التجمع في الحسينيات بحجة شفاء المرضى..

مواقع التواصل تكشف ما تخفيه السلطات الإيرانية عن كورونا

الفايروس ينتقل من مسؤول إيراني إلى آخر

طهران

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي للمعلومات حول حقيقة انتشار فايروس كورونا في إيران، بعد الانتقادات المتواصلة للسلطات الإيرانية بالتستر على المعلومات بهذا الشأن، من قبل مواطنين ومسؤولين إيرانيين وغربيين.

خلال الأيام الماضية بسرعة انتشار فايروس كورونا في البلاد، وتزايد أعداد الوفيات، لكن أرقام السلطات أقلّ بكثير مما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق وثيقة مسرّبة أعاد نشرها ناشطون ومن ضمنهم صحافيون وإعلاميون، أكدوا أن أكاذيب المسؤولين وادعاءهم المؤامرة الخارجية تسببت بكارثة للمواطنين.

وتضمّنت الوثيقة المسربة خطابا من وزير الصحة الإيراني يتقدّم باستقالته للرئيس حسن روحاني موضحا عجزه عن السيطرة على الوباء، وذكر في الخطاب المؤرخ بالفارسي في 4/12/ 1398، ويوافق 23/2/2020، أن عدد الوفيات بلغ 468، بينما بلغت عدد الإصابات 9761، في حين تقول وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن عدد الوفيات الناتجة عن فايروس كورونا المتحور الجديد “كوفيد 19” ارتفع في البلاد إلى 26 وعدد المصابين وصل إلى 245 حالة، حتى ظهر الخميس 27/2/2020.

ولم تعد الأرقام الرسمية ذات مصداقية داخل البلاد وخارجها، إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا للمعلومات في ظل تستّر السلطات على ما يحدث، وأبرزت تعليقات وتدوينات الناشطين حجم الكارثة الذي يبدو جليّا أنه يتجاوز بكثير ما تفصح عنه السلطات.

وكتبت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، تغريدة على حسابها في فيسبوك أكدت أن الفايروس منتشر في السجون الإيرانية، ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى إنقاذ المعتقلين، وقالت:

كما انتشرت العديد من الفيديوهات التي توثق الأوضاع في المستشفيات والذعر الذي يجتاح البلاد، فيما رجال الدين يصرّون على الترويج لمعتقداتهم مطالبين الناس بالتجمع في الحسينيات، بحجة شفاء المرضى، دون أي اعتبار للتحذيرات الطبية والكارثة التي تسببها التجمعات وتحول انتشار الفايروس إلى وباء.

ونشر الصحافي محمد مجيد الأحوازي مقاطع فيديو لرجال دين، مرفقة بتغريدات حول مضمونها، وكتب:

عبدالحميد شهاب من أبرز الخطباء في إيران يقول: الأطباء يقصدون بإلغاء التجمعات، هو تعطيل السينما والأماكن المشابهة وليس عدم الحضور في الحسينيات والهيئات الدينية لأن بذلك نحن نشكك بقدرة أهل البيت في شفاء المرضى! ما هو دخل أهل البيت بفايروس كورونا؟

ورصد في تغريدة أخرى واقع الشارع الإيراني وحالة الذعر المنتشرة بين المواطنين، وقال:

ويتهم المسؤولون الإيرانيون وفي مقدمتهم المرشد الأعلى علي خامنئي الغرب والولايات المتحدة، بالتآمر على الشعب الإيراني من خلال المبالغة في الحديث عن حجم انتشار فايروس كورونا في إيران ونشر الذعر والهلع بين المواطنين، لكنّ ناشطين يؤكدون أن المسؤولين أنفسهم وقعوا في فخ تآمرهم على الشعب الإيراني بإخفائهم الحقائق حول الفايروس، وقد أعلن العديد من المسؤولين إصابتهم بالمرض.

وجاء في تغريدة:

كما اتهمت منظمة “مراسلون بلا حدود” الأربعاء إيران بالتستر على معلومات حول تفشّي فايروس كورونا المستجد، منددة أيضا بقمع الصحافيين المستقلين.

وذكرت المنظمة “تؤكد السلطات أنها تسيطر على الوضع لكنها ترفض كشف العدد الدقيق للمصابين والمتوفين وتمنع الصحافيين من القيام بعملهم”.

وأضافت “في 23 فبراير استدعي الصحافي المستقل محمد مساعد وخضع للاستجواب أمام عناصر جهاز استخبارات حرس الثورة بعد نشر رسائل حول الوباء على مواقع التواصل الاجتماعي”. وأكدت الإفراج عنه لكن تم إغلاق حسابيه على تويتر وتيليغرام وكذلك حجز هاتفه النقال وجهاز الكمبيوتر الخاص به.

وبؤرة الفايروس في إيران مدينة قم على بعد 150 كلم جنوب غرب طهران.

وتستند المنظمة إلى تصريحات النائب عن قم أحمد أمير العبادي فارهاني الذي أكد الاثنين أن الوباء أدى إلى وفاة 50 شخصا في مدينته، متهما وزارة الصحة بالتأخر في الإعلان عن تفشّي الفايروس.

وقال المسؤول عن المكتب المحلي للمنظمة رضا معيني “منذ عام تحجب الجمهورية الإسلامية المعلومات عن الأزمات والكوارث – فيضانات واحتجاجات شعبية وإسقاط طائرة بوينغ أوكرانية”. وأضاف أن “حجب المعلومات قد يقتل”.

كما انتقد ناصر قوامي، وهو برلماني سابق ورجل دين أيضا، أداء الحكومة بعدم فرض الحجر الصحي في قم، وكتب في مقال أن “تحديد ضرورة إجراء الحجر الصحي عمل الأطباء، وليس روحاني”.

وأضاف قوامي أنه على وزارة الصحة والمسؤولين، التحرك بعيدا عن التسييس وإعطاء الأولوية لحياة الناس، رافضًا الحُجج التي قدمت لعدم فرض الحجر الصحي.

والثلاثاء أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده “قلقة جدا للمعلومات التي تحدثت عن أن النظام الإيراني أخفى معلومات مهمة عن تفشّي الفايروس في هذا البلد”. ورد الرئيس الإيراني حسن روحاني باتهام الولايات المتحدة الأربعاء بنشر “الخوف” بشأن فايروس كورونا المستجد.

ويتفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مع الأخبار والمعلومات عن الفايروس في إيران، نظرا إلى أنها المصدر الذي نقل الإصابات إلى الدول العربية، عبر القادمين من إيران، لكنهم لا يثقون بالأرقام الإيرانية الرسمية، وكشف مغردون عن استيائهم من تأخر السلطات الرسمية في بلادهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار المرض.

وكتبت الصحافية اللبنانية سابين يوسف:

إيران رفضت أن يقوم الطاقم الطبي الذي أرسلته الكويت بالفحص على المسافرين. إيران وحتى الآن هي المصدر الرئيسي والوحيد لفايروس كورونا للكويت!

وسخر مغرد آخر من عجز إيران عن احتواء الفايروس، فيما أذرعها العسكرية منتشرة في الدول العربية لإشاعة الفوضى والحروب