حجم الكارثة الصحية في طهران..
بعد استهتار الحكومة.. انتشار "كورونا" في صفوف المسؤولين الإيرانيين

محاولات محاصرة المرض في ايران جاءت متاخرة زغير فعالة
أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الخميس، وفاة حسين شيخ الإسلام، السفير السابق في دمشق، والمستشار السابق لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إثر إصابته بفيروس كورونا الجديد.
وأضاف أن شيخ الإسلام (67 عاما) توفي في مستشفى "مسيح دانشوري" بالعاصمة طهران، التي نقل إليها للعلاج من المرض.
ويعد حسين شيخ الإسلام، الذي ولد في أصفهان عام 1952، سياسيا بارزا، كما لعب دورا هاما خلال اقتحام السفارة الأمريكية بطهران في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979.
وتشير هذه المعطيات الى حجم انتشار المرض بين المسؤولين البارزين في ايران ناهيك عن المواطنين العاديين ما اعتبر كارثة صحية في ايران التي يعاني مرفقها الصحي من تبعات العقوبات الأميركية.
ولم يستثني المرض كل أطياف الشعب خاصة وان السلطات الايرانية اتهمت بعدم اخذ الاحتياطات اللازمة مع بداية انتشار المرض خاصة في محافظة قم التي تحوي عتبات مقدسة يزورها الآلاف من الايرانيين يوميا.
ووصل الفيروس الى مسؤولين بارزين في الدولة على غرار وزير الصناعة رضا رحماني ومستشارين للرئيس حسن روحاني على غرار مستشارة شؤون المراة معصومة ابتكار فيما افاد نائب رئيس البرلمان الإيراني عبدالرضا مصري الاسبوع الماضي إن "الفيروس أصاب 23 نائبا بالبرلمان نتيجة احتكاكهم بالناس"، ما يعكس مدى تفشي الفيروس بين الإيرانيين.
وأعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمقي الخميس أن المدارس والجامعات في الجمهورية الإسلامية ستغلق لمدة شهر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في إيران حيث ارتفعت حصيلة الوفيات الخميس إلى 107 أشخاص.
لكن وكالة الانباء الرسمية ارنا ذكرت ان عدد الوفيات قد يكون اكبر.
ونقلت الوكالة عن معاهد جامعية طبية في مختلف انحاء ايران ان 126 شخصا قضوا بالفيروس، لافتة الى ان الحصيلة الاجمالية في محافظتي طهران وجيلان المتضررتين بشدة لا تزال "غير محددة".
وسبق ان علقت ايران العديد من الاحداث الرياضية والثقافية وخفضت ساعات العمل حيث قال قال نمقي في مؤتمر صحافي "سيتم إغلاق المدارس والجامعات الإيرانية حتى نهاية العام".
وتنتهي السنة الإيرانية في 19 آذار/مارس عندما تبدأ إجازة السنة الجديدة التي تستمر هذا العام حتى 3 نيسان/أبريل.
واضاف "يجب الا يعتبر الناس (إغلاق المؤسسات المدرسية والجامعية) مناسبة للسفر" متابعا "عليهم البقاء في بيوتهم وأن يأخذوا تحذيراتنا على محمل الجد"، مضيفاً "هذا الفيروس معدٍ بشدّة. الأمر جدي".
واحصت الجمهورية الاسلامية ايضا 591 اصابة مؤكدة بالفيروس ما يرفع الحصيلة الاجمالية الى ثلاثة الاف و513 اصابة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور "حتى اليوم، اخذت عينات من 23 الفا و327 حالة مشتبها بها، وتم تأكيد اصابة 3513".
واوضح ان طهران تبقى المحافظة الاكثر تضررا مع 1352 اصابة مؤكدة تليها قم ب386 اصابة وجيلان ب333 واصفهان ب238.
واضاف "لكن هناك أخبارا سارة، معدّل الشفاء من المرض يرتفع"، معلناً أن 739 شخصاً قد شفوا منه حتى الآن.
واحصت محافظة بوشهر في جنوب البلاد اول ثلاث اصابات الخميس بحيث باتت كل المحافظات الايرانية غير مستثناة من انتشار الفيروس.
ودعا نمقي المواطنين الى عدم السفر لان الامر "خطير جدا"، لافتا الى ان تقارير اظهرت ان "عددا كبيرا من السيارات على الطرق تنقل معها الفيروس" الى مناطق غير متضررة.
وقال "اذا لم يعالج الوضع بانتباه كبير فسنواجه هذا الوباء لوقت طويل".
وتابع "اذا تبين لنا ان اي شخص عند مداخل المدن مصاب او مشتبه باصابته بالفيروس فسيفرض عليه الحجر الصحي لاربعة عشر يوما".
واظهرت صور نشرتها وكالة ارنا الرسمية نقاط مراقبة على الطريق السريعة بين طهران وقم شملت السائقين والركاب.
واظهرت وسائل اعلام في ايران مشاهد مؤلمة لمسن مصاب بفيروس كورونا وهو ملقى على أحد الأرصفة في مدينة زاهدان، حيث ظهر وهو يتألم ويسعل بشدة وغير قادر على النهوض.
وتعرضت ايران لانتقادات دولية كبيرة بسبب استهتارها في مواجهة المرض حيث قال المسؤول الأميركي المكلف شؤون إيران براين هوك الخميس إن إيران "كذبت على شعبها" بشأن مدى تفشي فيروس كورونا المستجد معربا عن استغرابه لرفض طهران المساعدة الأميركية.
وأوضح هوك لصحافيين خلال زيارة لباريس للتنسيق مع الدول الأوروبية "إيران كذبت على شعبها حول فيروس كورونا. قالت لهم إنه لا ينبغي القلق منه لكن في تلك الاثناء كان الفيروس ينتشر في أرجاء إيران".
وأكد هوك "اليوم ونتيجة سوء إدارة الحكومة وعدم اعتمادها الشفافية مع شعبها، تسجل في ايران واحدة من أسوأ عمليات تفش لفيروس كورونا".
وعرضت الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران منذ أزمة احتجاز الرهائن في سفارتها بعد الثورة الإسلامية العام 1979، المساعدة على إيران لمحاربة انتشار الفيروس إلا أن طهران رفضت العرض.
وحمل الرئيس الإيراني حسن روحاني العقوبات الأميركية مسؤولية حرمان الإيرانيين من الأدوية.
وأكد هوك "نعرف أن لديهم نواقص في نظامهم الصحي وأردنا ان نعوض هذا النقص وكنا نتمنى لو قبلوا عرضنا الصادق".
ددت السعودية الخميس بسلوك إيراني يبدو متعمدا لنشر فيروس كورونا في المملكة، حيث انتقد بيان حكومي بسماح طهران بدخول مواطنين سعوديين وسط تفشي الفيروس المستجد ودعتها للإفصاح عن هويات السعوديين الذين زاروها بشكل مخالف منذ أول فبراير/شباط.
وشدد البيان على أن هذا السلوك "يحمل طهران المسؤولية المباشرة في التسبب في تفشي الإصابة بالفيروس وانتشاره عبر العالم وتشكيل خطر صحي يهدد سلامة البشرية".
وحث البيان المواطنين السعوديين الذين زاروا إيران وعادوا خلال الأسابيع الماضية الإفصاح عن ذلك فورا. وقال إنه سيتم استثناء المسافرين من تطبيق أحكام نظام وثائق السفر في حال بادروا إلى ذلك في مدة أقصاها 48 ساعة.
وندد مصدر سعودي مسؤول بسلوك إيران الذي وصفه بأنه "غير مسؤول" لقيامها بإدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها دون وضع ختم على جوازات سفرهم في وقت يتفشى فيها الفيروس بشكل سريع في الجمهورية الإسلامية ودول شرق أوسطية.
وظهر الفيروس، أول مرة، في مدينة ووهان وسط الصين، 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، وانتشر حتى اليوم في 85 دولة، بينها 14 دولة عربية؛ ما تسبب في حالة رعب تسود العالم، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ على نطاق دولي لمواجهته.
وأصاب الفيروس قرابة 100 ألف حول العالم توفي منهم أكثر من 3300 غالبيتهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وايطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.