع الإنساني قبل كل شيء، وبحسب المراقبين لم تسجل حتى الآن حالة قتل للمدنيين أو تدمير أي من البنى التحتية من التحالف والشرعية رغم الكثافة النيرانية من قبل الميليشيا الحوثية من داخل الحديدة، لكن هناك أوامر صارمة بعدم استهداف المناطق السكنية.