وصفها «حاتمي» بالكنز العظيم..
موريتانيا تثير مطامع إيران للتوغل في غرب أفريقيا

وزير الدفاع الإيراني العميد الركن أمير حاتمي
في إطار مخططات الملالي الطامحة لزيادة الانتشار والتمدد لتقوية نفوذ طهران في القارة السمراء، تسعى إيران للوجود في عمق دول غرب أفريقيا لاتخاذها قاعدة تنشر إرهابها حول العالم، نوايا طهران كشفتها زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد الركن أمير حاتمي، إلى موريتانيا، يوم الخميس الماضي، واستمرت لمدة 3 أيام، وكان السبب المعلن للزيارة التعاون الثنائي بين البلدين وبحث سبل القضاء على الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في دول الساحل والصحراء الأفريقية.
وقد ذكر موقع العربية .نت، أن زيارة حاتمي لموريتانيا تبدو غريبة من نوعها وخصوصًا أنها الأولى من نوعها التي يقوم بها موفد رسمي من الحكومة الإيرانية إلي موريتانيا، وبحسب الموقع فأن طهران تسعى وبقوة للحصول على موطئ قدم لها في المغرب العربي وغرب أفريقيا تحديدًا.
ويثير الموقع الإستراتيجي لموريتانيا، مطامع طهران، في محاولة منها للدخول والتوغل للمغرب العربي عبر البوابات الغربية، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الإيراني قد نقل إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز رسالة شفهية من الرئيس الإيراني حسن روحاني حول المطامع الجديدة لطهران والتوغل جنوبًا، واللافت في حديث حاتمي أنه وصف موريتانيا بأنها «دولة ذات موقع جغرافي متميز بالنسبة لنا» مؤكدًا أن التعاون مع موريتانيا بمثابة الكنز العظيم لإيران.
وفي يوليو 2018 ، كانت السلطات الموريتانية أبلغت سفير إيران في بلادها، أنها لم تعد تقبل أي نشاط مذهبي أو عقائدي في البلاد، وأنها لن تغير المذهب السني التي تسير عليه نواكشوط، وجاء ذلك التحذير بعد استدعاء وزير الخارجية والتعاون الموريتاني، أسلك ولد أحمد أزيد بيه، للسفير الإيراني، محمد عمراني.
وفي سبتمبر 2015، دعا مفتي موريتانيا أحمدو حبيب الرحمن إلى قطع العلاقات بين بلاده وإيران، ووصف وجود طهران حينها بـ«المد الصفوي الفارسي»، مشيراً إلى أن هذا المد يقوم على أمور عقدية مخالفة للمذهب السني لموريتانيا.
وشهدت السنوات الأخيرة ، توسع إيران بتقوية المذهب الشيعي في دول غرب أفريقيا، عبر شبكات دينية علي سبيل المثال دعم مقاتلي جبهة البوليساريو عن طريق حزب الله اللبناني.
وتشهد العلاقات بين إيران وموريتانيا تطورًا سريعًا وخصوصًا بعد تولي محمد ولد عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، ففي عام2010 قام الرئيس الموريتاني بالزيارة الأولي لرئيس البلاد منذ عقود، وساعدت هذه الزيارة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتقى خلالها العديد من المسؤولين الإيرانيين، كما زار قبر مرشد الثورة الإيرانية الخميني.
وفي تصريح لـ «المرجع» قال هشام البقلي مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز «سلمان زايد» لدراسات الشرق الأوسط، أن إيران تحاول الهروب من الضغوطات الأمريكية، وتسعي للبحث عن حلول بديلة حتي تستطيع الوجود والسيطرة والهيمنة مرة أخرى.
وأكد البقلي، أن طهران تعمل منذ عدة سنوات على تعزيز وجودها في موريتانيا لتحويلها إلى قاعدة تنطلق من خلالها إلى باقي دول المغرب العربي وغرب أفريقيا في إطار التمدد الشيعي.
وأشار مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز «سلمان زايد» لدراسات الشرق الأوسط ، إلى أن العلاقات بين إيران ودول المغرب العربي خلال السنوات الماضية، تشهد حالة من القطيعة والعودة، مضيفًا أن ذلك يكشف جديًا مدي سعي طهران إلى تثبيت وجودها في المنطقة عبر العديد من الطرق والوسائل الممكنة لديها .