إعادة الاعتبار لـ"معركة وطنية"..
هل ضبطت جبهة الحديدة إيقاع الجبهات في اليمن؟
الزخم الكبير يرافق انتصارات معركة التحرير الوطنية في الحديدة، التفاق وترحيب شعبي من المواطنين والسكان، وتفاعل وتجاوب سجلته الأوساط السياسية والعسكرية على السواء، فيما أصداء معركة تحرير الحديدة تجاوبت معها قوات الجيش والمقاومة في محور الضالع بانتصارات من مريس إلى دمت.
مشاهد الشباب المقاومين والجنود العائدين إلى قراهم في الحقب وغيرها بالضالع بتحريرها من قبضة العصابة الحوثية، بعثت رسائل مكثفة باتجاه الرأي العام والمراقبين حول فاعلية التجاوب الكبير مع إنجازات معركة التحرير الوطنية من الحديدة إلى الضالع والبيضاء وصعدة في آن واحد.
قائد المنطقة العسكرية الرابعة بعث رسالة إلى أبطال جبهتي ومعركتي الحديدة والضالع باعتبارهما "من أعظم المآثر الوطنية البطولية في التاريخ المعاصر".
المعلومات المتواترة تفيد بتشديد الحوثيين القبضة الأمنية على الطرقات ومنافذ العبور من المحافظات الشمالية والوسطى تخوفاً من مظاهر التجاوب والتأييد الشعبي والتوجه إلى المشاركة في قوات المقاومة الوطنية أو الشعبية في الحديدة والضالع.
وخرج القيادي المحلي والقبلي البارز بمحافظة حجة فهد دهشوش، رئيس مؤتمر حجة، برسالة متلفزة قوية تبارك الانتصارات في معركة تحرير الحديدة، داعياً الوجهاء ورؤساء العشائر والقبائل إلى سحب أبنائهم والتوقف عن زجهم في محرقة موت يسوقهم إليها أفاقو الكهنوت وعملاء إيران.
على وقع الضربات الموجعة والهزائم التي تكبدتها مليشيات الشر الحوثية في الحديدة ابتلع زعيم العصابة ريقه متحدثاً في خروج المهزوم أمام أنصاره عن "اختراق" ليس إلاّ. ما يسميه هو اختراقاً كان يراكم خسائر عصابته في المدينة التي تعانق كتائب التحرير ويضاعف مكاسب القوات المشتركة على الأرض مضيقة الحصار حول مجاميع الشر الحوثية المتبقية بانتظار مصير محتوم.
أظهرت الردود وحملة التجاوب مع معركة قوات المقاومة الوطنية المشتركة لتحرير مدينة وميناء الحديدة، جاهزية شعبية كبيرة إلى الاندماج في مجهودات التحرير والتخلص من عصابات البغي والكهنوت أدوات إيران وعملائها. التفاف واسع سجلته المنصات الإعلامية والإعلام البديل كواجهة لرصد المزاج العام.
شعبياً، وعلى أرض مديريات سهل وساحل تهامة انخرط مجهود شعبي تطوعي متزايد لرصد دروب ومسارات التهرب والتهريب الحوثية لدفع وتمرير تعزيزات وإمدادات قادمة من المناطق الداخلية عبر إب العدين جبل راس فمديريات الجراحي وحيس وبيت الفقيه.
وكان من نتائج هذه المبادرات الشعبية المحلية المتجاوبة مع معركة التخلص من الكهنوت الإمامي الحوثي، التحليق المستمر لطيران التحالف شمال مدينة حيس لمراقبة طرق خطوط إمداد الحوثيين القادمة من الجنوب والتي تمر بالجراحي وزبيد وبيت الفقيه والمنصورية، والتوزع منها في طرق فرعية باتت تحت الرصد والاستهداف.
على صعيد متصل، التحقت أعداد كبيرة من المواطنين في إب والضالع بصفوف المقاومة الشعبية المتآزة مع الجيش وقوات الحزام الأمني في الضالع، بصدد إنجاز وحسم معركة تحرير دمت والمحافظة على موعد مع جولة أخرى تنطلق بصدد تحرير إب.
عسكرياً، اللواء الركن فضل حسن محمد، قائد المنطقة العسكرية الرابعة قائد محور تعز، خاطب القوات المشاركة في معركتي تحرير الحديدة والضالع "ما يزيد من سمو هذه الانتصارات المباركة.. أنكم خضتموها صفاً واحداً كقوة مشتركة تضافرت معها عمليات عسكرية هامة في جبهات عدة".
وتعالت الأصوات المطالبة بمواكبة معركة تحرير الحديدة بعملية عسكرية لتحرير ما تبقى من تعز المدينة والمحافظة. ناشطون تبنوا الدعوة إلى تحشيد رأي عام ضاغط يستعجل موعد التحرير، وتوحيد الجهود وراء هدف طرد عصابة الكهنوت الحوثية من المحافظة بدلاً من الانشغال بالصراعات الجانبية وافتعال مواجهات بينية داخل صفوف وألوية الجيش الوطني.
من شأن معركة تحرير الحديدة أن تعيد الاعتبار لواحدية معركة وطنية كبرى بالتخلص من وباء المليشيات السرطانية. وجبهة الحديدة باتت اليوم بمثابة ضابط إيقاع الجبهات نحو إعادة تحشيد وتوجيه وتفعيل المجهودات العسكرية والشعبية نحو هدف التحرير المشترك.