وعود أوروبا الجوفاء..

تقرير: لماذا لن تستطيع أوروبا إنقاذ إيران؟

ٍحسن روحاني وترامب

واشنطن

دخلت العقوبات الأمريكية الصارمة المفروضة على إيران حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي، في حين تطبق الحزمة الثانية من هذه العقوبات في نوفمبر القادم. فلم يمض وقت طويل منذ تفعيل المنظومة الأمريكية، لحصد نتائجها المتوقعة، خاصة في ظل سعي بعض الدول للالتفاف عليها ومد يد عون لإيران.

ورغم المخاوف من تصدع سوق نفط جراء تلك العقوبات، جاءت التطمينات من بنوك استثمارية كبيرة، ووكالة الطاقة الدولية، وجهات عالمية أخرى، تؤكد فيها استقرار إمدادات النفط، ووفرتها في 2019، كون الولايات المتحدة بدأت بتكثيف إنتاجها، في حين بدأ النفط الإيراني بالنفاذ من الأسواق.

وعود أوروبا الجوفاء 
لم تبد إيران تأثراً كبيراً بالقرار الأمريكي، مكابرة بذلك كعادتها، ومطمئنة لوعود أوروبا التي تحاول تخفيف أثر العقوبات الأمريكية على الشركات الأوروبية والمؤسسات المالية العاملة في إيران، بيد أن الخطة الأوروبية لم تؤت ثمارها إلى الآن، كونها استندت إلى لغة التصريحات الخالية من الأفعال. وأيضاً لكون السياسيين الأوروبيين ليسوا على صلة كافية بطبيعة تلك العقوبات وكيفية تأثيرها نظراً لبعدهم الحقيقي عن عمق طهران، وإطلاقهم الوعود من أبراجهم الساطعة في بروكسل وستراسبورغ وغيرها من العواصم الأوروبية دون معايشة الأوضاع عن قرب، بحسب موقع "oilprice".

عامل آخر مهم، يجعل خطط أوروبا لإنقاذ إيران غير مجدية، هو خوف الاتحاد من غضب واشنطن، الذي سيؤثر بدوره على استقرار الأسواق العالمية بشكل عام، والأوروبية بشكل خاص. ويقول كاتب التقرير، الخبير الاقتصادي سايرل ويدير شوفين، إن التصريحات التي أطلقها مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، والتي أكدت رفض الهيمنة الأمريكية، وعدم قبول فكرة تحكم واشنطن بالأصدقاء التجاريين للاتحاد الأوروبي وبشأن علاقاته مع الدول الأخرى، تبدو جوفاء إلى الآن. 

مجازفة
ينظر الاتحاد الأوروبي إلى مجريات الأمور بقلق بالغ، ويحاول تقديم يد العون، لكنه يأخذ في الحسبان أن المجازفة في مساعدة إيران، قد تضعف علاقاته بحلفاء تجاريين وسياسيين أهم، خاصة الدول العربية.

مقايضة
والخطة الأوروبية لمساعدة إيران تعتمد بشكل أساسي على المقايضة، النفط والغاز الإيراني مقابل السلع الأوروبية، بكافة أشكالها التكنولوجية والغذائية والزراعية..، لكن الخطة تصطدم بوضع الدولار القوي في التجارة الدولية، خاصة وأن واشنطن تحظر تبادل الدولار مع إيران في ظل العقوبات. ورغم استمرار تدفق النفط الإيراني إلى الأسواق الآسيوية تعاني إيران الأمرين جراء العقوبات، لأن تلك الأسواق تعهدت بخفض وارداتها النفطية من إيران إلى الصفر مستقبلاً. كما شكل قرار النظام المالي الدولي "سويفت" بعدم السماح لإيران باستخدام خدماتها المالية ضربة أخرى أضعفت الجبهة الإيرانية، وأبطأت بالفعل التبادل التجاري بين أوروبا وطهران بشكل كبير.

يؤكد الكاتب، أن المستقبل يبدو مظلماً بالنسبة لإيران، كما يبدو أن خطة الإنقاذ الأوروبية لن تنجح، ما سيهدد العلاقات بين الطرفين، وينهي بدوره اتفاقات كبيرة، رداً من طهران على ما قد تسمية "خيانة أوروبية".