نشاط السيسي بـ"الأمم المتحدة"..

مصر تناقش سبل تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

رؤية الإخبارية

واصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نشاطه المكثف على هامش انعقاد الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والتي ركزت على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب، ومناقشة عدد من الأزمات التي تحيط بالمنطقة، أبرزها "القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا وليبيا".

"قمم رئاسية"

وذكر الرئيس المصري خلال لقائه نظيره الأمريكي دونالد ترامب إن المنطقة العربية ستظل تعاني من عدم الاستقرار إذا ظل "الإسلام السياسي" يحاول الوصول إلى الحكم، موضحا أن الشعب المصري لن يقبل عودة الإسلام السياسي إلى الحكم، وأن الاجتماعات المتبادلة مع ترامب تعكس التفاهم الكبير بين البلدين.

وأضاف السيسي، في رسالة لترامب قائلًا: "نشيد بحكمتكم في التعامل مع الخيار العسكري كخيار أخير في الخليج".

وقال الرئيس الأمريكي: "لست قلقا من الوضع في مصر، والسيسي قائد عظيم"، مردفا: "لا يوجد أي مخطط للقاء مسؤولين إيرانيين لكن لا استبعد ذلك، ولسنا بحاجة لأي وساطة في الأزمة مع إيران ".

وبحث السيسي، اليوم؛ خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس متابعة المستجدات الجارية على صعيد القضية الفلسطينية، في ضوء العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وفلسطين، والأولوية التي تحظى بها القضية الفلسطينية في سياسة مصر الخارجية، مؤكدا مواصلة مصر لبذل جهودها لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وعبر الرئيس الفلسطيني عن خالص تقديره لجهود مصر ومواقفها التاريخية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، مثمنا المساعي المصرية المُقدرة في إطار تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مؤكداً حرصه على مواصلة التشاور والتنسيق المستمر مع مصر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات المقبلة، بما في ذلك على صعيد توحيد الصف الفلسطيني وجهود المصالحة الوطنية، كما تمت مناقشة المستجدات على صعيد عدد من الملفات العربية والإقليمية.

وفي لقاء مع رئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا بيو، أشاد السيسي بالعلاقات الوطيدة بين مصر وسيراليون، مؤكداً استعداد مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع الجانب السيراليوني على جميع الأصعدة لدعم جهود التنمية بها.

وتباحث الرئيسان حول أخر تطورات عملية إصلاح وتوسيع مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وذلك في ظل دور الرئيس السيراليوني كمنسق للجنة العشرة الأفريقية المعنية بإصلاح وتوسيع مجلس الأمن، حيث تم إعادة تأكيد الموقف الأفريقي الموحد باعتباره الحل الوحيد لمعالجة الظلم التاريخي الواقع على القارة الإفريقية، وتحقيق إصلاح حقيقي وعادل لمجلس الأمن ومعالجة الخلل الهيكلي في نظام عمله.

"لقاءات اقتصادية"

الرئيس المصري، أعرب خلال حوار مفتوح مع رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية عن ترحيبه باللقاء معهم كممثلين لقطاع الأعمال الأمريكي، مشيداً بالعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وبحرص الجانبين على تعزيزها باستمرار.

وأكد الرئيس المصري حرصه على التواصل المباشر مع مجتمع الأعمال الأمريكي، لتعزيز الحوار الصريح والمباشر حول الفرص والتحديات التي يشهدها العمل المشترك بين الجانبين، والتعرف على المشكلات والمعوقات التي تواجه المستثمرين والعمل على حلها، معرباً عن تقديره للدور الذي تقوم به غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال الأمريكي المصري في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة.

وشدد على أن برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تم تنفيذه بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، تم إعداده وفقاً للمتطلبات المصرية الوطنية، وأن التنفيذ الناجح للبرنامج والنتائج الإيجابية التي فاقت المتوقع، تعود لعزيمة وقوة إرادة الشعب المصري العظيم، وليس فقط للإرادة السياسية أو كفاءة البرنامج ذاته، منوها إلى استمرار مصر في مسار الإصلاح الشامل، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة للمواطنين المصريين.

وأعرب السيسي عن تطلع مصر لمزيد من مساهمة الشركات الأمريكية في عملية التنمية في مصر، والمشاركة في المشروعات الكبرى الجاري تنفيذها في جميع أنحاء مصر، للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها الاقتصاد المصري.

وأشاد رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية بالطفرة التي حدثت في مصر على الصعيد التنموي، والتغلب خلال السنوات القليلة الماضية على عدد كبير من التحديات التي كانت تواجه الاقتصاد المصري، مؤكدين حرصهم على مواصلة العمل على تعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر في مختلف المجالات، وأن الاستقرار في مصر نقطة ارتكاز لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

"مكافحة الإرهاب"

الرئيس المصري ركز في مباحثاته، مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، ورئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرج، على مناقشة الملفات الإقليمية والدولية، من بينها القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا وسوريا، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ودعم مصر لمختلف الجهود الرامية لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات، و السلم والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وشدد السيسي على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، ودعم تماسك مؤسساتها الوطنية، بما يضمن الحفاظ على وحدة هذه الدول وسلامتها الإقليمية، وينهي معاناة شعوبها ويصون مصالحها العليا.

وأشاد الرئيس المصري بالعلاقات المتميزة تاريخياً بين مصر والبلدان الثلاثة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق والتعاون للتصدي للعديد من التحديات في منطقة المتوسط، مؤكداً الأهمية التى توليها مصر لتطوير مختلف أطر التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا فى مختلف المجالات، فضلًا عن التنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي عن حرص بلاده على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيل أطر التعاون المشترك على شتى الأصعدة، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري، مشيرا إلى عزم بلاده مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع مصر حول تطورات القضايا الإقليمية وسبل تسوية الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط، في ضوء جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتناول اللقاء التعاون المشترك بين الدولتين بشأن التحقيقات فى قضية الطالب الإيطالي "ريجيني"، في ضوء استمرار الجهود للكشف عن ملابسات القضية للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

وأكد رئيس وزراء البلجيكي أن مصر تحتل مكانة خاصة ومتميزة لدى الاتحاد الأوروبي عموماً، مشيداً بالدور المصري في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع بلاده لتطوير العلاقات الثنائية على شتى الأصعدة، في ضوء النجاح الذي حققه برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، والتحسن المضطرد في المؤشرات الاقتصادية في مصر.

وشددت رئيسة وزراء النرويج على حرص بلادها على تعزيز العلاقات مع مصر، معربةً عن تطلعها لتكثيف وتعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، وحرص بلادها على تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.