إستمرار الصراع في اليمن..
كيف ساهم الحوثي في كبح السلام في اليمن لحساب إيران
يتحرّك المتمرّدون الحوثيون سياسيا وعسكريا، عكس اتجاه تيار السلام في اليمن الذي اكتسب في الفترة الأخيرة زخما غير مسبوق، في ظاهرة يراها مراقبون انعكاسا مباشرا لارتباطهم الوثيق بالأجندة الإيرانية التي لا يناسبها حسم الصراعات سلميا وخفض التوتّرات في المنطقة.
ورغم حالة الإرهاق المالي والعسكري التي وصلت إليها الجماعة المتمرّدة، وحاجتها الأكيدة إلى السلام، إلاّ أنها تبدو مجبرة على مواصلة الحرب تحت ضغوط طهران.
واستبقت ميليشيا الحوثي زيارة مارتن غريفيث ممثّل أمين عام الأمم المتحدة باليمن، الأحد، إلى العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتها، بإطلاق وابل من الصواريخ وسرب من الطائرات المسيرة صوب الساحل الغربي لليمن، حيث تقوم البعثة الأممية بجهود لحماية وقف لإطلاق النار هناك كان قد تمّ التوصّل إليه قبل نحو عام بموجب اتفاق أبرم في ستوكهولم بين المتمرّدين والحكومة الشرعية برعاية أممية.
ولاحت بقوّة بوادر حلّ سلمي في اليمن بعد أن قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأسبوع الماضي، إن المملكة تسعى إلى تسوية سياسية في اليمن وتأمل أن يفتح اتفاق الرياض الباب أمام محادثات سلام أوسع، في إشارة إلى الاتفاق الذي رعته السعودية مؤخّرا بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وكرّس غريفيث مزاج السلام عندما أعلن، الجمعة الماضية، أمام مجلس الأمن الدولي خلال إحاطته بشأن الوضع في اليمن عن تسجيل تراجع كبير في حدّة القتال بالبلد إلى ما تصل نسبته الثمانين بالمئة قياسا بما كان قائما من قبل.
لكنّ الحوثيين المرتبطين بإيران، سارعوا إلى تكذيب المبعوث الأممي ونفي تسجيل أي تراجع في غارات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضدّ أهداف ومواقع تابعة لهم على الأراضي اليمنية.
وإمعانا في تكريس أجواء التوتّر بادروا إلى شنّ هجوم صاروخي على مدينة المخا غربي اليمن، حيث تتمركز قوات تابعة للشرعية ومدعومة من التحالف العربي.
وأدانت الحكومة اليمنية، الأحد، استهداف جماعة الحوثي لموقع مقر إقامة الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي بعد إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن، الذي نوه خلالها إلى وجود إشارات إيجابية في تنفيذ اتفاق الحديدة.
وتعليقا على ذلك قال الصحافي اليمني سياف الغرباني “قال غريفيث في آخر إحاطة بمجلس الأمن إنّ اليمن يشهد فترة تهدئة غير مسبوقة فردّ الحوثي بهجوم مجنون”. وتابع في تغريدات عبر تويتر “فشل الحوثي في استهداف المخا ونجح غريفيث في إقناع العالم بأنّ الحوثي مجرّد كذّاب”.
واستنادا إلى أجواء التصعيد هذه رأت مصادر سياسية أن زيارة المبعوث الأممي التي بدأها الأحد إلى صنعاء بلا أفق. وقال أحد المصادر “إنّ على الأمم المتحدة أن تأخذ في الاعتبار لدى تعاملها مع الحوثيين، وضمن جهود إقناعهم بالاستجابة لدعوات السلام، تبعيتهم التامّة لإيران”.
وأضاف “أن على غريفيث أن يوجّه جهوده لإقناع طهران بفرملة وكلائها”.