انتهاك التعهدات النووية..
واشنطن تقود ضغوطا لتمديد حظر توريد الأسلحة إلى إيران

الحكومة الايرانية تتمادى في استفزاز واشنطن وجيرانها
أعلنت البحرية الايرانية اختبار صواريخ من طراز كروز ذات المدى البعيد والقصير في اطار مناورات ببحر عمان، مؤكدة نجاح الاختبارات، فيما تأتي هذه التطورات في خضم توتر لم يهدأ بين واشنطن وطهران منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي التاريخي للعام 2015 والذي تفاقم أكثر منذ تصفية الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في غارة بطائرة مسيرة استهدفت موكبهما فجر الثالث من يناير/كانون الثاني على طريق مطار بغداد الدولي.
وكثفت ايران في الفترة الأخيرة من الدعاية العسكرية لمناورات واختبارات أسلحة وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها عن اختبار صواريخ محلية الصنع على الرغم من التهديدات والتحذيرات الأميركية وسياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها واشنطن حيال البرنامج الصاروخي والباليستي الايراني.
وقالت البحرية الايرانية إن صواريخ كروز محلية الصنع التي اختبرتها يوم الخميس أصابت أهدافها بنجاح، مضيفة أن الصواريخ الجديدة صنعت من قبل مصانع وزارة الدفاع بالتعاون مع بحرية الجيش الايراني.
وقال قائد الجيش الايراني الأدميرال حبيب الله سياري عقب نهاية التدريبات إن بلاده "ستواصل تحقيق الاكتفاء الذاتي وقطع التبعية في التسليح بفضل جهود المختصين في وزارة الدفاع والمراكز المعرفية والخبراء المتفانين في الجيش وصنوف القوات المسلحة دون أدنى اهتمام بالحظر الجائر".
وتأتي تصريحات سياري عقب إعلان الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها "ستعمل بلا كلل مع تحالف من الدول المعنية لضمان تمديد الحظر الخاص بتصدير السلاح المفروض علي طهران".
وبموجب اتفاق إيران مع القوى العالمية لتحجيم برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، من المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر/تشرين الأول القادم، فيما تقود واشنطن ضغوطا لتمديد الحظر.
ويلزم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الصادر في 20 يوليو/تموز 2015، "إيران بعدم القيام بأي نشاط يتصل بصواريخ باليستية يتم تصنيعها لحمل شحنات نووية، بما فيها عمليات إطلاق وتجارب علمية تستخدم فيها تكنولوجيا الصواريخ الباليستية".
وورد رفع هذا الحظر في الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي وقّع عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً عام 2018.
والأسبوع الماضي هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني "برد ساحق" إذا مضت الولايات المتحدة في خططها بتمديد حظر على التجارة الإيرانية في الأسلحة التقليدية.
ورغم أن روحاني لم يعلن طبيعة هذا الرد لكن مراقبين يعتقدون بان طهران ستصعد من الهجمات على القواعد والمصالح الاميركية في المنطقة بتحريض اذرعها في المنطقة.
وتورطت ايران في دعم حلفائها في العراق واليمن وسوريا ولبنان بالأسلحة والصواريخ ما تسبب في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فيما تمكن الجيش الأميركي من احباط محاولات إيرانية لنقل اسلحة وعتاد في مياه الخليج وفي البحر الأحمر عبر سفن لدعم المتمردين في اليمن.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وست دول كبرى وأعاد فرض عقوبات صارمة تستهدف على خصوصا صناعة النفط الحيوية.
وكان الحرس الثوري الايراني قد اعلن في مايو/ايار الماضي أنه أضاف 112 زورقا قاذفا للصواريخ إلى أسطوله في المياه الخليجية، في خطوة أججت التوتر القائم مع الولايات المتحدة وفي تطور يأتي عقب تهديدات إيرانية باستهداف البوارج الأميركية في الخليج.
ووصفت واشنطن حينها ما حدث بممارسات استفزازية، فيما شكلت الحادثة استعراضا للقوة ورسالة إيرانية لواشنطن بأن طهران قادرة على الردّ في حال تعرضت لأي هجوم أميركي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر في أبريل/نيسان الماضي البحرية الأميركية بإطلاق النار على أي زوارق إيرانية تتحرش بسفن بلاده، وذلك بعد أيام فقط من اقتراب 11 زورقا للحرس الثوري من سفن حربية أميركية.