الحوثيون واليمن.. إيران ودعم الطائفية ضد العرب..
خبير: تستغل إيران اليمن لمحاولة تقويض دور السعودية عربيًّا وعالميًّا
ما زال اليمن ينزف تحت وطأة الحرب والدمار منذ ما يزيد على ستة أعوام، بعد أن تحوَّلت ثورته إلى خاصرةٍ رخوة أدخلت إلى أرضه أطماع إيران السياسية والاقتصادية والطائفية؛ فأصبحت جماعة الحوثي الإرهابية ممثلةً للعدوان الإيراني على الشعب اليمني، وممثلةً لـلحملة الإرهابية التي تقودها إيران ضد المملكة العربية السعودية؛ خصوصًا بعد قيام إيران بالاعتداء على “أرامكو”، مهددةً الأمن القومي والاقتصادي النفطي للسعودية والعالم.
فلماذا تعد إيران عدوًّا أول للعرب اليوم، وكيف تستغل أزمات الدول العربية من أجل تحقيق أطماعها؟
في عام 2011 قامت إيران بدعوة عديد من الشباب اليمنيين (الحوثيين) إلى بيروت “لعقد مؤتمرات خاصة تتعلق بالثورة اليمنية. وبحلول عام 2014، ولسوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن، وتدهور الحوار بشأن (الثورة) والأحزاب، استثمر الحوثيون هذه الفرصة، فحاولوا السيطرة على مفاصل السلطة والمجتمع، ولم تكن لهم أية مرجعية في تصرفاتهم داخل اليمن سوى طهران”، وَفقًا لدراسة نشرتها الكاتبة ميساء شجاع الدين، في موقع “open democracy” عام 2017.
وتؤكد الدراسة أيضًا أن إيران “تدعم الحوثيين الزيديين في اليمن منذ ما سُمي بالثورة الإسلامية عام 1979، وتعمل على خلق أزمة في اليمن من خلالهم؛ دعمًا لسياستها القائمة على فكرة تصدير الثورة، وهو ما فعلته في لبنان قبلًا بخلق بيئة ديموغرافية شيعية طائفية؛ لتوظيفها سياسيًّا”.
وفي هذا السياق، قال الخبير في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور هاني سليمان: “إن ضعف اليمن بعد الثورة شكَّل فرصةً لإيران محاولةً تقويض الدور العربي للمملكة العربية السعودية، من خلال الهجوم على مكانتها الدينية، وتغذية الصراع الطائفي في اليمن، وكذلك محاولة النيل من دور السعودية النفطي، وبالتالي تقويض صورتها عالميًّا”.
وأضاف سليمان ل”كيوبوست”: “إيران دولة تعيش على تصدير الأزمات، ويحكمها نظام ديني متشدد يقمع شعبه في الداخل، ويهرب من تكاليف هذا القمع باختلاق الأزمات في الخارج. ويُشَكِّل اليمن له ساحةً لافتعال الأزمات وتهديد تجارة النفط الدولية وتشكيل تهديد مستمر ضد السعودية والدول العربية في الخليج؛ خصوصًا البحرين مثلًا”.
وأشار الخبير السياسي بمركز “الأهرام” أيضًا إلى أن ما تقوم به إيران ليس ثورة؛ بل عدوان واعتداء وتدمير لليمن من خلال جماعة الحوثي الإرهابية.
هل تسقط إيران؟
يشير كثير من التقارير العربية والدولية إلى الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن ضد حقوق الإنسان والبنى التحتية من قتل وتدمير وأسر وترويع، مزودةً بالمال والسلاح الإيرانيين؛ وهو ما قاد مؤخرًا إضافةً إلى اعتداءات إيران على النفط في الخليج العربي والسعودية، إلى سلسلة عقوبات دولية وأمريكية ضد إيران، التي تبدو لوهلة ما أنها لم ترتدع. وبسؤاله عن العنجهية الإيرانية في هذا الخصوص، أجاب سليمان بأن “إيران تحاول استثمار اليمن؛ من أجل تمرير صفقات عالمية لصالح ملفها النووي، كما أنها تعاني أزمة داخلية مستمرة اقتصاديًّا وسياسيًّا، يقوم نظام الملالي بإدارتها من خلال الهروب إلى الأمام وافتعال اعتداءات على السعودية وفي اليمن؛ للهروب من استحقاقات الداخل، ويتهرب من العقوبات بفعل تهريب النفط، وبفعل تمويل غير مشروع وتجارات قذرة في عديد من دول العالم؛ لدعم أعماله الإرهابية”.
وحسب رأي الخبير السياسي بمركز “الأهرام”، لا تتوقف إيران عن هذه الأفعال الاستفزازية والإرهابية؛ لأن “المملكة العربية السعودية تحاول لجم إرهاب إيران في اليمن ودول أخرى، بينما تراهن إيران على تغيُّر الإدارة الأمريكية وعودة ملف إرهابها الدولي إلى نقطة الصفر وعقد مباحثات جديدة ربما؛ لكن هذا كله لا يعني أن إيران قوية وناجحة”، بل إنها تراكم جرائمها عربيًّا ودوليًّا؛ وهو ما سوف يؤدي إلى سقوطها في أية حال إذا بقيت تلوِّح بالحرب وتعتمد على الإيذاء والتهديد والتدمير في اليمن والعراق ولبنان، وتهديد المملكة العربية السعودية التي تتخذ كل السُّبل القانونية الدولية الحازمة؛ للحد من جرائم إيران وأيديولوجيتها الطائفية المدمرة في المنطقة.