تظاهرات شعبية والكترونية..
تقرير: "حلفاء قطر" في اليمن يواجهون انتفاضة الجنوبيين
شهدت عدن العاصمة ومدن وبلدات جنوبية تظاهرات واحتجاجات شعبية وعصيانا مدنيا شلت فيه الحركة، في أول يوم للتصعيد الشعبي ضد حكومة أحمد عبيد بن دغر التي يتهمها جنوبيون بمحاصرة بلادهم والسعي للسيطرة على موارد الثروة في البلاد، في توجه جديد يحرف مسار الحرب ضد الحوثيين الى حرب أخرى في الجنوب المحرر منذ ثلاثة أعوام.
ودشن ناشطون جنوبيون هاشتاغا على منصات التواصل الاجتماعي، أكدوا فيه فساد الحكومة الشرعية وحملوها مسؤولية انهيار العملة وغلاء المعيشة في البلاد، فيما واجه حلفاء الدوحة تلك الانتفاضة بحملات إعلامية مضادة، قال جنوبيون ان ذلك يؤكد ان الحصار المفروض على بلادهم مفتعل.
ونشرت ناشطة إخوانية تغريدة على تويتر "زعمت ان انتفاضة عدن يقف خلفها المجلس الانتقالي الجنوبي"، لكنها فشلت في الإجابة حول تساؤل ناشطين عن إنجازات الحكومة الشرعية خلال ثلاثة أعوام.
وشنت وسائل إعلام يمنية تابعة لحلفاء قطر في اليمن "تنظيم الإخوان" هجوما عنيفا على انتفاضة عدن ومدن الجنوب الأخرى، فيما قتل شابا برصاص مسلحين من مليشيات حزب الإصلاح اليمني في بلدة قعطبة شمال الضالع، خلال محاولة تلك المليشيات فض اعتصاما نفذه شبان للمطالبة بإقال حكومة أحمد عبيد بن دغر.
وقطع محتجون طرقات رئيسية وفرعية في كل من عدن العاصمة ومدن جنوبية احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر الصرف للعملة اليمنية امام العملات الأجنبية.
وقال محتجون ان الحكومة الشرعية فشلت في إدارة المدن الجنوبية المحررة، مطالبين الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي بالتدخل واقالة الحكومة التي اتهمها بالفساد ونهب المال العام.
وقال القيادي في الحراك الجنوبي الشيخ عارف البركاني "إن الحكومة فشلت في معالجة الكثير من المشكلات، بل انها تقف خلف انهيار العملة، جراء اقبال مسؤولي الحكومة على تجريف العملة الصعبة من السوق من خلال الأموال التي طبعت في الخارج دون غطاء، وهو ما تسبب في تدهور الحالة المعيشية للمواطن في عدن ومدن الجنوب".
وطالب البركاني في حديث لـ(اليوم الثامن) "الرئيس هادي بالتدخل العاجل لإنهاء حكومة احمد بن دغر واحالتها للتحقيق في الأموال التي صرفت خلال العامين الماضيين".
وقال انه لا يمكن معالجة المشكلة ما لم يتم اقالة حكومة الفساد واحالتها إلى التحقيق.
ووصف مكتب اعلام محافظة الضالع انتفاضة الجنوب بأنها الشرارة الأولى لثورة الجياع.
وقال المكتب في بيان وزع على وسائل الإعلام "انطلقت الشرارة الأولى لثورة الجياع صباح الأحد الموافق٢ سبتمبر ٢٠١٨ م من المعبر الحدودي بين الجنوب والشمال بمنطقة سناح بمحافظة الضالع تعبر عن ارتفاع صرف العملة الصعبة وتدهور قيمة الريال اليمني الذي ادى الى ارتفاع الغلاء الفاحش في جميع اسعار المواد الغذائية والكمالية والحياتية الضرورية وغيرها ، هذا وقد انتفض الشارع في محافظه الضالع حيث خرج الآلاف في مسيرات غضب عارمة شارك فيها من مختلف فئات المجتمع حيث احرق فيها الغاضبون الإطارات وقطعت الطرقات واقفل التجار ورجال المال والاعمال وشركات الصرافة وتحولت المدينة الى مدينة اشباح لا تجد محلا تجاريا مفتوحا وناس تعاني من شراء مادة ضرورية لحياة الناس.. وتجري الاحتجاجات ومسيرات الغضب تحت صمت مريب للحكومة الذي ردد المتظاهرون شعارات ضد الحكومة الشرعية جراء ما يحدث من موت للمواطنين".
وكثف إخوان اليمن الموالين لقطر هجوما إعلاميا على الانتفاضة الشعبية "انتفاضة الجوع"، متهمين المجلس الانتقالي الجنوبي بالوقوف وراء الانتفاضة، فيما اعلن ضباط وعسكريون موالون للحكومة الشرعية في عدن تأييدهم للانتفاضة الشعبية.
وقال ضابط رفيع في قاعدة بدر العسكرية ان "الشعب كل الشعب يجب ان ينخرط في هذه الانتفاضة المباركة التي ستعيد الحقوق للناس".. مشيرا الى ان العسكريين هم جزء من الشعب بل انهم يعانون من المجاعة كما يعاني الشعب.
وكشف الضابط الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه "ان جنود قوات الشرعية في عدن لا يمتلكون ثمن جزمة عسكرية، وانهم يعانون من نقص في التغذية.
واتهم المصدر قيادة القواعد العسكرية في عدن بنهب حقوق الجنود، الذين طالبهم بالنزول والانخراط في الشعب للمطالبة بحقوقهم.