صدام إنكليزي خالص..

ليفربول وتوتنهام يكتبان الفصل النهائي لدوري أبطال أوروبا

مهمة ليفربول لن تكون سهلة أمام توتنهام الذي يطمح إلى دخول تاريخ البطولة القارية

مدريد

تتجه أنظار متابعي كرة القدم العالمية، السبت، صوب العاصمة الإسبانية مدريد لمتابعة المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا بين فريقي ليفربول وتوتنهام.

ولن تكون مباراة السبت سهلة على الفريقين، فكلاهما لديه الرغبة والطموح في التتويج باللقب القاري والتأهل على إثرها إلى بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام نهاية العام الجاري.

ويأمل ليفربول في التتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخه وفض الشراكة مع فريقي برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ في عدد مرات التتويج بالبطولة القارية التي يتصدرها ريال مدريد الإسباني برصيد 13 لقبا.

كما تحلم جماهير ليفربول باستعادة اللقب القاري الغائب عن خزائن النادي الإنكليزي منذ 14 عاما، وتحديدا منذ عام 2005، بالإضافة إلى حلمها بعدم تكرار سيناريو الموسم الماضي والفشل في التتويج باللقب بعد الهزيمة أمام ريال مدريد الإسباني وقتها.

ولن تكون المهمة سهلة أمام ليفربول تحت قيادة مدربه الألماني يورغن كلوب الذي من المتوقع أن يخوض اللقاء بكامل قوته الهجومية متمثلة في البرازيلي روبيرتو فيرمينيو والمصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني.

وعلى الجانب الآخر، يبحث توتنهام تحت قيادة مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عن التتويج بلقب أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، ومن ثم دخول تاريخ البطولة القارية من أوسع الأبواب.

ويمتلك توتنهام مجموعة من الأوراق الرابحة ضمن صفوفه أمثال هاري كين ولوكاس مورا والكوري الجنوبي هيونغ سون مين وغيرهم من الأوراق الرابحة في صفوف الفريق.

وستكون مواجهة السبت الأولى بين الفريقين في مباراة نهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حيث لم يسبق لهما أن لعبا معا في البطولة القارية.

ورغم ذلك، سبق لهما أن اصطدما ببعضهما البعض في المربع الذهبي لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 1973، حيث تمكن ليفربول من الفوز على ملعبه بهدف نظيف، قبل أن يفوز توتنهام بهدفين لهدف، ليتأهل ليفربول إلى النهائي وقتها بإجمالي نتيجة مباراتي الذهاب والإياب.

وفي نظرة لأسلوب كلا المدربين يلاحظ أن بوكيتينو لا يحبذ مقارنة أسلوبه الضاغط بما يتبعه كلوب، لكن الأرجنتيني مدرب توتنهام يتشارك مع ليفربول ومدربه الألماني أكثر من حب المطاردة، في سعيهما لاحتلال موقع بين كبار الأندية الأوروبية.

ومع بيع اللاعبين وتلاشي الإيرادات، تم تكليف بوكيتينو وكلوب بإعادة توتنهام وليفربول إلى السكة الصحيحة.


وهذا الموسم نجح ليفربول في تثبيت موقعه بفارق 26 نقطة عن “سبيرز”، مكملا ما بدأه في نهاية الموسم الماضي عندما بلغ نهائي دوري الأبطال، حيث أوقفه ريال مدريد الإسباني. والآن حان الوقت كي يتمثل توتنهام اللندني، بالنجاح الذي حققه ليفربول الشمالي.

وعندما عُيّن بوكيتينو مدربا في 2014 كان وقعُ قدومه أقل صخبا من وصول الهولندي لويس فان غال إلى مانشستر يونايتد، لكنه يدين بالفضل.. لليفربول. وأذل الفريق الأحمر توتنهام 5-0 في عقر داره السابق “وايت هارت لاين”، ما وضع حدا لمشوار مدربه البرتغالي أندريه فياش بواش، ثم هزمه برباعية نظيفة في “أنفيلد” ما أكد عدم تثبيت خلفه تيم شيروود.

وقال المدرب الأرجنتيني في يناير الماضي “عندما وصلت إلى توتنهام، عرفت تماما أن التحدي سيكون صعبا. كان النادي في مستوى مختلف. لم يؤمن أحد بنا، لم يؤمن أحد بنجاعة طريقتنا”.

وكان ليفربول يتحسر في تلك الحقبة على خسارة هدافه الأوروغوياني لويس سواريز إلى برشلونة وتبدد 81 مليون يورو من صفقة انتقاله، ما ترك كلوب أمام ورشة مماثلة في 2015 لدى قدومه من بوروسيا دورتموند الألماني.

وبعد الهدم حان وقت البناء. فقد جلب بوكيتينو أمثال ديلي آلي، إريك داير، البلجيكي توبي ألدرفيرلد والكوري الجنوبي سون هيونغ مين، فيما عزز كلوب تشكيلته بالسنغالي ساديو مانيه، المصري محمد صلاح والهولندي جورجينيو فينالدوم.

شذّب كل فريق تشكيلته قطعة قطعة، وأصبح كلاهما معتادا على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وفيما اقترب توتنهام من لقب الدوري المحلي في 2017 وراء تشيلسي، تأخر لاحقا بفارق 23 و27 نقطة عن مانشستر سيتي البطل.

وقال بوكيتينو هذا الأسبوع “علينا أن نخطو هذه الخطوة. نحن مقتنعون أنه بمقدورنا الاستمرار بهذه العملية، يمكننا رفع توتنهام إلى صفوة الأندية العالمية”. وبدوره، كان ليفربول يرفع منسوب قوته. ومدعما بميزانية أكبر ومتحررا من القيود المالية المفروضة على توتنهام لبناء ملعبه الجديد، تحينّ كلوب الفرصة. في يناير 2018، باع البرازيلي فيليبي كوتينيو لبرشلونة مقابل نحو 160 مليون يورو واستخدم المال لتعزيز دفاعه بالتعاقد مع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك من ساوثهامبتون.

وقال كلوب هذا الشهر “عندما سمعت أولا أنه (كوتينيو) يريد الذهاب إلى برشلونة، لم أتخيل أننا سنكون أقوياء إلى هذه الدرجة من دونه. لكننا نجحنا، وكان الأمر جيدا للطرفين”.

وحتى الفوز بدوري الأبطال لن يضمن مستقبل جواهر توتنهام، إذ لم يلتزم صانع لعبه الدنماركي كريستيان إريكسن والمدافع الدرفيرلد بتمديد عقديهما.

لكن حتى في حال رحيلهما، يتعين على توتنهام الاستلهام من ليفربول لتقوية مركزي الظهير الأيمن والأيسر، وسطه الدفاعي وهجومه. سيضطر رئيس النادي دانيال ليفي للإجابة على طلبات بوكيتينو المتكررة لإظهار الإيمان. إيمان قوي يحظى به لاعب إسبانيول السابق من قبل لاعبيه.

وبهذا المعنى، يمكن أن يوفر نهائي دوري الأبطال بين توتنهام وليفربول السبت علاجا للاعبي شمال العاصمة بتعزيز نضوجهم عبر ترجمة عقلية مدربهم الجريئة.

وقال المدافع داني روز هذا الأسبوع “ليس أنني لم أصدقه. إنما لم أكن أفهمه”. بالنسبة لتوتنهام قد تشكل هذه المباراة فرصة لتوضيح أمور كثيرة.