بعد دعوات عديدة..

الهلال الإماراتي يدشن حملة لمكافحة "حمى الضنك" في شبوة

الهلال الإماراتي يخفف أوجاع "حمى الضنك" في شبوة

عتق

لم يشفع لمحافظة شبوة، امتلاكها أكبر منشأة اقتصادية في اليمن «منشأة ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال»، وامتلاكها مواقع نفطية كثيرة تدر في خزانة الاقتصاد الوطني ما نسبته 25% من الميزانية، لم يشفع لها كل ذلك أن تكون قبلة لاهتمام الحكومة.
ما يجري في شبوة الآن شيء يدمي القلوب ويعمي العيون، وباء «حمى الضنك» يفتك بالعشرات من أبنائها، وتشير الإحصاءات إلى تجاوز الحالات المصابة بالوباء أكثر من 520 حالة، و7 وفيات، وسط تصاعد مستمر لانتشار المرض في مختلف مديريات المحافظة.

هلال الإنسانية تتدخل
لم تبتعد هيئة الهلال الأحمر الإماراتية كثيراً عن معاناة أبناء محافظة شبوة جراء وباء «حمى الضنك»، وسارعت بالتنسيق مع مكتب الصحة والسكان بالمحافظة للبدء بحملة لمكافحة ذلك الوباء، من خلال الرش الضبابي الذي نفذته فرق مختصة ولمدة 6 أيام في جميع الأحياء السكنية بمديرية «عتق» وشملت مكافحة البعوض والحشرات الناقلة للأوبئة، ومنها حمى الضنك.
وأكد سلطان النعيمي، ممثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بمحافظة شبوة، أن استجابة الهيئة لحملة الرش الضبابي جاء استجابة سريعة لنداء الجهات الصحية في المحافظة التي تفشى فيها وباء حمى الضنك، وتسبب في وفاة الكثيرين فيها.
من جانبه قال علي الكندي، وكيل محافظة شبوة، إن سرعة الاستجابة الإنسانية لفريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في المحافظة يعبّر عن مدى الإنسانية الكبيرة التي تتمتع بها الهيئة، وتعد تلك الحملة للقضاء على وباء الضنك في المحافظة بمثابة نبراس فوق رؤوسنا، لما تقدمه الهيئة من أعمال إنسانية تمس حياة الشعب اليمني.
وقال الإعلامي صالح علي، إن «فريق الهلال الأحمر الإماراتي في المحافظة، كما هو في عموم المحافظات اليمنية المحررة، قريباً من المعاناة ويقوم بأدواره المختلفة الإغاثية والصحية والتنموية، لا يسعني سوى توجيه آيات الشكر والتقدير على تلك الجهود». في حين أشاد أحمد باقطيان، باستجابة مكتب الهلال الأحمر الإماراتي لنداء أبناء شبوة لمكافحة «حمى الضنك»، الذي قام مشكوراً وبإشراف مكتب الصحة في المحافظة ومكتب الأشغال العامة، بتنفيذ حملة رش جميع المنازل والمصادر في «عتق» والمناطق والقرى المجاورة، للحد من انتشار البعوض الناقل للحمى وبعض الفيروسات الأخرى الناقلة للأمراض الحمية الأخرى بعد أن زادت نسبة الإصابات بنحو 70 بالمائة، وهي كارثة بيئية كبيرة لو لم تتم الاستجابة السريعة لها.

دعوات عديدة 
وجهت إلى رجال الخير وشركات الأدوية والمنظمات الإنسانية ومالكي القطاع الصحي الخاص، دعوات إلى تقديم يد العون والمساعدة للمرضى في المستشفيات العامة والخاصة من خلال دعم المستشفيات بالمحاليل والأدوية وكافة المستلزمات الطبية التي يحتاجها مرضى «حمى الضنك».

تكاتف مجتمعي 
وفي ذلك يقول الدكتور سالم العمري، ذهبت إلى أحد المختبرات ورأيت الناس في حالة زحام أمامها، نظراً لزيادة الإصابة بهذا المرض الذي يفتك بالناس في هذه المدينة، وقد زرت كثيراً من الأسر المصابة، والتي امتنعت عن الذهاب إلى المختبرات لعدم قدرتها على شراء الأدوية. وبرعاية ملتقى شبوة تجمعنا وبالتعاون والتنسيق مع مستشفى «عتق المركزي» تم افتتاح العيادة المجانية لعلاج مرضى حمى الضنك بمستشفى عتق بتمويل من لجنة التبرعات المجتمعية المستقلة بملتقى «شبوة تجمعنا».
وجاء افتتاحها بمبادرة ذاتية من قبل لجنة التبرعات بملتقى «شبوة تجمعنا» التي تضم في عضويتها نخبة من المثقفين والكوادر من أبناء المحافظة، استشعارا منهم بواجبهم الوطني والإنساني عند انتشار مرض حمى الضنك بصورة واسعة على مستوى المحافظة ووفاة 7 حالات متأثرة بالإصابة بالوباء وتأخير مكافحته من قبل الجهات المعنية.
ويؤكد فريق مكافحة الملاريا في شبوة على عدم وجود أي تطعيم ضد الضنك. فهو ما زال في مراحل التطوير، والطريقة الوحيدة للوقاية منه هي تجنب لسعة بعوض الضنك من نوع «Aedes» الذي ينشط في النهار، ويميل إلى اللسع في ساعات الصباح الباكر وعند الغروب، لذلك من المهم التشديد على دهن الجسم بمنفرات البعوض في هذه الساعات في المناطق التي ينتشر فيها حمى الضنك. وعن كيفية الوقاية منها يشير الفريق إلى ضرورة تغطية البراميل وخزانات المياه، وردم الحفر والمستنقعات، والرش بالمبيدات، واستخدام الناموسيات ليلاً و نهاراً، ونقل المريض إلى أقرب مستشفى، وإبلاغ السلطات بانتشار الحميات في قريتك أو مدينتك بأسرع وقت ممكن.

البعوض هزم السلطة 
وبشيء من الألم الممزوج بالحسرة، قال المحامي علي ناصر العولقي، إن البعوض هزم السلطة المحلية في المحافظة شر هزيمة، مضيفاً أن أصغر حشرة هزمت سلطة محافظة «النفط والغاز» الذي اتضح عجزها على مقاومة هذا الوباء الذي إن استمر لن يفلت منه أحد، منوهاً أن الوباء يفتك بأبناء شبوة، وهم في أمس الحاجة للالتفاتة الإنسانية من المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة.
وبدوره، اعتمد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برنامجاً لمكافحة حمى الضنك في محافظة شبوة نفذته مؤسسة «العون» للتنمية في 9 مديريات عندما اجتاحها ذلك المرض في فترة سابقة.
ويشير الدكتور توفيق خبازي، إلى ما تعانيه محافظة شبوة من الظواهر الصحية المرضية والوبائية والتي كان أخرها «حمى الضنك» و«الحصبة» و«داء الكلب» و«الملاريا»، منبهاً أنهم يتوقعون في الأشهر القادمة مواجهة ظاهرة صحية جديدة متمثلة في انتشار حالات من الإسهال المائي الحاد والذي قد تظهر معه حالات من الكوليرا.
وجدد الدكتور خبازي مناشدته للسلطات المحلية بالمديريات والمحافظة وأجهزتها المعنية بالإصحاح والتحسين والبيئة إلى كشف وإزالة مصادر وبؤر توالد البعوض الناقل والقيام بحملات الرش لتخفيف كثافة البعوض البالغ والطائر، والقيام بالتوعية المجتمعية لتعزيز معارف الأفراد والأسر بأهمية الإصحاح المائي.

مرض بلا علاج
أمراض شبوة جميعها بحاجة لعلاج طويل المدى ولكن تبقى حمى الضنك المتسيدة للموقف هذه الأيام في الأولوية التي تستحق شحذ الهمم وبذل وتكثيف جهود مكافحتها وعلاج المصابين بها»، بهذه الكلمات يؤكد الصحفي أحمد بوصالح أن الضنك قد بات مستوطن في محافظة شبوة منذ عام 2001م، وذلك يتطلب تدخل وزارة الصحة والسكان والمنظمات والهيئات الدولية العاجل وتسخير موارد المحافظة المتوفرة لأعمال وأنشطة مكتب الصحة والسكان في مكافحة المرض والوقاية منه والحد من انتشاره وتوفير متطلبات معالجة الحالات المصابة كافة، به.
مؤكداً «ما يتم فقط علاجه هو المضاعفات التي قد تأتي بسببه، حيث يشكل أربعة أنواع، ويوجد في شبوة نوعان منه من درجة النوع الأول والثاني.