الحرب في اليمن..
تقرير: دول تساعد اليمن ودول تسحقها
تستمر المأساة اليمنية ما دام الحوثيون مستمرين في محاولاتهم المستميتة لتقويض أي اتفاق من شأنه حل الأزمة؛ مثل اتفاق ستوكهولم الأخير. ويبين ما يحدث في أنحاء اليمن بعد الأزمة اليمنية ما تفعله الدول من أجل الشعب اليمني، سواءً تلك التي تقدم المساعدات أو تلك التي تقدم المساعدات “الحربية” للحوثيين.
وتكمُن أهمية المساعدات المالية للحكومة اليمنية في أنها تؤدي إلى تقاضي الموظفين اليمنيين رواتبهم، وكذلك توصيل الأدوية والغذاء إلى قطاع عريض جدًّا من الشعب اليمني الذي يعاني 75% منه، طبقًا لبيانات الأمم المتحدة، مشكلة إنسانية في عدم وجود الغذاء والدواء؛ وطبقًا لبيانات أوردتها “يونيسيف” فهناك 11.3 مليون طفل يمني يحتاج إلى المساعدة، و360 ألف طفل أقل من الخامسة يعانون سوء التغذية، بينما يعاني قرابة 10 ملايين إنسان الجوع، كما أن هناك تسرُّبًا من التعليم قدره مليونان على الأقل.
الأرقام السابقة توضح إلى أي مدى يحتاج الشعب اليمني إلى المساعدات المالية؛ وهو ما يدفع دولًا عربية؛ مثل السعودية والإمارات والكويت، إلى تقديم المساعدات بشكل مستمر منذ بداية الأزمة وحتى الآن. ويمكن الاستدلال على حجم المساعدات التي قدمت من دول عربية إلى اليمن، من خلال مؤتمر المانحين كمثال، والذي عُقد بشأن الأزمة اليمنية بجنيف وبدعوة من الأمم المتحدة، حيث قدمت السعودية والكويت والإمارات هذه المرة فقط مليارًا و250 مليون دولار. وكشف عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، في نوفمبر من العام الماضي، عن حجم مساعدات المملكة إلى اليمن، وأنه بلغ 13 مليار دولار خلال 4 سنوات، سواء الأموال التي تقدم إلى البنك المركزي اليمني أو التي تقدم كمساعدات مباشرة للشعب اليمني.
لكن رغم ذلك تواجه المساعدات عقبةً؛ هي عرقلة الحوثيين قيام الأمم المتحدة بإنفاق الأموال على الشعب اليمني، حسبما قال سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، لوكالة “أسوشييتد برس“، في تصريحات نقلتها وزارة الخارجية، فلم تنفق الأمم المتحدة سوى 40% من إجمالي المليار الأخير الذي قُدِّم لدعم خطة الاستجابة الإنسانية. واعتبر آل جابر أن هذا الأمر يعد مؤشرًا على عدم قدرة منظمة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات إلى مَن يحتاجون إليها؛ بسبب خضوع المناطق لسيطرة الحوثيين ومنعهم المنظمة من أداء عملها.
وتعد سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة أكثر الأمور التي تصعب وصول المساعدات إلى الشعب اليمني، حيث يأتي معظمها بسفن بحرية إلى اليمن.
حجم المساعدات الإيرانية لليمن صفر
على الجانب الآخر من هذا الدعم لليمن؛ نجد إيران التي أوردت تقارير نشرتها الأمم المتحدة دعمها الحوثيين، حيث أكدت التقارير تطابق الصواريخ الباليستية التي يستخدمها الحوثيون في الاعتداء على الشعب اليمني والحدود السعودية، مع تلك التي تصنعها إيران.
تقرير للأمم المتحدة أفرد رأيًا للخبراء يؤكد أن إيران لم تنفذ قرار حظر الأسلحة الذي فرضته المنظمة في اليمن، بل دعمت جماعة الحوثي بمزيد من الصواريخ والطائرات دون طيار، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأفاد التقرير الذي نقلته “أسوشييتد برس” عن مجلس الأمن الدولي، أن فريق الخبراء اكتشفوا دخول الوقود الإيراني، إلى الحوثيين بوثائق غير حقيقية؛ تجنبًا لمساءلة الأمم المتحدة وتفتيشها، حيث تعمل عدة شركات صغيرة كواجهة لبيع الوقود، بينما تخصص العائدات لدعم حرب الحوثيين ضد الشعب والحكومة اليمنية. ويوضح التقرير أن الخطر الحوثي زاد بعد أن أصبح لديهم صواريخ مخصصة للتعامل مع السفن.
ومن جهته؛ فإن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال في مقابلة مع “PBS NEWS HOUR“، إن إيران مسؤولة عن المأساة الإنسانية في اليمن، متابعًا: “إذا أردت أن تسألني عن سبب المأساة الإنسانية في اليمن، فأنت لا تحتاج إلى النظر بعيدًا عن جمهورية إيران الإسلامية”. ولم يكن مفاجئًا أن يؤكد بومبيو أن الرقم الذي قدمته إيران للمساعدة الإنسانية في اليمن خلال السنوات الماضية هو “صفر”.
كيوبوست