(اليوم الثامن) تبحث عن حقيقة حصوله على الجنسية اليمنية..
تقرير: عزت.. كيف يشكل اعتقال مرشد الإخوان ضربة موجعة لفرع اليمن
يبدو أن فرع التنظيم الدولي للإخوان في اليمن، أكثر الفروع تضررا من اعتقال السلطات المصرية للمرشد محمود عزت، لما كان يمثله من دور سياسي وعسكري للأشد الفروع نشاطاً، وأخرها حاكما لسلطات الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، المنتهية ولايته في العام 2014م.
والجمعة، أعلنت السلطات الأمنية المصرية القبض على القيادي الإخواني الهارب محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم إخوان الإرهابي، مختبئاً بإحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس في العاصمة القاهرة.
ووصفت مصادر دبلوماسية يمنية لـ(اليوم الثامن) "عزت بأنه كان المحرك الرئيس للفرع اليمني الحاكم، وادار سريا عمل التنظيم في بناء تحالفات للإخوان مع الحوثيين ذراع إيران".
ورجحت المصادر يمنية لـ(اليوم الثامن) "ان الأزمة الخليجية والعربية مع قطر، دفعت التنظيم الدولي إلى الاعتماد بشكل كلي على الفرع اليمني في مناهضة التحالف العربي بقيادة السعودية".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: زعيم تنظيم الإخوان في اليمن.. كيف يعزز نظرية داعش
وأكدت المصادر ان الفرع اليمني المصنف من قبل السعودية في العام 2014م، اعتمدت على قيادات يمنية ليست لها أي ارتباطات تنظيمية بالفرع، لسهولة تحركها بين عواصم عدة أبرزها "القاهرة ومسقط والدوحة وإسطنبول".
مصادر وثيقة الصلة كشفت لـ(اليوم الثامن) عن معلومات متعلقة بعلاقة مرشد الإخوان المعتقل واليمن، التي زارها واقام فيها كثيراً، كان أخرها في العام 2013م، عقب الإطاحة بنظام الإخوان في مصر، لكن اعتقاله في القاهرة ربما يشكك في مصداقية خروجه وعودته إلى مصر.
وأشارت المصادر إلى الارتباط الوثيق لعزت باليمن، حيث يرجح الصحافي صالح البيضاني "إن يكون محمود عزت قد حصل على الجنسية اليمنية".
وقال البيضاني في تصريح العام الماضي "انه حتى نهاية العام ٢٠١٣ كان محمود عزت وعدد من قيادات الاخوان البارزين لازالوا في صنعاء بحسب معلومات خاصة، كما اني قابلت أحدهم بالصدفة ذات يوم بعد الانقلاب الحوثي".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: كيف اصطف الإخوان مع صالح في الحرب الأولى على الجنوب
وأكد "ان عزت هرب إلى اليمن قبل ذلك في العام ١٩٨٢م وعمل في جامعة صنعاء ويرجح انه حصل على الجنسية اليمنية".
مصدر دبلوماسي يمني قال لـ(اليوم الثامن) "لا نستبعد ان تكون اليمن قد منحت الجنسية لمرشد التنظيم الدولي، اليمن ظل حاضنا لقيادات التنظيم الدولي، وساعد الفرع اليمني قيادات إخوانية سعودية على الفرار صوب أوروبا بعد منحها الجنسية اليمنية، التي كانت تمثل جواز عبور لأي ملاحق من قيادات التنظيم الإرهابية".
وقالت مصادر إعلامية مصرية لـ(اليوم الثامن) "إن محمود عزت متورط في قضايا إرهابية كبيرة، وقد يواجهه عقوبة الإعدام".
وبشأن علاقته باليمن، قال صحافيون إن "الفرع في اليمن هو امتداد للأم في مصر، وعزت زار صنعاء في مطلع الثمانيات وعمل هناك في جامعة صنعاء، وتكررت زياراته لليمن كثيراً، خصوصا بعد تأسيس الفرع اليمني بشكل رسمي في مطلع التسعينات حزب سياسي أطلق عليه حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو النسخة اليمنية من الإخوان".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: الاخوان المسلمين في اليمن.. بين الايدولوجية والتبعية
وقال الناشط السياسي علي الأسلمي، اليوم، إن الكثير من إخوان اليمن تتلمذوا على يد القيادي الإخواني القائم بأعمال المرشد العام للجماعة بمصر محمود عزت.
وقال الأسلمي "محمود عزت كثير من إخوان اليمن تتلمذوا على يده كان أحد كوادر جامعة صنعاء، فهو أول من أرشد طلاب الجامعة إلى تكوين رابطة طلابية الرابطة كانت مرجعية إخوانية غير معلنة من خلالها استقطبوا طلاب كثر تمت أدخلتهم فكريًا عن طريق الرابطة".
وتوقعت مصادر سياسية يمنية ان تشكل عملية اعتقال مرشد الإخوان ضربة موجعة لفرع التنظيم في اليمن، وهو أخر الفروع الحاكمة، وهو ما قد يلقي ذلك بظلاله على تنفيذ الاجندة القطرية التركية الرامية الى السيطرة على الجنوب وباب المندب.
واعتبرت مصادر يمنية – طلبت عدم الإشارة الى اسمها في أحاديث لصحيفة اليوم الثامن – "أن السلطات المصرية تدرك ابعاد التحرك القطري التركي للسيطرة على باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، وتوقيت اعتقال مرشد الإخوان، ربما جاء ليؤكد على جدية الموقف المصري في مواجهة التنظيم الإرهابي والاجندة الإقليمية التي تقف خلفه".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> خالد الزعتر يكتب: تنظيم إخوان اليمن والعمالة لتركيا
وأكدت المصادر ان الفرع اليمني سيكون أكثر الفروع تضررا من اعتقال المرشد الأعلى، حيث يواجه التنظيم العديد من الازمات جراء محاولته إطالة امد الصراع في اليمن لبناء قاعدة عسكرية ضخمة يعول عليها في فرض أي اجندة إقليمية ودولية للتنظيم الدولي ومن يقف خلفه.
وتوقعت المصادر ان يكشف مرشد الإخوان معلومات خطيرة بشأن عمل الفرع اليمني ودوره وارتباطه بالتنظيم الممول قطريا وتركيا.
إخوان اليمن الذين يتحكمون في سلطات اليمن الشرعية يواجهون عقوبات أمريكية وضعت أبرز قادة التنظيم على قوائم الإرهاب بعد تورطهم في تسخير أموال تأتي من الخارج في دعم تنظيم القاعدة وداعش.
علاوة على ذلك، لا يثق الإخوان بالسعودية التي وضعتهم قبل أعوام على قوائم التنظيمات الإرهابية، وسعت لاستنزافهم من خلال اقحامهم في حرب مع الحوثيين، غير انهم تنبهوا لذلك ودخلوا في تحالفات علنية مع الحوثيين الموالين لإيران.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: السعودية.. إخراج قطر من الباب لتعود من نافذة حكومة هادي
وتخوض قوات الإخوان معارك في الجنوب، بغية السيطرة عليه، غير ان هذه المعارك تواجه مقاومة شديدة من القوات الجنوبية، التي تقف سداً منيعاً امام أي اختراق لهذه الميليشيات المدعومة من اطراف إقليمية معادية.
وُلد محمود عزت إبراهيم، وشهرته محمود عزت، في 13 أغسطس 1944 بالقاهرة. حصل على الثانوية العامة عام 1960، وعلى بكالوريوس الطب حتى عام 1975، نظراً لدخوله السجن. فيما نال درجة الماجستير عام 1980 والدكتوراه عام 1985 من جامعة الزقازيق، وحصل علي دبلوم معهد الدراسات الإسلامية عام 1998 وإجازة قراءة حفص من معهد القراءات عام 1999.
تعرف عزت على جماعة الإخوان المسلمين، في مرحلة مبكرة من عمره عام 1953 وكان وقتها يبلغ 9 أعوام فقط، وانتظم في صف الإخوان سنة 1962، وكان وقتها طالباً في كلية الطب.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: كيف أصبح مصير إخوان مصر بعد سقوط مرسي؟
واعتقل عزت، لأول مرة في عمره عام 1965، وحكِم عليه بعشر سنوات وخرج عام 1974 ليكمل دراسته بكلية الطب والتي تخرج منها عام 1976 . وظل يمارس دوراً عاما في العمل الدعوي بالجماعة وخاصة مع طلاب الجامعات، حتي التحق بالعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 1981، ومنها إلي إنگلترة ليكمل رسالته لنيل درجة الدكتوراه والتي عاد لنيلها من جامعة الزقازيق عام 1985.
اختير الدكتور محمود عزت، عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981، وبرغم دوره الهام داخل التنظيم والذي يصفه شباب الجماعة بأنه من يحدد سياسات الإخوان وخطواتهم القادمة من خلف الكواليس، لذا فقد أثار غيابه عن منصة التحالف الوطني لدعم الشرعية خلال اعتصامها بمنطقة رابعة العدوية العديد من علامات الاستفهام فيما توقع البعض هروبه خارج البلاد إلي غزة، حيث تربط جماعة الإخوان المسلمين علاقة قوية بحركة حماس، فيما توقع البعض الآخر مغادرته إلي صنعاء باليمن لما لها من علاقات قوية كونها خلال فترة عمله هناك خلال فترة الثمانينيات.
واعتقل عزت، لأكثر من مرة، لعل أشهرها كان في مايو 1993 حينها حبس علي ذمة التحقيق مدة ستة أشهر في قضية الإخوان المعروفة إعلاميا بقضية "سلسبيل" والتي تورط فيها المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك القياديين بالجماعة، وبعدها بعامين في 1995 حكِم عليه بخمس سنوات خرج عام 2000 بقضية لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضواً في مكتب الإرشاد.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: فيروس الإخوان.. هل أصبح أخطر من الفيروس القاتل "كورونا"؟
ويعد القيادي الإرهابي المسؤول الأول عن تأسيس الجناح المسلح بالتنظيم الإخواني الإرهابي، والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية والتخربية التي ارتكبها التنظيم في مصر عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 وحتى ضبطه والتي كان من أبرزها حادث اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات، أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارة مفخخة والتي أسفرت عن إصابة 9 مدنيين.
وكان عزت مسؤولاً عن العديد من العمليات الإرهابية وحكم عليه بالسجن لعدة سنوات بين 1992 و2000، وفي 2013 أعلنت الجماعة الإرهابية رسمياً أن محمود عزت النائب الثاني لمرشد الجماعة سيتولى منصب المرشد العام بشكل مؤقت، بدلاً من محمد بديع الذي قٌبض عليه بنفس الفترة.
وهرب محمود عزت إلى اليمن بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 التي أطاحت بنظام الإخوان، وأدرجته محكمة النقض ضمن قوائم الكيانات الإرهابية في 2018.
------------------------------------
المصادر| اليوم الثامن – وسائل إعلام مصرية وعربية – المعرفة