دحض اتهامات إيرانية وقطرية..
تقرير: "فلسطين".. الوجهة الأولى للدعم الإماراتي اللامحدود

الإمارات

لم تتوانَ دولة الإمارات العربية المتحدة يومًا عن تقديم يد العون والدعم للقضية الفلسطينية، ولم تغمض عينيها عن الجراح التي ألمت بالفلسطينيين مرة بعد أخرى، إذ ظلت فلسطين الوجهة الأولى للمساعدات التي تقدمها الإمارات على مدار أعوام وعقود عدة، بما يدحض اتهامات إيرانية وقطرية، بتخلي الإمارات عن القضية، بالتزامن مع استضافة أبوظبي لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، بعد مرور 50 عامًا على تأسيسها.
برز الحديث عن تأسيس مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية؛ بهدف إنعاش العاصمة الفلسطينية بعد عقود من الحرمان، وقال صلاح زحيكة، المتحدث الإعلامي للمجلس، أمس الجمعة: «لمسنا رغبة الإمارات تحديدًا في دعم القدس، وجرت نقاشات حول أهمية إنشاء مثل هذا المجلس، وكان أول باب مفتوح لنا هو باب الإمارات، وقد توجهنا لهم، وكانوا نعم الأهل مرحبين وداعمين بلا حدود لفكرة خدمة مدينة القدس».
وبحسب تقرير سابق لوزارة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية، يتضح أن إجمالي المساعدات التي قُدمت إلى الأراضي الفلسطينية في عام 2012 بلغت 507 ملايين و18 ألف درهم، (138.033.285 دولار أمريكي تقريبًا)، بزيادة أربعة أضعاف على عام 2010، وبنسبة بلغت 40%.
في فبراير 2005، أعلنت شركة «إعمار» العقارية الإماراتية عن تأسيس شركة «إعمار فلسطين»؛ للعمل في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكدة أن القرار اتُّخذ بتوجيهات من ولي عهد دبي، وزير الدفاع الإماراتي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقتذاك، وأنه سيتم افتتاح مكاتب للشركة في فلسطين، وذلك بعد سلسلة من المباحثات جرت في رام الله.
وبحسب بيان صادر عن «إعمار»، فإن الشركة معنية بتنفيذ مجموعة من مشروعات إعادة تأهيل البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية، وإطلاق مجموعة من المشاريع العقارية السكنية والتجارية، مشددة على أن أولويات إعمار فلسطين تتركز في تخطيط وتصميم مشاريع سكنية متكاملة تمتلك كافة تجهيزات البنية التحتية، وأفضل مقومات الحياة العصرية، لتوفير وحدات سكنية متميزة، وتحصل على كافة الخدمات الضرورية، وذلك بالاعتماد على الموارد والخبرات المحلية المتوفرة في فلسطين.
تحرك عملي
قادت الإمارات تحرك عملي للوقوف إلى جوار الفلسطينيين، وتحقق ذلك بتنفيذ مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي تكلف نحو 15 مليون درهم (حوالى 4 ملايين دولار أمريكي)، ويعد واحدًا من أبرز المشاريع التي وجه مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بتنفيذها في فلسطين إلى جانب مشاريع أخرى منها بناء مدينة الشيخ زايد في غزة بتكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم، ومدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الإماراتي في خان يونس، إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
ومن المشاريع العمرانية الكبرى أيضًا التي مولتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في فلسطين لإيواء الأسر المنكوبة، مشروع إعادة بناء وإعمار مخيم جنين الذي دمره الاحتلال بكلفة 100 مليون درهم (27 مليون دولار).
كما أعيد بناء كامل البيوت المهدمة في المخيم، وتم ترميم البيوت المتضررة حتى عاد أجمل مما كان، وخلال فترة البناء استأجرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بيوتًا للمواطنين المشردين لإيواء عائلاتهم حتى تمكنوا من العودة إلى منازلهم آمنين.
وعلى صعيد الوقف الخيري وبناء المساجد مولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عشرات المشاريع الخيرية لإعادة بناء وتشطيب المساجد ودور الأيتام تجاوزت كلفتها 95 مليون درهم (25 مليون دولار)، ومن أمثلة ذلك: مسجد راشد حميد الزعابي في منطقة الشيخ رضوان، مسجد الأمن الوطني في خانيونس، مسجد الإمام الشافعي في مدينة غزة، المساهمة في إنشاء عمارة الوقف الخيري التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة.
كما سيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جسرًا جويًّا لإغاثة الشعب الفلسطيني خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة، بلغ عدد طائراته الإغاثية التي وصلت إلى الأراضي الفلسطينية 24 طائرة، تجاوز قيمة حمولتها من مساعدات.
ولقي الجانب الصحي رعاية خاصة من الهلال الأحمر الإماراتي، من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية، ودعم القائم منها بالأجهزة والأدوية، ومن أمثلة المشاريع الصحية في الضفة الغربية إقامة مستشفى الشيخ زايد في رام الله، ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك في بلدة ترمسعيا، ومستشفى الشيخة سلامة للعيون في نابلس، وقامت جمعية أصدقاء الإمارات بتزويد جمعية الإغاثة الطبية في رام الله بخمس سيارات إسعاف وعيادتين متنقلتين، بالإضافة إلى تزويد هيئة الهلال بالعديد من سيارات الإسعاف في أوائل عام 2001 و2002.
وفي قطاع غزة أقيم مستشفى رفح الخيري في تل السلطان، ومستشفى حي الندى شمال قطاع غزة، ومستشفى شهداء الأقصى بحي الزيتون، وإنشاء دور إضافي في مستشفى الشهيد محمد الدرة، وعشرات المشاريع الصحية التابعة للمؤسسات الأهلية الخيرية، وتجهيز عيادة أسنان وولادة لمجمع الصحابة الطبي، وتجهيز مستشفى الخدمة العامة بغرفة عمليات وولادة، وتشطيب مجمع الرازي الطبي، وتجهيز مركز يافا الطبي في المحافظة الوسطى.
وقد نوعت الهيئة من طبيعة دعمها الطبي؛ حيث شملت دعم مراكز العلاج الطبيعي والإعاقات الخاصة مثل دعم مركز فتا للتأهيل الطبي بغزة، وتجهيز عيادة النطق في المحافظة الوسطى التابعة لجمعية مساندة الطفل الفلسطيني، ودعم مشروع النظارات الطبية لجمعية الأمهات الخيرية، إضافة إلى تجهيز العيادات الطبية في الكليات منها عيادة كلية العلوم المهنية والتطبيقية، وقد تجاوزت المبالغ التي أنفقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على المشاريع والخدمات الصحية المئة مليون درهم إماراتي.