أمريكا والاتحاد السوفييتي..
فاينانشال تايمز: تعزيز إنجازات الصين.. هل تستعيد أجواء الحرب الباردة؟

تصعيد جديد بين الدولتين في عهد الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن الصين تعمل على تعزيز الإنجازات في العديد من المجالات، مؤخرا، في ظل مواجهتها الكبرى مع الولايات المتحدة، ما يهدد بتصعيد جديد بين الدولتين في عهد الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن.
وأضافت في تقرير نشرته، اليوم الأحد: ”الإنجازات الأخيرة التي تحققها الصين، ومن بينها بعثتها إلى القمر، تستدعي ذكريات التنافس في ظل الحرب الباردة بشكل أكبر من محاولة التوافق مع بايدن“.
ومضت تقول: ”يبدو هذا شهرا جيدا بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني، والرئيس شي جين بينغ، فقد سارت الأمور كما هو مخطط لها، حيث عادت مركبة فضاء صينية إلى الأرض محملة بشحنة وزنها كيلو غرامين من القمر، وسيتم عرض هذه الحمولة الثمينة بقدر كبير من الفخر في مقاطعة (ماو تسي تونغ)، المؤسس الثوري لجمهورية الصين الشعبية، والذي كان يحلم بهذا الإنجاز“.
وتابعت: ”بالإضافة إلى تحقيق حلم ماو تسي تونغ، فإن الباحثين الصينيين زعموا، الأسبوع الماضي، أنهم صنعوا حاسوبا كميا، أسرع تريليون مرة من الجيل الحالي لأكبر الحواسيب العملاقة المتقدمة في العالم“.
وأردفت: ”يوم الأربعاء الماضي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أن لقاح كوفيد 19، الذي أنتجته شركة ”سينوفارم“ الحكومية الصينية، أثبت فعالية بنسبة 86%، في أول دعم رسمي تتلقاه الصين في هذا الصدد. هذا الإعلان الإماراتي يمكن أن يمهّد الطريق أمام استخدام اللقاحات الصينية في جميع أنحاء العالم النامي، ما سيكون بمثابة انقلاب بالنسبة للدولة التي ظهر فيها فيروس كورونا لأول مرة“.
ورأت الصحيفة أن الإنجازات التي تحققها الصين تحمل صدى التنافس في إطار الحرب الباردة التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حيث سعت القوتان العظميان إلى التفوق العلمي، خاصة فيما يتعلق باستكشاف الفضاء.
واستطردت: ”النجاحات الصينية تتواكب أيضا مع سلسلة من موجات الدعاية المريرة والموجهة بشكل خاص ضد تحالف (الخمس أعين) المكون من: الولايات المتحدة، أستراليا، كندا، نيوزيلندا، وبريطانيا“.
وأكدت أن هذه الطلقات الدبلوماسية تهدد الفرصة النادرة المتاحة أمام الصين لتحقيق الاستقرار في علاقتها المشحونة مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس المنتخب جو بايدن لتولي مهام منصبه في نهاية يناير 2021.
وقالت إن ”الاستفزازات الصينية“، أدت إلى رد فعل صارم من جاك سوليفان، الذي اختاره بايدن ليكون مستشار الأمن القومي الأمريكي في الإدارة الجديدة، الذي قال إن الولايات المتحدة ستقف كتفا إلى كتف بجوار حلفائها مثل أستراليا، وسوف تقود الديمقراطيات للمضي قدما في تعزيز الأمن والرخاء والقيم المشتركة.
ونقلت عن ”رين لي“، المدون الصيني، والمحلل السياسي، والذي أثار غضب رفاقه القوميين مؤخرا، من خلال دعوته لبكين بالتراجع عن نهجها الشرس الحالي، قوله: ”من الأفضل بالنسبة للصين أن تتجنب المواجهات المباشرة مع الولايات المتحدة“.
وأضاف: ”إذا تراجعت بكين قليلا، فإن هذا سيمنح بايدن فرصة أفضل في التعامل مع القضايا ذات الصلة بالصين“.