أشعلها العبث القطري..

تقرير: ثورة غضب في الصومال ضد فرماجو ورجل الدوحة

محمد عبد الله فرماجو

علي رجب

كان المخطط القطري واضحًا للسيطرة على الصومال عبر ذراعها  «فهد الياسين»، وذلك من خلال وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية، بعد تعيينه نائبًا للوكالة بقرار رسمي من الرئيس محمد عبد الله فرماجو، ومازال هذا المخطط يتابع تقدمه في دولةٍ هشَّةٍ، تمثل نقطة ارتكاز مهمة للغاية للإرهاب الذي تدعمه قطر في القارة السمراء.

في صباح أمس الأول، الأحد 3 مارس 2019، استولت قوات تابعة للحكومة الفيدرالية الصومالية على المقر السابق لرئاسة حكومة في مدينة عدادو في محافظة غل غذو بولاية غلمدغ وسط الصومال، في خطوة ترمي  إلى تصعيد الأزمة السياسية بين الحكومة الفيدرالية والولاية، واتَّهم رئيس ولاية غلمدغ أحمد دعالي حاف الحكومة الصومالية بتفجير صراع في ولايته.

و أحمد دعالي، أكد أنه يجب على حكومة فرماجو تحمُّل تبعاتِ ما تقوم به في غلمدغ من عبث وفوضي، لافتًا إلى أن الرئاسة الصومالية، أمرت جنود الفرقة 21 من الجيش الصومالي وقوات وكالة المخابرات والأمن الوطني بالاستيلاء على رئاسة ولايته في مدينة عدادو بإقليم غل غدود؛ بهدف تشكيل إدارة هي عبارة عن دمية في يد الحكومة الصومالية لولاية غلمدغ.

وطرح  زعيم حزب «ودجر» عبد الرحمن عبد الشكور في تعليقه على تلك التطورات، عدة تساؤلات ألقاها في ملعب قيادة الدولة، مستنكرًا: لماذا تتعرض الولايات الإقليمية لهجوم عقب كل زيارة يقوم بها كبار مسؤولي الدولة إلى قطر، مشيرًا إلى احتمالية وجود مشروع قطري ضد الولايات الإقليمية في البلاد، و متهمًا حومة البلاد بالعمل على تشتيت الشعب وتدمير إداراته المحلية.

وكان الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو قد زار الأسبوع الماضي العاصمة القطرية الدوحة، وكان من أعضاء وفده - حسب تقارير صحفية- وزير المالية عبد الرحمن دعاله بايله، ونائب مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي القائم بأعمال الوكالة فهد ياسين.

ويرى مراقبون، أن قطر تتدخل عبر أذرعها في محاولة إشعال الفتن والصراعات داخل الولايات الرافضة لها في الصومال، كنوع من تأديب وردع هذه الولايات الصومالية الخارجة عن «طوع» قطر والتنظيم الدولي للإخوان.

وتاريخ دعم قطر للحركات الإرهابية، واستهداف الولايات الصومالية بالجماعات الإرهابية، يشير إلى تورطها في إذكاء الصراع بين العشائر الصومالية في منطقة «دومي»؛ من أجل زعزعة استقرار أرض الصومال، التي تعتبرها قطر خصمًا لها.

وفي الفترة الأخيرة ارتفعت حدة عمليات حركة الشباب الإرهابية، مع وجود صراع داخل وكالة الاستخبارات والأمن القومي؛ حيث أقدم رجل قطر «فهد ياسين» على فصل نائب الوكالة السابق الجنرال عبدالله عبدالله، الذي كشف علاقة «رجل قطر» بحركة الشباب الإرهابية، واختراق «الشباب» لوكالة الاستخبارات الصومالية، ونتيجة هذه التصريحات الفاضحة لدور«فهد ياسين» وعلاقته بالجماعت الإرهابية، تم فصل «عبدالله عبدالله» من الاستخبارات الصومالية وتجريده من رتبه العسكرية بقرار من الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو.

يذكر أن «فهد ياسين»، هو مراسل سابق لقناة الجزيرة القطرية في الصومال، وتم تعيينه مديرًا لمكتب الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، في يونيو 2017، ثم أصبح نائبًا لمدير عام وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي في أغسطس2018.

ووصفت «قطريليكس» فهد ياسين بمخلب الشر القطري في الصومال، معتبرةً إياه «جاسوس زرعته الدوحة في القصر الرئاسي الصومالي، ويتولى تنفيذ مخطط الحمدين من منصبه في مؤسسة الرئاسة».

كما تستضيف قطر، الرجل الثاني في حركة «شباب المجاهدين» الإرهابية، محمد سعيد أتم، الذي أدرجته دول الرباعي العربي «السعودية ومصر والإمارات والبحرين» الداعية لمكافحة الإرهاب، في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب.

ويحظى «أتم» هذا بدعمٍ كبيرٍ من قبل قطر ولديه علاقات واسعة ومتشعبة في ولاية «أرض البنط» أو « بونتلاند»؛ حيث أسس فرع حركة الشباب الإرهابية في تلال «جالجالا» بأرض البنط .

وأكدت حكومة «بونتلاند»، أن «أتم» لا يزال يمارس نشاطًا يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية من خلال وجوده في دولة قطر، التي حصل على اللجوء السياسي فيها، بحسب «العربية نت».

ويقول محمد عبدالله الحمراوي، الكاتب والمحلل السياسي الصومالي، عضو مركز الدراسات الاستراتيجية القرن الأفريقي في الصومال: إن حركة الشباب تنبت الهجمات في العاصمة مقديشو، والانفجار الذي وقع في العاصمة مقديشو في مقر حي هدى، أدى لوقوع خسائر فادحة وتدمير مبني مقر إدارة حي هدى.

وأضاف قائلًا في تصريح خاص «المرجع»: إن حركة الشباب تتحرك داخل العاصمة بسهولة منذ وصول الرئيس محمد عبدالله فرماجو إلى الحكم، مشددًا على أن الحركة تشنّ هجمات بشكلٍ دائم في  مقديشو، والحكومة الفيدرالية لا تسيطر سوى على 8 أحياء فقط من أحياء العاصمة الصومالية.

وحول اتهامات الجنرال عبدالله عبدالله، باختراق الشباب الإرهابية للاستخبارات الصومالية، قال: «تصريحات جنرال عبدالله جاءت متأخرة، وهذه المعلومات كانت معروفة واضحة لدى السياسيين ومراكز البحوث».