إقرار انهيار ميليشيات الحوثي..
تقرير: كيف يرى اليمنيون هدنة الحديدة ؟
بات فرضا اليوم على الأمم المتحدة تنفيذ بنود اتفاق السويد بشأن الهدنة في مدينة الحديدة اليمنية ومتابعة انسحاب ميليشيات الحوثي من المواقع التي مازالت تسيطر عليها وفرض الممرات الآمنة لإيصال المساعدات وهو الاختبار الحقيقي لإدارة الأمم المتحدة بعد أن تعالت أصوات اليمنيين عاليا منادين بضرورة تطبيق الاتفاق على أرض الواقع والتصدي لكافة مناورات الانقلابيين.
ويرى العديد من اليمنيين أن التفاهمات والاتفاقات التي تم الإعلان عنها في السويد تصب جميعها في اتجاه فقدان مليشيا الحوثي لمدينة الحديدة التي لها أهمية كبيره جدا من نواحي عدة كما أنها تحرم هذه المليشيا من الميناء الأكبر على مستوى اليمن والذي يشكل أهم وأكبر مورد مالي على الاطلاق ظلت تستفيد منه مليشيات الحوثي لتمويل حروبها والاستمرار في تمردها على الشرعية.
وقارن العديد من المتابعين اليمنيين فشل المشاورات بنجاح مفاوضات السويد على أن الرضوخ الحوثي جاء على خلفية الضغوط العسكرية التي قامت بها قوات التحالف وقوات الشرعية وتقدمها العسكري في الحديدة ما جعل ميليشيا الحوثي تستشعر حتمية الهزيمة ميدانيا.
وقد تميزت العمليات العسكرية التي يقودها التحالف العربي وقوات الشرعية بمختلف تشكيلاتها في الساحل الغربي لليمن بأنها حققت انتصارات متتالية بدون أي توقف أو تعثر في المعارك، في مؤشر على احترافية التخطيط والتنفيذ التي تؤدي فيه القوات المسلحة الإماراتية دوراً رئيسياً، سواء من خلال المشاركة المباشرة في ميدان المعارك، أو من خلال توجيه وتدريب تشكيلات المقاومة والجيش اليمني.
ولعب التحالف العربي دورا انسانيا منذ الدخول في حرب اليمن حتى توصل إلى حل سياسي كي يرفع عن الشعب البلاء الذي حل به بسبب إيران ومشروعها الذي تصدى له التحالف بقيادة السعودية، منذ انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل والتي حققتا الأهداف المطلوبة بالتحديد والتي هزمت فيه الحوثي ومشروعها ليتم ارضاخ الحوثيين في مشاورات السويد.
ويرى مراقبون ان ما تم تحقيقه بشأن الحديدة ومينائها بقدر أهميته إلا أن ذلك غير كاف لإحلال السلام في اليمن معتبرين أن السلام الشامل والدائم مرهون بتسليم المليشيا الإنقلابية للسلاح والتخلي عن مؤسسات الدولة للحكومة الشرعية والانسحاب من كافة المحافظات والمناطق المتبقية الخاضعة لسلاح المليشيا، أما غير ذلك فإنما هي حلول ترقيعية بل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة.
وطالب العديد من اليمنيين الأمم المتحدة بضرورة التحرك سريعا لسد شغورات اتفاق السويد بشأن الحديدة بعد ان قامت الميليشيات بخرق الهدنة.
أعلن مصدر في الامم المتحدة أن موعد الهدنة في الحديدة غرب اليمن هو منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، رغم أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي ينص على وقف فوري لاطلاق النار.
وقال المصدر مشترطا عدم الكشف عن هويته إن تحديد منتصف الاثنين الثلاثاء موعدا لتطبيق الاتفاق يأتي لأسباب "مرتبطة بالعمليات"، في وقت تشهد الحديدة اشتباكات وغارات جوية منذ الإعلان عن ولادة الاتفاق.
وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني قال في مقابلة تلفزيونية مساء الاحد ان الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وبسؤاله عن هذا الموعد، قال المصدر في الامم المتحدة "هذا صحيح".
وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون في محادثات في السويد استمرت لاسبوع واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتمون، ووقف إطلاق النار في المحافظة.
كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون، وعلى تبادل نحو
وافاد سكان في الحديدة غرب اليمن الاثنين أن المدينة تشهد اشتباكات متقطعة بشكل متواصل رغم اتفاق وقف إطلاق النار ودعوة مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيث إلى الالتزام باتفاقات السويد.
وقال اثنان من السكان تحدثت إليهما عبر الهاتف أن الاشتباكات المتقطعة تسمع عند الاطراف الشرقية والجنوبية للمدينة المطلة على البحر الاحمر، وأن القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين يتبادلون القصف المدفعي.
وأكد مسؤول في القوات الموالية للحكومة الاشتباكات المتقطعة والقصف المدفعي، مشيرا إلى أن القصف تسبب مساء الاحد في اشتعال النيران في أحد المصانع في شرق المدينة.
ويتساءل العديد من اليمنيين عن الخطوات القادمة بشأن الملفات الأخرى التي تم ترحيلها من مشاورات السويد أو حتى تلك التي لم تفتح بعد، حيث يرى معظم المراقبين، أن مليشيا الحوثي الإنقلابية التي اعتاد الجميع منها الروغان وعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات باعتبار ان النكث بالعهود أحد أهم مكونات ثقافة المليشيا، وثبت ذلك جليا خلال حواراتها مع القوى اليمنية المختلفة معها إبان مراحل بدايات سيطرتها على العاصمة صنعاء والانقلاب على الشرعية ومؤسساتها، ومن ثم اجتياح محافظات الجمهورية والسيطرة عليها بقوة السلاح، مرورا بمشاورات جنيف والكويت وغيرها، فهي كانت تتملص من أي اتفاق يتم التوصل اليه، وتلجا دائما الى تفسير الاتفاقات والتعهدات بحسب فهمها هي وبمايضمن بقائها كمليشيا فوق الكل ويخضع لها الجميع.
ويظل موقف الحكومة الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي ثابتا بشأن التزامها بتحقيق السلام الدائم في اليمن، وانهاء الانقلاب وعودة الشرعية الى صنعاء استنادا إلى المرجعيات الأساسية وفي مقدمتها القرار الأممي رقم 2216، فان عليهم الاستمرار في إنقاذ الشعب اليمني ووضع حدا للحرب التي تمثل أسوأ كارثة إنسانية تسببت فيها مليشيا الحوثي.