رغم التفاف الإخوان..

«اتفاق الرياض».. بداية النهاية لميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن

وقعت الحكومة اليمنية اتفاقًا مع المجلس الانتقالي الجنوبي برعاية التحالف العربي بقيادة المملكة العربي

القاهرة

في الوقت الذي تندلع فيه الاحتجاجات في كل من العراق ولبنان، بسبب رفض التدخلات الإيرانية من خلال ميليشياتها لنشر الفوضى والفساد في تلك البلدان، تبذل مساعى في اليمن لاقتلاع ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لإنقاذ البلاد من فداحة إرهاب الميليشيا.

ووقعت الحكومة اليمنية اتفاقًا مع المجلس الانتقالي الجنوبي برعاية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو ما أعلن عنه وزير الإعلام اليمني «معمر الإرياني» الجمعة 25 أكتوبر الجاري، مؤكدًا أن التوقيع على «اتفاق الرياض» بشكل رسمي سيكون في 28 أكتوبر، بعد أن تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى.

وأوضح «الإرياني» في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن اتفاق الرياض خطوة للخلاص من الحوثيين، مؤكدًا أن الاتفاق سيوحد جهود اليمنيين لمواجهة الانقلاب الحوثي في إطار الشرعية الدستورية، وسيحفظ الثوابت الوطنية، ويلتزم بالمرجعيات الثلاث، ويعزز من وجود مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة.

وطالب وزير الإعلام اليمني الجميع، بتناول الحدث بشكل إيجابي بعيدًا عن المناكفات السياسية، كخطوة محورية ومهمة لتوحيد الصفوف وتوجيه كل الجهود في معركة الخلاص من الميليشيا المدعومة من إيران، ومن ثم الحفاظ على وحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن، وسلامة أراضيه، وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة الميليشيا الإيرانية.

وثمن «الإرياني» الجهود الكبيرة والصادقة التي بذلتها المملكة العربية السعودية، في سبيل التوصل إلى هذا الاتفاق، من أجل إسناد اليمن لتجاوز هذه المحنة، وحسم معركة استعادة الدولة، وإسقاط الانقلاب الحوثي، وبناء اليمن المزدهر.

اتفاق الرياض

وعن تفاصيل الاتفاق، أكد مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية السابق «عبد الملك المخلافي» في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع «تويتر» في 25 أكتوبر الجاري، أن اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية وبين المجلس الانتقالي الذي وقع في عدن يتضمن تشكيل حكومة جديدة، تكون مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، ويحقق إصلاحات واسعة، ويجعل كل التشكيلات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، ويهدف لعودة الحكومة الشرعية إلى عدن لتفعيل مؤسسات الدولة كافة، والعمل على صرف الرواتب والمستحقات للقطاعين العسكري والمدني في المحافظات المحررة.

وأشار «المخلافي» إلى أن الاتفاق يهدف إلى تعزيز وحدة الصف في مواجهة الانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني، بما ينسجم مع أهداف التحالف العربي الذي جاء بهدف استعادة الدولة، بناء على طلب الرئيس «عبد ربه منصور هادي» الرئيس الشرعي لليمن.

وعلى نفس الصعيد، قال نائب رئيس الوزراء اليمني «سالم الخنبشي» عضو الفريق الحكومي المشارك في المشاورات مع الانتقالي الجنوبي في تصريحات صحفية: إن المملكة العربية السعودية رعت حوارًا سياسيًّا بين الحكومة الشرعية الدستورية والمجلس الانتقالي الجنوبي، واستطاعت بحكمتها أن توصل هذا الحوار إلى برِّ الأمان.

بداية النهاية

يوضح المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن اتفاق الرياض إيجابي، ومفيد لجميع القوى السياسية في اليمن، سواء المؤتمر الشعبي، والمجلس الانتقالي، أو الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي.

وأضاف «الطاهر» في تصريح لـ«المرجع» أن هذا الاتفاق يحمل عدة رسائل سياسية، واقتصادية، وعسكرية، فمن الناحية السياسية، يثبت قدرة المملكة العربية السعودية على توحيد الجهود في اليمن، وكذلك توحيد اليمنين فيما بينهم؛ لتأكيد أنهم يستطيعون في حالة الاختلاف السياسي الوصول إلى أي حل في أي وقت، عدا الاختلاف العقائدي الذي تصدره إيران من خلال ميليشيا الحوثي، وهذا يعني أن الميليشيا الحوثية غير قابلة للحوار السياسي.

والرسالة الاقتصادية وفقًا للمحلل اليمني، أنه سيتم تفعيل دور المؤسسات الحكومية اليمنية لخدمة المواطنين، وتسليم الرواتب للموظفين في مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات العسكرية بعد أن اقتطعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، ومن ثم ستعود الفائدة على الشعب اليمني، أما الرسالة العسكرية، فهي توحيد كل الجهود نحو القضية الكبرى، وهي تحرير اليمن من ميليشيا الحوثي الانقلابية، وإعادة هيكلة الجيش والأمن لمدة قد تصل إلى 90 يومًا، وتشكيل حكومة جديدة لمدة قد تصل إلى 45 يومًا.

وأكد «الطاهر» أن المتضرر من هذا الاتفاق هما، الحوثيون وجماعة الإخوان الممثلة في حزب الإصلاح اليمني؛ لأنهم يدركون أن إبرام هذا الاتفاق سوف يؤدي إلى توحيد الجهود اليمنية، ومن ثم القضاء على الحوثي والإخوان، الذين يسعون معًا لتغيير الهوية اليمنية، ومن ثم فإن هذا الاتفاق هو بداية النهاية للميليشيا الحوثية.

ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أن ميليشيا الحوثي ستعمل على مواجهة هذا الاتفاق بأسلوب المراوغة، وبالفعل بدأت الميليشيا الانقلابية خلال الفترة الماضية فى محاولة إثبات أنها مع السلام، وتتخذ إجراءات من أجل تحقيق ذلك، وقامت بالإفراج عن بعض السجناء، وأعلنت أنها تبذل جهودًا من أجل تطبيق «اتفاق ستوكهولم» الخاص بالانسحاب من موانئ محافظة الحديدة الثلاثة ومن مركزها، مدينة الحديدة، وعلى وقف لإطلاق النار، وتسعى مع الحكومة اليمنية للالتزام بالاتفاق من أجل تحقيق السلام باليمن، مشددا على أن المراوغة الحوثية لن تجدي نفعًا، حيث إن دول العالم تعي أن هذه الميليشيا المدعومة من إيران مارست وتمارس انتهاكات عدة بحق اليمن، ويعد اتفاق الرياض هو بداية النهاية والخلاص من وجود الميليشيا في اليمن.