على روسيا لوم نفسها..

أي معاهدة جديدة للقوى النووية يجب أن تشمل إيران

مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون

وكالات

رأى محرر الشؤون الخارجيّة والدفاعية في صحيفة "ذا دايلي تلغراف" البريطانية كون كوغلين أن إعلان ترامب انسحابه من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، أثار اعتراضاً روسياً واسعاً لكنه متوقع من الكرملين.

تريد واشنطن أن بنطبق أي ترتيب جديد على دول مارقة كإيران التي تتابع العمل على أنظمة صاروخية جديدة قادرة على تسليم رؤوس نووية

وكتب في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أنه يُنظر إلى المعاهدة التي وقعها رونالد ريغان وميخائيل غورباتشيف على أنها من الإنجازات المستمرة لعصر التواصل للمساعدة على تقليص عدد الصواريخ التي هددت العالم بقدرتها على حمل رؤوس نووية.

وأمكن التخلص من 2700 صاروخ بالستي ذات منصات إطلاق أرضية بتطبيق المعاهدة التي حظرت نشر الصواريخ التي تتمتع بمدى يتراوح بين 500 و 5500 كيلومتراً، ما ساعد على تقليص التوتر بين الجبارين، وأثمر سقوط الستار الحديدي في نهاية المطاف.

لكن مع نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة بناء القوة العسكرية لبلاده كانت هنالك مخاوف متزايدة في واشنطن من أن الروس عمدوا إلى خرق المعاهدة، والعمل على تطوير جيل جديد من الصواريخ التي تُطلق براً وتهدد بتغيير توازن القوى.

وإلى ذلك، يعتقد البنتاغون أنّه إذا سُمح لروسيا بالإفلات من المسؤولية عن المعاهدة، سيشجع ذلك أمثال الصين، وإيران على تطوير أنظمة صاروخية جديدة على طريقتهما الخاصة.

يُضيف كوغلين أن هذه الأسباب هي التي دفعت الرئيس الأمريكي إلى سحب بلاده من المعاهدة، والتهديد بالسماح للبنتاغون بالبدء في تطوير جيل جديد من الصواريخ المشابهة إلا إذا لم يجر التفاوض على نسخة جديدة من المعاهدة.

على روسيا لوم نفسها
بعكس معاهدة 1987 التي كانت ثنائية الأطراف، تسعى إدارة ترامب إلى معاهدة أشمل تضم روسيا والصين.

سببت خطوة ترامب انتقاداً من الكرملين، بينما قال عنها غورباتشيف، إنها تشكل ضربة قوية لجهود حظر الانتشار فيما وصفها بوتين بـ "خطيرة جداً" وأنه "لن يتبقى أي شيء سوى السباق إلى التسلح" لو ذهبت واشنطن في خطوتها بعيداً.

وهدد بوتين بالرد على أي تحرك أمريكي لنشر أنظمة أسلحة جديدة في أوروبا. لكن الكاتب أشار إلى أن ليس على روسيا إلا لوم نفسها إذا انسحب ترامب من المعاهدة.

عادة من عادات أوباما
برزت الشبهات حول خرق روسي للمعاهدة في 2014 حين تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن مخاوف من الصاروخ الروسي الجديد نوفايتر 9 أم 729 أو أس أس سي – 8 بحسب تصنيف حلف شمال الأطلسي.

لكن كما كانت العادة غالباً في تعامل أوباما مع مسائل الأمن الدولي، تردد في تهديد الروس بسبب الخرق، معتقداً أن رفع المخاوف ببساطة سيقنع الروس بتغيير سلوكهم.

وأنكرت موسكو أنّ صاروخها الجديد يشكل خرقاً للمعاهدة معلنة أن مداه أقل بكثير من 500 كيلومتراً.

لكن ادعاء موسكو البراءة قوبل بشك عميق في واشنطن، خاصةً بعد بروز تقارير استخبارية مبنية على صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الروس نشروا كتيبة صواريخ في مقاطعة إكاترينبرغ الروسية في جبال الأورال هذا الصيف.

حتى أن أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ الحذر في تصريحاته قال إن روسيا "خرقت على الأرجح الاتفاق".

توسيع نطاق المعاهدة
يبقى السؤال حالياً عما إذا كان لقرار ترامب إلغاء الاتفاق التأثير المطلوب ليقنع الكرملين بأخذ الأمور على محمل الجد. إن زيارة مستشار الشؤون القومي جون بولتون إلى موسكو في الأسبوع الماضي، وهو الذي أيد طويلاً تمزيق الاتفاق، يجب أن تدفع الروس إلى التركيز على هذا الأمر.

لكن المسألة الأكبر تمكن في ما إذا كانت لواشنطن أي فرصة لتوسيع نطاق المعاهدة بضم قوى أخرى تنتج سلاحاً مشابهاً مثل الصين. ويشكل تعزيز الصين لقدراتها العسكرية صداعاً لواشنطن التي ترى في ذلك تغييراً جذرياً لتوازن القوى في آسيا.

متطلبات الأمن في العصر الحديث
تريد واشنطن أن ينطبق أي ترتيب جديد على دول مارقة مثل إيران التي تتابع العمل على أنظمة صاروخية جديدة قادرة على حمل رؤوس نووية. واستفادت طهران من النزاع السوري لاختبار تكنولوجياتها الصاروخية فأطلقت أخيراً مجموعة من الصواريخ على مواقع زعمت أنها للإرهابيين بعد الهجوم على قاعدة عسكرية في الأهواز.

هذه الخطوة معطوفة على هجمات إيرانية ضد مواقع كردية، عززت تصميم واشنطن على إخضاع إيران بعد فرض الجولة الثانية من العقوبات عليها في الشهر المقبل. وطالب كوغلين بوضع قيود على الدول المارقة مثل إيران، تطابق تلك المفروضة على القوى الكبيرة مثل روسيا، والصين، والولايات المتحدة، إذا كان لمفهوم الحد من التسلح أن يكون على صلة بمتطلبات العصر الحديث.