الجنوب الارض الطيبة..

تقرير: "السليط البلدي".. حاضر في كل المنازل كيف يستخرج؟

معاضر الجلجل على الطريقة القديمة - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

يزخر جنوبنا الحبيب رغم الحروب التي تشن عليه، بالمحاصيل الزراعية التي تنتجها ارضنا الطيبة والمعطاة، ومن ابرز ما تنتجه الاراضي الزراعية في مختلف المدن الجنوبية، "الجلجل"، الحبوب التي تستخرج منها "زيت السمسم"، او ما يعرف محليا بالسليط البلدي.

واستخراج السليط البلدي مهنة متوارثة منذ القدم، رغم التطور الحاصل الا ان الكثير من المزارعين والعاملين في محاصر السليط البلدي لا يزالوا يستخدموا الطريقة القديمة في استخراج السليط بعد عصر حبوب السمسم او الجلجل.

بعد استخراج حبوب الجلجل من المزرعة وتنظيفه من الشوائب وغسله جيدا وتجفيفه، يوضع في معصرة خاصة مصنوعة من جذور شجرة العلب، تنحت بطريقة خاصة، توضع فيها حبوب الجلجل، ثم يتكفل الجمل بعصرها من خلال الدوران حول المعصرة، وهو مغمض العنيين.

وبعد الانتهاء من عصر الجلجل يتم ايقاف الجمل واخراج الزيت من داخل المعصرة، اما بقايا حبوب الجلجل فتتحول إلى "عصار"، يتحول الى طعام للجمل والمواشي الأخرى.

خلال العقود الماضية تطورت ألة استخراج السليط البلدي وتم الاستغناء عن الجمل، بعد ان لجأ البعض الى استخدام ماكينة خاصة تقوم بدور الجمل في عصر الجلجل، لكنها ليست كالجمل في عصر الجلجل، ناهيك أن الكثير سرعان ما تخلى عن هذه المعاصر الألية وعاد لاستخدام الجمال على الرغم من ندرتها وارتفاع اسعارها.

يعد زيت الجلجل "السليط البلدي"، واحد من أهم العلاجات التي تستخدم شعبيا لعلاج الكثير من الامراض، ويتم خلطة في العادة مع العسل الأصلي للعلاج او يدهن به من يعانوا من امراض عصبية او جلدية، وله مفعول سحري في علاج الكثير من الامراض، وتصل أهميته العلاجية إلى اهمية العسل البلدي.

السليط البلدي يكون حاضرا في اغلب المنازل، فالكثير من الأسر تعتمد عليه في الطباخة عوضا عن الزيوت الأخرى التي تستحضر من النباتات وفيها مواد كيماوية حافظة.

وعلى الرغم من الحروب التي تشن على بلادنا، الا ان المزارع الجنوبي لا يزال يقاوم بهذه الحروب بالاستمرار في زارعة الجلجل، على الرغم من ان الكثير من التجار سعوا خلال السنوات الماضية الى اغراق الاسواق بكميات كبيرة من السمسم الخارجي والمستورد من الصين، لكنه لم يحظ بأقبال كبير من المواطنيين الذين يمتلكون قدرة في التمييز بين الجلجل البلدي او الخارجي.