عرض الصحف العربية..

مراقبون: معركة تحرير الحديدة "حرب من أجل السلام"

القوات المشتركة جبهة الساحل الغربي

أوضح مراقبون وخبراء عسكريون أن معركة تحرير محافظة الحديدة في اليمن، معززة بالعديد من مقومات النجاح، حيث تحظى بغطاء واسع على الصعيد السياسي وبقدرات عسكرية حاسمة قادرة على تحقيق انتصار سريع ونوعي، فيما أفاد قائد عسكري يمني من قوات الشرعية أنه سوف تغيير الخطط العسكرية لتحرير الحديدة، خلال الأيام القادمة وذلك لحماية المدنيين.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، أكدت الإمارات في رسالتها إلى مجلس الأمن دعم التحالف العربي في اليمن للجهود الدولية لوضع حد للحرب الدائرة فيه، بعد تحرير الحديدة وإجبار الحوثيين على القبول بالسلام وشروطه، بينما رأى المدير التنفيذي لمجموعة "مراقبة الخليج" الدكتور ظافر محمد العجمي في حرب اليمن، من زاوية استراتيجية، مناسبة انتقلت فيها صناعة ‏السلاح الخليجية من الهامش إلى المركز.

من أجل السلام
قالت "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم بعنوان: "التحرير من أجل السلام"، إن الإمارات أكدت في رسالتها إلى مجلس الأمن دعم التحالف العربي في اليمن للجهود الدولية، وضرورة تحرير الحديدة لإجبار الحوثيين على الجنوح للسلام.
  
واعتبرت الصحيفة، أن "مليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية، أعطيت كل الفرص ليثبتوا حسن نواياهم إن وجد، لكنهم أبوا إلا أن يظلوا على نهجهم العدواني والتزامهم بالأجندة الإيرانية التي تستخدمهم كأداة لتحقيق أهدافها في فرض الهيمنة والنفوذ على المنطقة، ولا يمكن ترك الأمر يمضي كما يريدون، وإذا كانوا لا يفهمون سوى لغة القوة، فليكن تحرير الحديدة هو السبيل لذلك".

وأضافت أن "فشل مباحثات جنيف التي اختلقت ميليشيا الحوثي الإيرانية الحجج للامتناع عن حضورها، أثبت أن الحوثيين لن يجلسوا للتشاور والتفاوض إلا بعد أن يلقوا هزيمة قوية وضربة قاصمة، ولتكن هذه الضربة هي تحرير الحديدة".

وشددت الافتتاحية على أنه "لم يعد هناك شيء يحول دون المضي قدماً نحو تحرير الحديدة الذي سيشكل الخطوة العملية الأولى لتحقيق السلام في اليمن".

قطع الأذرع الإيرانية
من جهة أخرى رأي موقع اليوم الثامن اليمني، على هامش استئناف معركة تحرير الحديدة، في دعوة  مجلس الوزراء السعودي، أمس الثلاثاء، إلى ضرورة التكاتف والتعاون لردع إرهاب طهران "وردع أدوات إيران الإرهابية التي تتدخل في الشؤون العربية" ما يوحي بتطورات كبرى في المنطقة وفي اليمن بشكل خاص.

واعتبر اليوم الثامن، أن في معركة الحديدة مؤشرات على إنهاء الدور الإيراني في اليمن، موضحاً أن "استعادة الحديدة لن تشكّل فقط ضربة موجعة للحوثيين المنقلبين على السلطة الشرعية في اليمن والمسيطرين بقوة السلاح على عدد من مناطقه بما في ذلك العاصمة صنعاء، ولكن لداعمتهم إيران ونفوذها، الذي سعت لتركيزه في منطقة حساسة من الجزيرة العربية بجوار منطقة الخليج العربي وعلى حدود غريمتها السعودية، وبمحاذاة ممر بحري ذي أهمية بالغة للتجارة العالمية وعلى رأسها تجارة النفط".

حرب شوارع الحديدة
وفي سياق مختلف، وعن البعد الاستراتيجي في معارك الحديدة، قال قائد اللواء الثاني بالمقاومة التھامیة اليمنية العقید مناجي حجري لصحيفة "المدينة" السعودية، إن الخطط العسكرية لتحرير الحديدة  في الأيام القلیلة المقبلة "ذلك بإدخال قوات عسكریة مدربة ومتخصصة في حرب الشوارع والمدن".
 وفي الإطار نفسه رجحت صحيفة "العرب" اللندنية، انهياراً مفاجئاً للميليشيات الحوثية المحاصرة داخل المدينة بعد قطع "خطوط الإمداد عنها وانقطاع الاتصالات بينها، بالتزامن مع حراك شعبي متوقع من قبل المدنيين داخل الحديدة".

صناعة السلاح الخليجية 
وبعيداً عن المعارك والعمليات العسكرية، قال المدير التنفيذي لمجموعة "مراقبة الخليج" الدكتور ظافر محمد العجمي لصحيفة "الوطن" البحرينية، أن حرب اليمن إلى جانب أبعادها السياسية والاستراتيجية المتشعبة والمتداخلة، ربما نقلت صناعة ‏السلاح الخليجية من "الهامش إلى المركز".

وبحسب الدكتور العجمي، كشفت الحرب الدائرة في اليمن، تفوق الصناعة العسكرية الإماراتية، الأمر الذي كشفه تنامي الطلب على الأسلحة الإماراتية من قبل دول عدة، التي تسعى كما قال للحصول على 
"صاروخ الطارق، وآليات جيس المدرعة لمهام الاستطلاع والدوريات، والطائرات دون طيار يبهون ينايتد 40، وبندقية القتالية كاراكال 5.56 ملم، التي وجدت طريقها إلى دول مثل للبحرين، والعراق، والأردن، ‏والجزائر".

وأضاف العجمي، أن السعودية عززت بدورها الاهتمام بالصناعات العسكرية، خاصةً بعد تسلم العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحُكم، ما انعكس على العناية المتنامية التي يحظى بها "توطين الصناعات العسكرية ‏والدفاعية" السعودية في الفترة الأخيرة، بما في ذلك ضمن "رؤية ‏‏2030" التي حددت هي الأخرى هدف "توطين الصناعات العسكرية بنسبة 50% مقارنةً مع 2%" في السنوات الماضية.