وسائل إعلام إسبانية..

تقرير: هل اكتملت الفوضى في بريطانيا بعد استفتاء

عذاب طويل وبطيء

لندن

فجّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رهانها الأخير، بقرار تأجيل التصويت على خطة بريكست، بعد أن كان واضحا فشلها في إقناع البرلمان بالتصويت على اتفاقية الانسحاب.

وسلّطت صحيفة الغارديان الضوء على المواقف الأوروبية، حيث اعتبرت أن المعلقين الأوروبيين لم يكونوا لطيفين مع ماي بعد أن أجلت التصويت الهام المتعلق بصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبعد أن اندفعت إلى أوروبا بحثا عن المزيد من التنازلات. ووصفت سونيا ديليسل-ستولبر، مراسلة صحيفة ليبراسيون الفرنسية في لندن، قرار ماي بأنه “بمثابة عذاب طويل وبطيء”، وأضافت قائلة “أنت تعرف أن النهاية قريبة، تتوقع الأسوأ، ثم ترى وميضا صغيرا من الضوء، قبل أن تشهد انهيارا آخر. وينتهي الأمر دائما بشكل سيء”. وشدّدت على أنه “بدلا من مواجهة المذلة، علّقت التصويت.. إن الفوضى أصبحت عارمة”. وفي هولندا، تساءلت فولكسكرانت عمّا إذا كانت ماي ستظل رئيسة للوزراء؛ فقد كتبت صحيفة هاندلسبلات أن “رفض البرلمان للصفقة لا يظهر فقط العجز الكامل لرئيسة الوزراء، لكنه يؤكد على المدى الذي يمكن لماي أن تغذي فيه أوهام المؤيدين المتشددين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

وفي ذات السياق، ذهبت وسائل الإعلام الإسبانية، حيث قال الكاتب في صحيفة الباييس، إيناكي غابيلوندو، إن بريطانيا الآن “في المستنقع” بعد استفتاء “لم يتوقف عن زيادة الاستياء منذ اللحظة التي ولد فيها”. وتحدث الإيطالي كوريري ديلا سيرا عن “أصعب يوم بالنسبة إلى ماي، تميّز بالضحك والسخرية الصارخة”.

وفي السويد، قالت تيريس لارسون هالتين، عن سفينسكا داجبلاديت، إن قرار ماي يعني أن بريطانيا قد انتقلت من “عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى حالة من الفوضى التامة. والحقيقة البسيطة هي أنه لا أحد يعرف ما الذي سيحدث حتى يغادر البريطانيون الاتحاد في منتصف ليلة 29 مارس 2018”.

وقالت الصحيفة إن رئيسة الوزراء قد تحاول “طلب المساعدة من أوروبا في آخر لحظة”. لكن السؤال المطوح هو: كيف يمكن لزملائها الأوروبيين أن يساعدوها، وإلى أي مدى سيقدمون يد المساعدة؟