السلطة عاجزة..
مازالت تعز اليمنية يحكمها أمراء الحرب وناهبو أملاك الناس؟
تحولت تعز إلى غابة يتصارع فيها أمراء الحرب وقادة الوحدات العسكرية والضباط وقادة الأمن على مكاسب ونهب حقوق وأملاك الناس، بينما تقف من تقدم نفسها كسلطة في المحافظة عاجزة عن أي تحرك يوقف هذا التوحش في الاستيلاء بالقوة على أملاك المواطنين.
هل يدفع الإصلاح اليوم ثمن خيانته للجبهات وإيقاف الحرب ضد المليشيات والمتاجرة بتحرير تعز، وهل فشل حقاً في إيقاف هذا التدهور الذي تعيشه مدينة تعز خدمياً وأمنياً، ومن كل النواحي والجهات.
قادة الوحدات والمجاميع وضباط الأمن تحولوا إلى زعماء عصابات يتبادلون الأدوار في نهب أراضي وأملاك المواطنين الذين شردتهم الحرب كنازحين أو هاربين أو من عادوا إلى قراهم، كما أن من بقي في المدينة ودفع كلفة باهظة في الحرب والحصار لم يسلم أيضا من نهب وسلب حقوقه.
بيوت قيادات الإصلاح المحسوبة على جناح الإخوان، والتي تقدم نفسها ولو ظاهرا بالنظيفة، تحولت بيوت هذه القيادات إلى محاكم تقدم إليها مئات الشكاوى من مواطنين ومنكوبين نهبت أرضهم من قبل الجيش والأمن أو من عصابات ولم ينصفهم أحد.
يذهب الناس إلى قيادات الإصلاح التي عرفوها سابقاً في ظل العمل السياسي لأنهم يعلمون أن من يحكم هو حزب الإصلاح، وهكذا يقدم نفسه مدافعا عن سلطات تعز المدنية والعسكرية والأمنية باستثناء المحافظ الذي طرده الإصلاح.
الإصلاح يحكم تعز وينهب إيراداتها ومخصصاتها، وفي الجانب الآخر من يعتبرهم قادة جبهاته سابقا ينهبون الأملاك الخاصة وأراضي الدولة والناس أيضاً.. ولا توجد سلطة ولا شرعية ولا أساس للدولة في تعز، حيث يعتدي ابن أهم رجل عسكري في تعز، هو سالم، على أحد القضاة، لأنه قال إن الأرض للمواطن وبعد أن يهين مراهق قاضياً كبيراً في السن أولاً، وثانياً مسؤول عن أهم سلطات الدولة.. كيف يمكن الحديث عن شرعية ودولة في تعز؟!
هجوم بربري على أراضي الناس، وهذا الهجوم يجتاح مناطق بأكملها ومن الناهبين من يبيع لغيره ومنهم من يشرع في البناء على الأرض دون خوف أول خجل.. ومؤخراً توصلت قيادة الإصلاح في اجتماع عسكري أمني والسلطة المحلية إلى عدم منح تصاريح بناء إلا بموافقة مدير الأمن.. وهذا الإجراء الغبي يكشف الفشل المريع للإصلاح في التعاطي مع عمليات نهب حقوق الناس.
ويتحدث أحد المهندسين لنيوزيمن، بأن عمليات النهب لم تراع حتى الإسقاطات والمخططات الموجودة من السابق، حيث يتم نهب مساحات مخصصة لحدائق وأخرى مخصصة لمدارس، وكذلك نهب مساحات الحدائق وهي كثيرة جدا كانت حكومات المؤتمر سابقا اقتطعتها لمتنفسات وحدائق إضافة إلى أن البسط والنهب طال حتى الخطوط والطرقات الفرعية، حيث تم البناء عليها في المربعات المخططة.
منع الإصلاح المحافظين من التواجد داخل المدينة وتمثيل الشرعية والسلطة وإدارة شؤون الناس، ونصب نفسه حاكما ثوريا وسلطة أمر واقع ورفع شعار المقاومة والتحرير زورا في وجه كل من طالب بتطبيق القانون وإيجاد سلطات دولة حقيقية، واتهم بالتحوث كل من انتقد فساد أو نهب أو بلطجة لأحد القيادات أو أمراء الحرب الذين أفسدوا في المدينة.
حرك الإصلاح 50 جنديا من الشرطة العسكرية والجيش والأمن لمداهمة وتطويق منزل أرملة في حي الدحي، بسبب بلاغ عن وجود عادل العزي في المنزل.. تم العبث في المنزل وقتل ابن الأرملة وجرجرتها ليلاً إلى البحث الجنائي ليتضح مؤخراً أن البلاغ كاذب.. لكن الإصلاح وقياداته لم يخرج منهم حتى مجرد اعتذار علني للأرملة الضحية.
في المقابل وعلى مقربة من ذات الحي تحصل عمليات نهب واسعة لأراضي الناس، غير أن الإصلاح لم يحرك حتى طقم واحد لوقف هذا العبث الممنهج بأراضي الناس.
هل غرق الإصلاح في الفوضى وأصبح غير قادر على ضبط أمراء الحرب الذين يعبثون بحقوق الناس.. ولماذا يتواجد قادة محسوبون على الحزب ضمن النهابين، مثل: عزام فرحان نجل سالم، والعقيد شوقي المخلافي شقيق الشيخ حمود المخلافي، وبكر صادق سرحان ووالده قائد اللواء 22 ميكا... والقائمة تطول وتضم أسماء أخرى محسوبة على الحزب؟!
فشل الإصلاح في استكمال تحرير تعز وفشل في إدارتها وغرق حتى أذنيه فى الفساد والنهب وقدم أنموذجاً قبيحاً في تفيد السلطة والثروات العامة والخاصة، وتحول إلى إطار لعصابات ومجاميع منفلتة يدافع عن فسادها ويقدم سمعته كحزب سياسي ثمناً للتماهي مع هذه المجاميع.
أين هو إصلاح تعز الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وتبرجاً بقدرته على تمثيل تعز وتبني خيارات أبنائها؟