بعد تسجيل 113 وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية..
وفيات الفيروس القاتل المستجد في إيران تصل إلى 724 حالة

بعض المسؤولين اعترفوا بالتأخر في حماية الإيرانيين
أطلق الجيش الإيراني اليوم الأحد مناورة "لمنع ورصد تفشي كورونا"، للتصدي لما وصفها بـ"هجمات بيولوجية"، في وقت ينتظر فيه الإيرانيون حلولا عاجلة لحمايتهم من انتشار الفيروس الذي انتشر في كامل أنحاء البلاد فيما تنشغل الحكومة بتوجيه الاتهامات إلى الولايات المتحدة.
وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن الجيش الإيراني أطلق صباح الأحد مناورة "منع ورصد تفشي كورونا" تحت إشراف وقيادة مقر الدفاع البيولوجي التابع للجيش.
وإيران هي أكثر دول المنطقة من حيث تفشي الفيروس المستجد والثالثة على مستوى العالم بعد الصين وإيطاليا حيث سجلت 724 إلى الآن حالة وفاة و12729 إصابة.
وصرح رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني كيانوش جهانبور الأحد بأن عدد الإصابات اقترب من 14 ألف حالة بعد تسجيل 1209 حالة إصابة جديدة.
وفي سائر أنحاء العالم، سُجلت حتى تاريخ إعداد الحصيلة الأحد، 2597 وفاة (22 حالة جديدة) من أصل 73780 إصابة (2819 إصابة جديدة).
وحسب تصريحات للقائد العام للجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي فإن "مناورة للدفاع البيولوجي" تتضمن إنشاء 300 مركز علاجي وصحي في كامل البلاد للكشف عن حالات الإصابة بكورونا واتخاذ الإجراءات لمكافحته.
يذكر أن المرشد الإيراني علي خامنئي هو من أمر رئيس هيئة أركان الجيش بضرورة تنظيم الخدمات في مواجهة كورونا على شكل "مقارٍ صحية وعلاجية" وذلك لمنع انتشار الفيروس بشكل أوسع، متهما أطرافا خارجيةا بالوقوف ورائها.
وتحدث خامنئي الخميس الماضي عن "أدلة تشير إلى احتمالية أن تكون هذه الظاهرة هجوماً بيولوجياً"، دون إعطاء تفاصيل عنها.
من جهته أيد رجل الدين المقرب من المرشد علي رضا بناهيان أيضا "نظرية المؤامرة" متحدثا هو الآخر عن حرب بيولوجية.
وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية الأحد إن "كورونا حرب بيولوجية، ضد البشرية وتيار المقاومة" في إشارة إلى استهدف محور إيران وحلفائها في المنطقة.
ورد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، على تصريحات خامنئي بتغريدة على تويتر قائل "كما يعلم خامنئي، أفضل دفاع بيولوجي هو إخبار الشعب الإيراني الحقيقة عن فيروس ووهان عندما انتشر من إيران إلى الصين، عوضا عن ذلك، أبقت السلطات رحلات "ماهان إير" (شركة طيران إيرانية) تأتي وتغادر مركز الوباء في الصين، وسجن هؤلاء الذين أفصحوا عن الإصابات".
يذكر أن المتحدث باسم لجنة المادة 90 في البرلمان الإیراني بهرام بارسائي كان قد اتهم منظمة الخطوط الجویة الإیرانیة وشرکة "ماهان" للطيران، بالتسبب في دخول كورونا إلی البلاد منذ البداية.
وقال في تصريح نقله موقع "إيران انترناشونال - عرب "إذا صنفنا المتهمين بتفشي کورونا في البلاد، لكان المشتبه به الأول هو أولئك الذين تسببوا في دخول الفيروس إلى البلاد... بالتأكيد، منظمة الطيران التي لم تمنع الرحلات الجوية إلى الصين، وشركة ماهان للطيران، هما أول المتهمين في هذه القضیة".
ورغم الحصيلة المفزعة للمصابين بكورونا في البلاد تمسك الرئيس حسن روحاني الأحد بعدم فرض حجر صحي على طهران أو أي مدينة إيرانية أخرى، معتبرا ما يقال عن عدد الوفيات والإصابات "مجرد شائعات".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" عن روحاني عقب جلسة مشتركة للجنة الاقتصادية الحكومية وممثلين عن الناشطين الاقتصاديين ورجال الأعمال قوله إنه "لاوجود لأي نوع من الحجر الصحي الآن، ولا أيام عيد النوروز التي تبدأ الأسبوع القادم، وأن الخدمات تقدم للمواطنين كالمعتاد".
وأضاف أن "جميع المواطنين أحرار في مواصلة أعمالهم التجارية واليومية، وأنه لا يحق لحكام الأقاليم فرض أي قيود داخل الأقاليم والمحافظات من دون موافقة اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا في طهران".
وأوضح الرئيس الإيراني أنه "سيتم تقديم مساعدات مالية للعائلات التي تأثرت اقتصاديا بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنها تتراوح "ما بين 13 دولارا إلى 40 دولارا لنحو 3 ملايين مواطن على أربع دفعات".
وكان التراخي والاستهتار الذي مارسته السلطات الإيرانية أمام خطورة الوضع منذ بداية انتشار الفيروس سببا في انتشاره أكثر ليس فقط في إيران بل في البلدان المجاورة لها، حيث كانت الحالات المسجلة في عدد من البلدان العربية والخليجية سببها عدوة نقلت من أشخاص زاروا إيران.
والسبت، أقر مساعد وزير الصحة رضا ملك زاده، بحدوث تأخير في الإعلان الرسمي عن وجود فيروس کورونا في إيران من قبل المسؤول الحكومي، معللا ذلك بالقول "إن كورونا والأنفلونزا تشابها علينا".
ولم تستثني الإصابات بالفيروس المستجد المسؤولين والنواب والوزراء في إيران حتى أن بعضهم توفي، فضلاً عن تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد الإصابة في البرلمان بالعشرات والأربعاء، ووفاة خمسة عناصر من الحرس الثوري الأسبوع الماضي بالفيروس.
يذكر أن أكثر من 100 ألف من كوادر الحرس الثوري يعملون في مجال مكافحة الفيروس، وفق وكالة أنباء فارس الإيرانية.