ترجمة..
تقرير: هل ستسحب أمريكا دعمها للتحالف العربي في اليمن
حذر خبراء إقليميون من نداءات عفوية لسحب الدعم الأمريكي من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وسط تدقيق كبير من جانب الكونغرس لعلاقات الولايات المتحدة مع الرياض.
وبرزت نداءات تدعو إدارة ترامب لإعادة تقييم دعمها للمملكة العربية السعودية، لكن الخبراء يحذرون من أن قطع المساعدات الأمريكية سوف يكون بمثابة تخل عن مناطق مهمة لصالح إيران.
وقال جوناثان شانزر النائب الأول لرئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن الآثار المترتبة على الانسحاب الأمريكي هي أننا بذلك نتنازل عن الأرض للإيرانيين في معاركهم بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، واليمن الذي يعد قطعة استراتيجية عن تلك الارض، سيصبح فعليا خاضعا للسيطرة الإيرانية. واضاف: "أنت تنظر إلى لبنان آخر، على الأقل، حيث تتم السيطرة على أجزاء من البلاد من قبل وكلاء إيرانيين لديهم القدرة على التوسع".
وعاد تركيز الاهتمام الدولي على اليمن في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما حذر رئيس منظمة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية من أن نصف سكان البلاد -حوالي 14 مليون شخص- قد يواجهون المجاعة قريباً حيث يعتمدون بشكل كامل على المساعدات من أجل البقاء. وأخبر مارك لووكوك مجلس الأمن يوم الثلاثاء أن الأزمة الإنسانية قد تفاقمت في الأشهر الأخيرة بسبب القتال الدائر حول ميناء الحديدة الحيوي، وهو حبل نجاة لليمنيين الذين يستوردون أكثر من 90 في المائة من غذائهم.
وقال لوكوك: "حاليا هناك خطر واضح لحصول مجاعة كبيرة وشديدة تكتسح اليمن أكبر بكثير من أي شيء آخر شهده أي مهني عمل في هذا المجال خلال حياتهم العملية".
وقال بروس ريدل، وهو مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية ومجلس الامن القومي ويعمل حاليا مديرا لمعهد "بروكينجز" خلال جلسة نظمها المعهد الامريكي يوم الخميس ان الوقت قد حان من جانب الكونجرس "لفرض نهاية" للحرب.
وقال إن إدارة ترامب تعمل استنادا الى "تصورهم بطريقة ما بانه في حال استطاع السعوديون هزيمة الحوثيين فسيكون ذلك ضربة قاصمة لحكومة إيران".
وبعثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو في وقت سابق من هذا الشهر تعرب فيها عن "مخاوف كبيرة" بشأن قراره الشهر الماضي في الشهادة بأن السعودية والإمارات العربية المتحدة تقومان بما يكفي لتقليل التأثير المميت لحملتهما العسكرية في اليمن وتلتزمان بالقوانين الأمريكية بشأن مبيعات الأسلحة.
وبموجب القانون الامريكي تعد تلك الشهادة مطلوبة كل 180 يوما للسماح للطائرات الأمريكية بإعادة تزويد الطائرات الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.
شانزر يدافع ضد الانتقاد
ودافع جوناثان شانزر النائب الاول لرئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ضد انتقاد استمرار دعم التحالف قائلا "إن فكرة وقف هذه الحرب لتحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن ليست في حد ذاتها فكرة سيئة، لكن إذا اضطررنا لسحب دعمنا للسعوديين دون وجود خطة احتياطية أو بدائل لمحاربة الحوثيين بالنسبة لي يبدو وكأنه خطأ".
وأضاف: "يجب أن تكون هناك استراتيجية بديلة للدفع ضد الحوثيين، وإلا فهذه معركة واحدة تمثل انتصارا لإيران وخسارة لنا في الصراع الأوسع وتلك هي العواقب".
وأثارت فاطمة أبو الاسرار، وهي محللة بارزة في المؤسسة العربية التي تتخذ من العاصمة واشنطن مقراً لها، والتي تحدثت إلى جانب ريدل في معهد بروكينغز يوم الخميس، مخاوف مماثلة، قائلة إنه "بالتأكيد انتصار لإيران لتقليص دور السعوديين".
وقالت، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة، "اذا اردت التخلي عن اليمن مثل البطاطا الساخنة فهذا امر جيد، لكن عواقبه حتما ستكون مدمرة على اليمن".
وقال وزير الدفاع جيمس ماتيس للصحفيين إنه "يراجع باستمرار" الدعم الأمريكي للتحالف، حيث قرر في سبتمبر أنه "الشيء الصحيح" لمساعدة السعودية على الدفاع عن حدودها وإعادة الحكومة "الشرعية" التي تدعمها الأمم المتحدة الى صنعاء.
وقال ماتيس "الحل النهائي هنا لا يعني أننا سنسحب دعمنا" و"ستظل القنابل تسقط. لكن الأمر ليس كما لو أننا سنوقف الحرب بحلول ذلك الوقت. وقد يكون الأمر مرضياً للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص الذين فعلنا ذلك، لكن الحقيقة هي أن المزيد من المدنيين سيموتون. نحن لا يمكن ان نسمح بذلك ولست على استعداد للتوقيع على ذلك".