هشاشة البنية التحتية..
فيضانات الأهواز تعرّي سياسة نظام الملالي

السلطات الإيرانية تقف عاجزة عن مواجهة أسوأ فيضانات
سلّطت الفيضانات التي غمرت ولاتزال جنوب غرب إيران الضوء على حالة الإهمال والتهميش التي انتهجتها طهران على مدى عقود في الأقاليم النائية في جنوب غرب البلاد وتحديدا منطقة الأهواز التي تشهد أسوأ كارثة طبيعية. وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي الذي يهدد بارتفاع حصيلة الضحايا جراء السيول الجارفة التي اجتاحت الأقاليم في جنوب غرب البلاد، سارعت إيران لتحميل واشنطن المسؤولية عن عرقلة جهود إغاثة المنكوبين محاولة اختزال كل العلل التي تسببت فيها سياسة التهميش لأسباب طائفية في العقوبات الأميركية.
وفي أحدث التطورات، قالت وسائل إعلام رسمية إن إيران أجلت السكان من مناطق غمرتها الفيضانات في مدينة الأهواز بجنوب غرب البلاد اليوم الأربعاء مع ارتفاع عدد ضحايا أسوأ فيضانات تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ 70 عاما إلى 77.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنه تم أيضا إجلاء السكان من أكثر من 200 قرية في إقليم خوزستان الغني بالنفط في جنوب غرب البلاد وجرى إيواء 46 ألف شخص في ملاجئ طوارئ وفرتها الحكومة.
وقال حاكم الإقليم إنه جرى التحذير من مخاطر الفيضانات أيضا في مناطق أخرى من الأهواز وسط توقعات بهطول المزيد من الأمطار الغزيرة في الأيام القادمة. وكانت السلطات قد أخلت مستشفى بالمدينة يوم الاثنين.
وضربت الفيضانات التي وصفها المسؤولون بأنها الأسوأ منذ أربعينات القرن الماضي نحو 1900 مدينة وقرية في أرجاء إيران بعد هطول أمطار غزيرة غير معتادة منذ 19 مارس/آذار. ومناطق غرب وجنوب غرب البلاد هي الأشد تضررا.
وواجهت وكالات الإغاثة صعوبات في مواجهة الفيضانات، واستعانت الدولة بالقوات المسلحة لمساعدة المتضررين، فيما أشارت تقديرات أولية إلى أن خسائر القطاع الزراعي بلغت 47 تريليون ريال (350 مليون دولار).
وكانت سلطات محافظة خوزستان في جنوب غرب إيران الأربعاء قد أصدرت أوامر للقيام بعمليات إخلاء جديدة تشمل أكثر من 60 ألف شخص في مدينة الأهواز الكبيرة.
وأعلن حاكم المحافظة غلام رضا شريعتي أن أمر الإخلاء اتخذ "بشكل احترازي لتجنب أي خطر على السكان" كما أورد التلفزيون الحكومي.
ويتعلق أمر الإخلاء بخمسة أحياء في جنوب مدينة الأهواز، وفق التلفزيون. وهناك منطقة سادسة في المدينة تنتظر أمر إخلاء محتملا.
ويعيش ما بين 60 ألفا و70 ألف شخص في هذه الأحياء، بحسب وكالة تسنيم، بينما يُقدّر العدد الإجمالي لسكان الأهواز بـ1.3 مليون.
وقالت الوكالة إن شريعتي دعا الشبان إلى "مساعدة السلطات في إقامة حواجز والمشاركة في إجلاء النساء والأطفال والمسنين".
وأضاف الحاكم في تصريحاته للتلفزيون " نهري دز والكرخة التحما قرب الأهواز وتتدفق المياه حاليا باتجاه الأهواز".
ونهر دز هو الاسم الذي يطلق على نهر قارون الذي ينبع من جبال زاغروس ويعبر في مدينة الاهواز. أما نهر الكرخة الذي فاض كثيرا عن مجراه في الأيام الأخيرة فهو نهر آخر يمر على بعد عشرات الكيلومترات شمال شرق مدينة الأهواز.
وكانت السلطات أمرت السبت بإجلاء آلاف السكان من ست مدن بالمنطقة كما أمرت الاثنين بإخلاء مستشفى بالأهواز هددته السيول.
وتشهد إيران البلد القاحل، منذ ثلاثة أسابيع فيضانات أدت إلى هلاك العشرات. وهطلت الأمطار الغزيرة بداية في شمال البلاد في 19 آذار/مارس.
ووصلت الموجة الثانية من المطر إلى غرب البلاد والجنوب الغربي في 25 مارس/اذار. أما الموجة الحالية التي بدأت في الأول من ابريل/نيسان فطالت بشكل خاص جنوب غرب إيران، وتحديدا منطقة الأهواز وهي عبارة عن سهل شاسع.
وتشهد خوزستان جفافا منذ عدة سنوات. واضطرت السلطات في بداية ابريل/نيسان إلى فتح صمامات سد في المجرى العلوي من نهر الكرخة خشية أن ينهار تحت ضغط المياه.
وفي مدينة الخفاجية التي يحدها نهر الكرخ وتقع على بعد خمسين كلم شمال غرب الأهواز، أجبرت الفيضانات السكان على نصب خيم فوق أسطح منازلهم.
وفي سهل الأهواز غمرت المياه المزروعات ولم تعد تظهر سوى رؤوس أشجار النخيل.
وقال مرتضى سليمي المدير الوطني لعمليات الإنقاذ في الهلال الأحمر الإيراني الثلاثاء "إن أبرز أولوياتنا تتمثل في توفير الغذاء والمواد الصحية للمخيمات" التي أقيمت لإيواء السكان المنكوبين مشيرا إلى إيواء نحو 44 ألف شخص.
وتسلم الهلال الأحمر الإيراني الثلاثاء عشرين زورقا مطاطيا بمحرك منحتها ألمانيا، ما سيتيح دعم تدخل المروحيات في المنطقة لنجدة المنكوبين.