تحقيق ألماني مُحرج..

تقرير: لماذا لا تلتزم قطر بتعهداتها مع "فيفا" ؟

عمالة أجنبية في ورشة بناء قطرية

24 (أبوظبي)

ذكر أنكل فوهرا في تحقيق لموقع "دويتشه فيله" الألماني بالانتقادات ضد قطر بعد مقتل المئات من العمال الأجانب، في مواقع مختلفة، بينها ملاعب ستقام فيها مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، لافتاً إلى أن الدوحة تعهدت بإجراء إصلاحات كثيرة، قبل أن يتساءل: لكن ما الذي يحصل على الأرض؟

نشعر بالقلق لرؤية الأدلة التي قدمتموها عن العمل والتي يبدو أنها تتعارض مع توجيهات ساعات العمل الصيفية في قطر في ملعب المدينة التعليمية

ووصف الصحافي عمالاً يعملون في ورشة  في الصحراء حيث سيشيد ملعب المدينة التعليمية الذي يتسع لـ40 ألف متفرج من عشاق كرة القدم ويفترض أن يكون جاهزاً اعتباراً من 2019.

وذكر فوهراً أنه في 28 يوليو (تموز)، شاهد بنفسه 12 عاملاً يعملون بين الساعة 11.30 والساعة 3 بعد الظهر، وهي الساعات المخصصة للراحة في دولة قطر بين 15 يونيو(حزيران) و31 أغسطس (آب)، الفترة التي تبلغ فيها الحرارة أعلى مستوياتها في العام.

 50 درجة مائوية
ومع أن الخبراء يشددون على منع أي عمل في أيام الصيف الحارقة، عندما تترتفع الحرارة إلى 50 درجة مائوية، ورغم أن قطر نفسها حظرت العمل بين هذه الساعات الثلاث ونصف ساعة نظرياً، إلا أن "دويتشه فيله" رصدت هذا الانتهاك الواضح للقانون القطري نفسه في فترة الاستراحة القصيرة للعمال.

وتحدث التقرير عن موت المئات أثناء عملهم في مشاريع مونديال قطر 2022.

وفي عام 2012 مات 520 عاملاً، في حين بقيت أسباب وفاة 300 آخرين، مجهولة.

وتقول قطر إن العمال ماتوا لأسباب لا تتعلق بظروف العمل، بل لأسباب أخرى مثل النوبات القلبية وأمراض التنفس، ولكن الهيئات الحقوقية العالمية تقول إن الأسباب تعود إلى مشاكل على علاقة بالحرارة، وتستند في ذلك إلى رفض قطر توفير تقارير عن تشريح الجثث لإخفاء الأسباب الحقيقية.

انتهاكات خطيرة
وأعرب نيكولاس ماكغيهان الخبير في حقوق العمال المهاجرين في الخليج، الذي حقق في مقتل العمال لصالح منظمة حقوقية دولية، عن دهشته بعد تحقيق "دويتشه فيله"، قائلاً إن الانتهاكات التي تحصل في أحد الملاعب المرتبطة بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أكثر خطورة لأن مشاريع فيفا تحكمها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والتي تعد بمستويات أعلى من الرفاهية للعمال.

وصرح بأن هذه المشاهد توحي بأن المقاولين لا يلتزمون حتى القوانين الأساسية.

هل أن قطر جادة فعلاً؟

ولفت التقرير إلى أن النشطاء حاولوا تسليط الضوء على هذه القضايا الصحية لجلب اهتمام منظمي كأس العالم. ورغم هذه الجهود، فإن المشاكل تستمر، ويتساءل ناشطون مثل ماكغيان عما إذا كانت قطر جادة في تغيير موقفها حيال القوى العاملة.

وقال الخبير إن "البناء عمل واضح مرئي وظاهر، لذلك من الصعب تصديق أنهم اعتقدوا أن في إمكانهم التستر...إن التفسير الأكثر احتمالاً هو أنهم شعروا بأنهم سيفلتون من العقاب، وإذا كانت هذه هي الحالة فإن ذلك يستدعي التساؤل ليس فقط حول قدرة اللجنة على حماية العمال ولكن عن التزامها بهذا المسعى".

فيديو
وأرسلت "دويتشه فيله" فيديو يشكل دليلاً إلى اللجنة. واعترف الأعضاء في اللجنة القطرية المعنية، فيه أن العمل في هذه الساعات محظور بالفعل ووعدوا بالتحقيق. وقالوا: "نشعر بالقلق لرؤية الأدلة التي قدمتموها عن العمل والتي يبدو أنها تتعارض مع توجيهات ساعات العمل الصيفية في قطر في ملعب المدينة التعليمية. إن إدارة رعاية العمال لدينا وفرق الصحة والسلامة، التي تعمل مع الهيئات الحكومية ذات الصلة، تجري الآن تحقيقاً شاملاً، وسنتخذ إجراءات تصحيحية وعقابية إذا حدث أي خرق لمعاييرنا أو للقانون".