بعد أسبوع من الاعتداء على خطيب الجامع في الإسكندرية..
مقتل إمام مسجد أثناء الصلاة في مصر

دماء إمام المسجد على سجادة الصلاة
بعد أسبوع واحد من اعتداء أحد الأشخاص على إمام مسجد في الإسكندرية أثناء إلقاء خطبة الجمعة، قتل إمام مسجد في القاهرة، أثناء أداء صلاة الجمعة، وهو ساجد في الركعة الثانية. وألقت الشرطة القبض على الجاني، فتبيّن أنه مريض نفسي، ويعاني من "انفصام الشخصية".
طعن أحد المصلين إمام مسجد الرحمة في منطقة الهرم في القاهرة، أثناء صلاة الجمعة أمس، ولقي الإمام مصرعه في الحال، متأثرًا بالطعنات التي تلقاها في ظهره أثناء السجود في الركعة الثانية.
تداعيات زواج فاشل
ترك المصلون أداء الصلاة، في محاولة منهم لإنقاذ الإمام الشاب، لاسيما أن الجاني ترك السكين مغروسًا في ظهره، وتحفظوا على الجاني، حتى ألقت الشرطة القبض عليه.
وفقًا لمحضر الشرطة، فإن المتهم يُدعى "أحمد. م"، 41 سنة، منقطع عن العمل، يعاني من انفصام في الشخصية، اعتدى بسكين مطبخ كبير على إمام المسجد، محمد العدوي، ووجّه إليه طعنات عدة، أنهت حياته على الفور.
وكشفت التحريات الأولية أن المتهم يعاني من مرض نفسي، بعدما طلّق زوجته، وأن إمام المسجد ألقى خطبته عن قدسية الزواج، وأهمية إحسان اختيار الزوجة، والصبر على مشاق الزواج، والإصلاح بين الزوجين في حالة وجود مشاكل.
إغلاق بالشمع الأحمر
سجل المصلون مقطع فيديو يظهر فيه الجاني، وقد تحفظوا عليه، راقدًا على أرضية المسجد، وقال إنه قتل إمام المسجد لأنه "إبليس بنفسه"، مدّعيًا أنه "المسيح الدجال"، ووصف نفسه بـ"المهدي المنتظر".
وأغلقت النيابة باب مسجد الرحم، الذي شهد الواقعة بالشمع الأحمر، ووضعت ورقة مكتوب عليها "مغلق بأمر النيابة"، فيما شهدت المنطقة حالة من الهدوء الحذر؛ بسبب الواقعة المفزعة.
قال شهود عيان إن المتهم خرج أثناء إلقاء الإمام الخطبة عن الزواج والطلاق، ثم عاد مرة أخرى أثناء صلاة الركعة الثانية، ووجّه طعنتين إلى ظهر الإمام أثناء السجود، وهو يصرخ "إبليس.. إبليس"، وترك السكين مغروسًا في ظهر الإمام، الذي خر صريعًا قبل أن يصل إلى المستشفى.
الأوقاف: القتيل ليس إمامًا!
رسميًا، تبرأت وزارة الأوقاف من الإمام القتيل. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن محمد العدوي الذي قُتل، أمس، كان يؤمّ الناس في زاوية الرحمة في منطقة الهرم، وإنه ليس إمامًا في الأوقاف ولا خطيب مكافأة، وغير مصرح له بالخطابة.
وقرر وزير الأوقاف إعفاء كل من وكيل وزارة أوقاف الجيزة الشيخ محمد نور، ومدير إدارة الهرم الشيخ هيثم معوض، ومفتش المنطقة الشيخ علي موافي- من العمل من مواقعهم القيادية والإدارية لإخلالهم بواجبهم الوظيفي، وعدم تنفيذ تعليمات الوزارة بعدم إقامة الجمعة في الزوايا إلا للضرورة وبترخيص مسبق من القطاع الديني وعدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة في اعتلاء المنبر.
وكلف وزير الأوقاف الشيخ أمين عبدالواجد، وكيل الوزارة للوجه القبلي بتسيير أعمال مديرية أوقاف الجيزة. كما قرر إلحاق الشيخ محمد نور، وكيل الوزارة بأوقاف الجيزة بمكتب رئيس القطاع الديني إلى حين انتهاء التحقيقات بمعرفة النيابة المختصة مع إحالته على النيابة. وقرر أيضًا تكليف الشيخ أمين عبدالواجد بتسيير أعمال مدير مديرية أوقاف الجيزة.
إحالة على النيابة
وقرر جمعة إعفاء هيثم معوض مدير إدارة أوقاف الهرم وعلي موافي مفتش المنطقة التي تتبعها الزاوية من العمل القيادي وعودة كل منهما إلى العمل إمامًا وخطيبًا في أوقاف الجيزة وإحالتهما على النيابة للتقصير والإهمال في العمل والإخلال بأكثر خصوصيات الواجب الوظيفي المكلفين به.
وأصدر وزير الأوقاف تنبيهًا لجميع وكلاء الوزارة ومديري العموم والإدارات بأن السماح لشخص غير مصرح له بالخطابة في صعود المنبر إخلال جسيم بالمهام المكلفين بها، ويستوجب الإعفاء الفوري من العمل القيادي والإحالة على النيابة المختصة؛ حفاظًا على ما تحقق من إنجازات في منع غير المصرح لهم بالخطابة من صعود المنبر.
يذكر أن هذا الحادث وقع بعد أسبوع واحد من تعدي شخص آخر في مدينة الإسكندرية على خطيب المسجد، بـ"الحزام"، ورد الإمام بتوجيه ركلة قوية إلى الشخص المعتدي، وأسقطه أرضًا، ثم واصل خطبته.