الحرب في اليمن..

تقرير: كيف تآمر الإخوان باسم الجيش اليمني على حجور

مسلحون من أبناء قبائل حجور اليمنية (أرشيف)

حجة

كشفت رسائل بين قائد مقاومة قبائل حجور أبومسلم الزعكري، وبدران الحازمي خيانة حزب "الإصلاح" اليمني الموالي لقطر، لقبائل حجور بعد الاستيلاء على الأسلحة التي وفرها التحالف العربي للقبائل، وسُلمت لاحقاً عن طريق قيادي إخواني للحوثيين.

وبينت الرسائل غدر الإخوان الإرهابيين، بالقبائل اليمنية، بعد تمركزهم في منطقة جبلية للسيطرة على الدعم العسكري الذي أُنزل على المنطقة فسلمه قيادي إخواني يدعى علي فلات للحوثيين.

وقال السياسي جمال بن عطاف، إن "الرسائل المتبادلة بين الشهيد أبو مسلم الزعكري وبدران الحازمي
كشف فيها أبو مسلم خيانة الإصلاح لحجور، حيث تمركزوا في مواقعهم على مدى أيام لاستلام إمدادات التحالف العسكرية، ثم انسحبوا بإمدادات التحالف إلى حيران، فدخل الحوثيون مناطق القبائل اليمنية ونكلوا بأهلها".

وأكدت مصادر يمنية، أن الحوثيين  أعدموا ميدانياً لقيادات قبلية وسلفية، ومن حزب المؤتمر الشعبي العام.

وعبر ناشطون يمنيون عن غضبهم من خيانة الإصلاح، لقبائل حجور اليمنية، وأطلقوا وسماً على تويتر باسم "الإصلاح يطعن حجور"، أكدوا فيه أن تنظيم الإخوان الإرهابي أصبح جزءاً من ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.

ومثّلت صحوة قبائل "حجور" في محافظة حجة ضد الحوثيين عاملًا أساسيًا لتشكيل نواة أولى لمقاومة شمالية تقف ضد المد الحوثي، غير أن تلك الصحوة تكاد تنكسر بسبب تخاذل "حكومة الشرعية"، ومؤامرة بعض الأحزاب التي لا ترى في تحرير البلاد من الحوثيين فائدة، وتهمها مصالحها الشخصية.
وتعرضت قبائل "حجور" إلى التآمر والغدر خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي مكّن الحوثيين من السيطرة على مناطق واسعة في حجة، وتحديدًا في المناطق التي كانت قبائل "حجور" تسيطر عليها.
وقالت مصادر أن قائدًا يتبع حزب الإصلاح تآمر على قبائل "حجور" في محافظة حجة.
وأضافت لـ"الأمناء" أن الإخواني يحيى صلاح، قائد المنطقة الخامسة هو أحد المتآمرين على حجور.
وتابعت: "الإخواني صلاح هو أحد رجال الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، نائب الرئيس هادي".
وأشارت إلى أن الإخواني يحيى صلاح كان قبل الحرب يملك محلًا لبيع العسل في شارع التحرير بصنعاء.
وأكدت المصادر أن "الحوثيين فجروا بيت الشيخ محسن قرفط ريبان بتعاون من "الشرعية" التي يسيطر عليها حزب الإصلاح.
وقالت إن هناك منازل أخرى جرى تفجيرها منها منزل (أحمد صغير النمشة، حمدي مغثي النمشة، محمد أحمد حميد النمشة، عبد الخالق النمشة، الشيخ زيد عمير)، بالإضافة إلى إحراق سبعة وعشرين (وايت) ماء في منطقة "العبيسة" شرقي كشر بحجة.
وأضافت مصادر "الأمناء" أن "معركة حجور كانت هي الكاشفة لخفايا اللعبة وحسابات الأطراف اللاعبين، معتبرةً أن الشرعية هي الإخوان".
وأكدت أن "ما جمع الرئيس هادي بحزب الإصلاح هو مشروع اليمن الاتحادي، مشيرةً إلى أن لب المشروع هو نظام الأقاليم".
وتابعت: "هذه الفكرة هي من تحكم أداء وسلوك الشرعية والجيش الوطني في مسرح العمليات السياسية والعسكرية عبر محاولة اقتطاع الأقاليم التي يراها الإخوان نصيبهم في الكعكة".
واستطردت: "لهذا تعامل الإخوان وهادي مع انتفاضة حجور رغم أهميتها (في المعركة والمشروع الوطني) بفتور عجيب؛ كونها معركة لا تعنيهم مقارنة مثلاً بما يراه آخرون معارك هامشية في حرض وحيران".
من جانبهم، اعتبر محللون سياسيون بأن قبائل "حجور" تعتبر الشوكة التي وقفت في حلوق الحوثيين في المحافظات الشمالية منذ اندلاع الحرب في البلاد منتصف مارس/ آذار 2015م.
وقالوا، في أحاديث متفرقة لـ"الأمناء"، إن "التاريخ لن يرحم خذلان الشرعية وحزب الإصلاح لانتفاضة قبائل حجور ضد الحوثيين".
وأشاروا إلى أن على التحالف العربي التدخل العاجل، وعدم السماح لحزب الإصلاح والشرعية بالسماح للحوثيين بالتوغل في المحافظات الشمالية.
وأكدوا أنه فيما يخص المحافظات الجنوبية فإن الجنوبيين قد حسموا أمرهم.
وقالوا إن الحوثيين لن يستطيعوا الدخول إلى المحافظات الجنوبية التي مثلت كابوسًا مفزعًا للحوثيين بعد الخسائر التي تلقوها إبان الحرب شنها الحوثيون وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح في منتصف مارس/ اذار 2015م على المحافظات الجنوبية.
وتشهد مديرية كشر وخاصة قرى منطقة "حجور" منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي مواجهات عنيفة بين أبناء القبائل والحوثيين الذين يسعون إلى السيطرة على منطقة "حجور" الاستراتيجية وسط مقاومة عنيفة من القبليين الذين يساندهم طيران التحالف العربي بغارات على مواقع وتعزيزات الحوثيين.
وكانت قبائل "حجور" سيطرت على مواقع استراتيجية تابعة للحوثيين في محافظة حجة شمال غربي البلاد، غير أن تخاذل الشرعية وحزب الإصلاح مكنّ الحوثيين من العودة إلى تلك المواقع التي فقدوها قبل أشهر، والسيطرة عليها مجددًا.
حيث تمكنت قبل أسابيع قبائل "حجور" من السيطرة على جبل المنصورة ومنطقة قرعة التي كان الحوثيون يتخذونها مركزًا رئيسيًا لقصف منطقة العبيسة، إلا أن التخاذل الذي واجهته القبائل أجبرها على فقدان تلك المواقع.