علاقات متجذرة بين الحوثيين والنظام القطري..
تقرير: أدوار الدوحة المشبوهة لتمكين إيران من رقبة اليمن
طالب "تكتل إسناد الدولة" اليمني، المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي باتجاه تدخلات قطر السلبية في اليمن، مؤكدين أن الدوحة ظلت تؤدي أدواراً مشبوهة تهدف إلى تمكين إيران من رقبة اليمن، كاشفين عن علاقات متجذرة بين الحوثيين والنظام القطري منذ عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وكشفت الندوة التي نظمها التكتل في مدينة تعز، وقدمت خلالها 3 أوراق عمل تناولت الدور القطري في دعم الانقلابيين قبل وبعد الأزمة القطرية، أن الدوحة قدمت دعماً متوالياً للحوثي، مكّنه من تحقيق انتصارات على النظام آنذاك بحسب رسالة بين بدر الدين الحوثي والد حسين، وزعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة، مشيرة إلى أن الدعم القطري للحوثيين يفوق ذاك الذي تقدمه إيران.
وأرجعت الندوة الدور القطري السلبي عبر التاريخ في اليمن إلى أن حكام الدوحة ظلوا يلعبون لصالح المشروع الإيراني في المنطقة منذ انقلاب حاكم قطر السابق على والده وسيطرته على السلطة، ووضع النقاط على الحروف أمام المتابع اليمني لمجريات الأحداث، التي كان يشوبها الضباب، التي تعود إلى سنين مضت، حينما وجدت قطر في الحوثيين فرصة ثمينة لزعزعة استقرار جيرانها، ضمن مخطط قطري مغرض يهدف إلى إحداث قلاقل في المنطقة.
وأكدت الباحثة أروى الشميري في ورقتها أن علاقة قطر بالحوثيين كانت منذ التأسيس، وأن هناك علاقة قديمة بين قطر وزعيم جماعة الحوثي آنذاك حسين بدر الدين الحوثي، حيث إنها دعمت حركة الحوثيين أثناء تمردها في العام 2000، وإن المخابرات القطرية نسجت علاقة خفية بين زعيم جماعة الحوثي الإيرانية وأميرها السابق حمد قبل بدء التمرد الحوثي بأربعة أعوام بحسب تصريحات الخبير العسكري والضابط بالجيش اليمني محمد الولص بحيبح.
ونقلت عن الضابط اليمني بحيبح، أن الدوحة قدمت دعماً سرياً من سفارتها بصنعاء بمبلغ 50 ألف دولار شهرياً منذ عام 2001 للمعهد الديني الشيعي التابع لحسين بدر الدين في صعدة، وفي عام 2003 رفعت قطر الدعم الشهري إلى 100 ألف دولار، وكان يتم تسليمها لقيادي حوثي يدعى يحيى قاسم أبو عواضة.
كما أوضحت الشميري أنه بعد ظهور حركة الحوثي ظهر موقف قطر رسمياً لهدف تدويل قضية الحوثي وإبرازها، وقادت قطر في يونيو 2007 أول وساطة رسمية بين الدولة والمتمردين الحوثيين، وهنا حققت قطر هدفها الاستراتيجي وجعلت من الحوثية حركة سياسية مشهورة دولياً، وحوّلتها من حركة محصورة في جبال صعدة إلى حركة سياسية إقليمية ونجحت قطر في وضع الحركة الحوثية في موقف الند للند مع الدولة من خلال المفاوضات.
واستعرضت الشميري في ورقتها أن قطر زادت من وتيرة تمويل الحوثيين، وأن الدعم القطري للحوثيين بات يفوق دعم إيران، وأن قطر تعتبر دعم الحوثيين جزءاً من معركتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ويمنحها ورقة رابحة، وأن قناة الجزيرة باتت النسخة الثانية من قناة المسيرة الحوثية.
من جانبه، قدم نبيل الجوباني الباحث السياسي أطروحته في الندوة، وتحدث فيها عن الدور السلبي الذي لعبته قطر في المنطقة، حيث أكد في البداية الأهمية الجيواستراتيجية للوطن العربي، وأن ذلك جعله عرضة للاستهداف دولياً وإقليمياً قديماً وحديثاً.
وأضاف الجوباني أن قطر فتحت أبوابها للدول التي لها أطماع في المنطقة، حيث استدعت قوات أجنبية وإيرانية وتركية إلى أراضيها، وأنها تعمم عجزها وخيبتها وتمارس الابتذال في حشر أنفها في شؤون دول المنطقة.
كما تحدث الجوباني أن قطر بحجمها الجغرافي والسكاني الصغير تراودها أحلام الزعامة وأوهام القيادة بأن تلعب أدواراً أكبر منها بكثير، وأضاف أنها تحاول استغلال إمبراطوريتها المالية المتضخمة لتسويق ذاتها وصناعة زعامتها الكرتونية بأساليب ووسائل مشبوهة ومفلسة وتبني أجندات التفتيت والعبث والفوضى الخلاقة التي تصنعها دوائر الاستخبارات.
وأوضح أن العلاقات القطرية مع محيطها العربي تؤكد ذلك، وعمدت قطر إلى تعويض ذلك بتبني جماعات إرهابية ودعمها لتنفيذ مشاريع الفوضى الخلاقة وإثارة الفتنة في المنطقة، من اليمن إلى مصر إلى العراق إلى سوريا إلى حتى الصومال، كما تحدث عن أن قطر تخلت عن عمقها العربي رغم تشدقها بعروبية توجهها، ولعبت دوراً سلبياً في كل القضايا العربية.
وتابع أن ارتماء قطر في أحضان إيران محاولة تكتيكية تعوض بها حالات القطيعة العربية لها، وتؤكد هشاشة هذه الدولة التي بدت مكشوفة الأهداف والتوجهات والغايات، وأنها مجرد أداة تحرك بالريموت كنترول من دوائر صناعة التفتيت والتشتيت لوحدة الشعوب والمنطقة على حد وصفه.
من جهته، قال منصور القدسي أستاذ الإعلام في جامعة الحديدة إن الحرب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب، نظراً لتأثيرها في نفسيّة متلقي المعلومة وعمل غسيل دماغ لما يؤمن ويقتنع به، ما يجعله يغيّر الواقع اتباعاً لما تلقى وترسّخ في عقله، كما أنّها تعدّ حرباً باردة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها، وفي بعض الحالات لا يمكن معرفة المسؤول عنها.
وأضاف: "الحرب الإعلاميّة مرافقة لبقية أنواع الحروب سواء كانت عسكريّة، أم اقتصاديّة، أم سياسيّة، وقد تكون في حالة السلم بهدف فساد عقول الشباب والأمة، ونشر الفوضى والإرباك بين صفوفهم".