تقرير..
لماذا غاب العلم السوري عن لقاء الأسد بالمسؤولين الإيرانيين؟

نشر صور لبشار
في ثالث خروج له من سوريا، وفي أول زيارة له لحلفائه الإيرانيين، منذ اندلاع الاحتجاجات ضده، سافر رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران في زيارة عمل لشكرها على ما قدمته لسوريا قيادة وشعبا بحسب تعبير موقع رئاسة الجمهورية السورية.
وصل الرئيس السوري إلى طهران لا يرافقه وفد رسمي، وخلال الزيارة السريعة بدا الود واضحاً في مراسم الاستقبال، حيث كان الرئيس الإيراني حسن روحاني أول مستقبلي الأسد، وجرى التأكيد على رسوخ العلاقات بين البلدين.
الزيارة غير المعلنة وصفتها وكالة أنباء النظام السوري، بأنها زيارة عمل التقى فيها بشار كل من خامنئي وروحاني، لكنها أثارت جدلا واسعاً فعلم النظام غاب عن الساحة ولم يكن بجانب العلم الإيراني، كما هو متعارف في بروتوكولات الزيارات الرسمية بين الدول، في إسقاط اعتبره البعض مقصودا لواحد من الأعراف الدبلوماسية والمراسمية في كل الزيارات الرسمية التي تتم بين بلدين، وفهم وكأن الأسد زعيم لمليشيا تابعة لإيران لا أكثر.
ولم يكن غياب العلم هو الشيء الوحيد الذي أثار جدلا، فإن المكان الذي استقبل به بشار أشبه ما يكون بحجرة صغيرة عندما التقى بخامنئي، ولم تعرف ماهية التفاهمات التي خلص إليها لقاؤهما.
الزيارة فسرت وكأن الإيرانيين يريدون أن يزاودوا على الروس الذين أعادوا نشر صور لبشار أثناء كلمة كان يلقيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم قبل أشهر، حيث وقف الأسد، خلف خط أصفر وضع خصيصا لعدم تجاوزه بينما كان يلقي بوتين كلمة أمام بعض قواته المتواجدة في سورية.
وبرر المؤيدون للأسد، غياب العلم السوري عن لقاء الأسد وخامنئي، باعتبار أن "برتوكولات اللقاء مع المرشد الإيراني" لا تسمح سوى بوضع العلم الإيراني، ونشروا صورا لخامنئي وهو يلتقي قادة عدة دول دون أن يظهر فيها أعلام بلدانهم.
تزامن كل ذلك مع إعلان وزير الخارجية محمد جواد ظريف استقالته من منصبه، وقال في تصريح عقب انتشار صور زيارة بشار أنه لم يعد لظريف أي قيمة، لا سيما وأن وسائل الإعلام لاحظت أنه لم يستدعى وكان غائباً عن الاجتماع الذي حضره قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني.
لكن مؤيدي الرئيس السوري، لم يبرروا عدم ظهور علم بلادهم في لقاء الأسد وروحاني.
بالمقابل، نشر المعارضون صورا للرئيس الإيراني وهو يستقبل زعماء دول مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وغيره، وكان ظاهرا في تلك الصور وجود العلم الإيراني إلى جانب علم دولة الرئيس الضيف.
وقال المعارضون إن ذلك يؤكد تقليل احترام الإيرانيين لضيفهم، ويعزز ما يقال عن تبعية دمشق لطهران في قراراتها السياسية.
ومن المعروف أن إيران كانت من أول الدول التي تدخلت في الأزمة السورية بصورة علنية، وأرسلت عناصر من الحرس الثوري وميليشيات تابعة لها إلى سوريا، مما ساهم في تأجيج الصراع.
أخيرا ينظر البعض إلى زيارة الأسد لطهران على أنها طالبا لمد يد العون بعد ما تسرب من نوايا روسية عن التنسيق مع معارضة جديدة من أجل مستقبل سورية على أرضية قرارات الشرعية الدولية المرتكزة على قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ الذي يعتد بتشكيل هيئة حكم انتقالية.