تسيب طلاب المدارس..

عمالة الأطفال في عدن.. الأسباب والمعالجات

عمالة الاطفال في عدن

حنين فضل
المدير المالي والإداري في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

كل صباح يذهب محمد الطفل ذو الـ10 أعوام صوب السوق بدلا من الذهاب إلى المدرس، في صورة متكررة لعشرات ان لم يكن المئات من الأطفال الذين تركوا الدراسة، وذهبوا بحثا عن اعمال بعضها شاقة.

يعمل محمد مع عمه في متجر لبيع الخضار والفواكه، حيث يعمل في المتجر لنحو 12 ساعة في اليوم، ومثله العشرات من الأطفال الذين ذهبوا الى سوق العمل، وتركوا التعليم.

وتتراوح اعمال الأطفال الذين انخرطوا في سوق العمل من بين عشرة أعوام الى عشرين عاما.

يبرر عم محمد السبب الى انه يساعده في العمل، لأنه أصبح معيلا لأمه بعد ان توفي والده في الحرب، فالأسرة بعد وفاة الأب فقدت المعيل، وهو ما دفع محمد الى القيام بذلك وهو في هذا السن المبكر.

وتتنوع عمالة هؤلاء الأطفال بين بيع والشراء والاعمال الشاقة كالبناء والحفر وغيرها من الاعمال المتعبة، والمجهدة.

ويرى مختصون ان الأسباب التي دفعت هؤلاء الأطفال الى ترك التعليم، نتيجة الفقر والتفكك الاسري وغياب الاهتمام الحكومي تجاه ما اصبح يطلق عليهم بأطفال الشوارع.

و"أطفال الشوارع" باتت قضية تؤرق المجتمع، وهو ما قد ينعكس حياتهم المعيشية والاجتماعية مستقبلا، وهو ما يعني فشل اسري متواصل، ربما يستمر لأجيال قادمة ما لم يتم وضع معالجات لذلك.

ومعالجات هذه المشكلة الكبيرة، يقول مختصون ان على الحكومة ووزارة التربية والتعليم اطلاق استراتيجية لحل مشكلة العمالة للأطفال، واعادتهم الى التعليم وادماجهم في المجتمع.

كما تتحمل الاسرة جزء من المسؤولية تجاه الأبناء في متابعة تعليمه ومراقبتهم اثناء الذهاب الى المدرسة والعودة.

كما يقع الدور على خطباء المساجد ووسائل الإعلام في التوعية من خطر التسيب للأطفال على مستقبل البلد ككل.