عرض الصحف العربية..
الشرعية ترفض التنازل عن ميناء الحديدة والحوثي يُناور

صحف عربية
بعد أن زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى مدينة الحديدة اليمنية انتقادات واسعة، بسبب اقتصارها على الميناء، وإهمال الاطلاع على جرائم ميليشيا الحوثي ضد سكانها، أكدت الحكومة الشرعية أنها لن تقبل بأي حل لا يلتزم بالمرجعيات الثلاث.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، عادت ميليشيات الحوثي الانقلابية لوضع الشروط مجدداً لإفشال الجهود الأممية لحل النزاع، فيما أكدت الحكومة الشرعية أنها لن تقبل أي مقترحات لتسليم ميناء الحديدة الاستراتيجي إلى طرف ثالت.
لا مقترحات خارج المرجعيات
قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الشرعية في اليمن، في تصريحات لصحيفة "البيان" الإماراتية، إن "أي اتفاقات أو حلول أو مقترحات تتعلق بالحديدة، لا تنسجم ولا تتوافق مع المرجعيات الثلاث، نحن غير معنيين بها، وما أفاد به المبعوث الدولي هو أن لديه مقترحات محدثة للسلام ترتكز على المرجعيات الثلاث، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي مقترحات جزئية خارجها".
وأكد بادي، أن "ما يقال في وسائل الإعلام عن تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث، أو أن يتولى موظفون تابعون للأمم المتحدة الإشراف على الميناء وبقائه تحت سيطرة الميليشيا، مقترحات تتعارض مع مرجعيات السلام وتتجاهل الحقائق على الأرض، وحتى الآن لم تتسلم الشرعية دعوة رسمية للمشاورات القادمة تحدد الزمان ولا المكان".
وقالت مصادر سياسية للصحيفة، إن غريفيث سيلتقي في الرياض بوزير الخارجية خالد اليماني ومسؤولين في الحكومة الشرعية، وسيطلعهم على نتائج لقاءاته مع قادة الميليشيا الإيرانية في صنعاء، وأكدت أن ما صدر عن قادة الميليشيا حتى الآن يظهر أنها غير جادة، وأنها تحاول المراوغة والتلاعب بأي مقترحات جدية لبناء الثقة قبل الذهاب إلى مشاورات السلام المقترحة في السويد كما حصل في كل الجولات السابقة.
تسليم الحديدة
من جهة أخرى، رفضت الحكومة الشرعية عرض الأمم المتحدة، إدارة ميناء الحديدة اليمني الاستراتيجي الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين، وحسب ما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، فإنه "لا يمكن القبول بأي صيغة لإدارة الميناء الذي تدخل منه 75 % من احتياجات السكان الضرورية، لا تضمن عودته للسلطة الشرعية وكذلك خروج الميليشيات الحوثية من المدينة".
وقال الإرياني، إن السلطة الشرعية أكدت في أكثر من مناسبة ترحيبها بالسلام على قاعدة المرجعيات الثلاث، مبدياً ترحيبه بأي خطوات أو مجهود بذله المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لإقناع الانقلابيين بالانسحاب من الحديدة ومينائها وتسليمهما للسلطة الشرعية.
تخريب إيراني
وفي سياق متصل، تساءل الكاتب والباحث في علم الاجتماع بجامعة الكويت محمد الرميحي، في مقال بصحيفة "الشرق الأوسط"، عن شروط التعافي اليمني، قبل أن يجيب: "أولاً استتباب الثقة بين الأطراف، وهي ثقة مفقودة، بسبب التدخل الإيراني النشط في التمويل، والتدريب، والأدلجة، فهل انصاعت إيران اليوم إلى طريق التهدئة، وعرفت أن تجربتها في لبنان لا يمكن أن تتكرر؟ ذلك أمر لا بد من تمحيصه".
وتابع " ثانياً، بعد الثقة بين القوى المختلفة، يأتي الجانب الأمني بشكل عام، فإصلاح قطاع الأمن من الخطوات اللازمة والأولوية في سكة التعافي، فتوحيد السلاح له أهمية قصوى في إتمام الخطوات اللاحقة، فهل ينصاع الحوثي لتسليم سلاحه الثقيل والمتوسط ويُخرج محازبيه من المدن، ويدمج الجميع في القوات المسلحة أو قوى الأمن الداخلي؟".
وأضاف الرميحي "التعافي اليمني المطلوب لا بد له من رافعة وهي أولاً دول الخليج، الذي هو جزء منها، وثانياً المجتمع الدولي بما تستطيع مؤسساته أن تساعد، لذلك فإن وجود قوة أمنية خليجية دولية مشتركة وقبولها من الأطراف كافة حجر أساس للتعافي الحقيقي، خطة التعافي اليمنية المطلوبة ليست فقط مصافحات وابتسامات في السويد، المكان المقترح لسير المفاوضات المقبلة، فحدثت تلك المصافحات والابتسامات قبل ذلك في أكثر من مكان، وكان أطول أوقاتها في الكويت وقد فشلت بعد ثلاثة أشهر من المراوحة، مروراً بجنيف، واستهلكت الحرب في اليمن ثلاثة مندوبين للأمين العام حتى الآن، وآلاف القتلى وخسارة فادحة في اقتصاد هش. فماذا استجد؟".
شروط الحوثي
من جانب آخر، جدد زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي المطالب السابقة التي أفشلت الجولة الخامسة من مشاورات سويسرا في سبتمبر(أيلول) الماضي، ووضع شروطاً للمشاركة في محادثات السلام اليمنية المقررة في بداية الشهر المقبل.
وذكرت مصادر محلية، حسب صحيفة "مكة" السعودية، أن المبعوث الأممي زار ميناء الحديدة وهيئة مستشفى الثورة، واجتمع مع المنظمات ومع الحوثيين في مقر منظمة الغذاء العالمي، وسط مطالبة منظمات من المجتمع المدني والنشطاء المهتمن بحقوق الإنسان، بألا تقتصر الزيارات على المناطق التي أمنتها له ميليشيات الحوثي، وأن تشمل مناطق في مدينة الحديدة دمرتها ميليشيات الحوثي، مطالبين بضرورة الكشف عن المعتقلين، والأسرى، والأطفال، الذين تزج بهم ميليشيات الحوثي في جبهات القتال.