إنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة..
مسؤولون أميركيون: واشنطن تستعجل الرحيل وطالبان عينها على كابول

الولايات المتحدة تكتمت مؤخرا على تفاصيل الانسحاب
قال مسؤولون أميركيون الثلاثاء إن الجيش الأميركي على بعد أيام على ما يبدو من اتمام انسحابه من أفغانستان مستبقا بفترة كبيرة تاريخ 11 سبتمبر/أيلول الذي حدده الرئيس جو بايدن موعدا نهائيا لإتمام سحب القوات وإنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.
ولن يشمل سحب القوات والعتاد من أفغانستان قوات ستظل لحماية الدبلوماسيين بالسفارة الأميركية والمساعدة على الأرجح في تأمين مطار كابول.
ونقلت وكالة رويترز للأبناء عن مسؤولين شريطة عدم نشر أسمائهم إن قوة حماية السفارة قد تتألف من زهاء 650 عسكريا.
وتوقف الجيش الأميركي عن الكشف علنا عن تفاصيل انسحابه بعد استكمال أكثر من 50 بالمئة منه في وقت سابق من يونيو/حزيران.
يأتي الكشف عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأميركي في وقت تكثف فيه حركة طالبان هجماتها في أنحاء البلاد. وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الحركة تسيطر حاليا على 81 من مناطق البلاد البالغ عددها 419.
وفشلت محادثات السلام التي تستضيفها قطر في تحقيق تقدم ملموس.
إلى ذلك، أتم الجيش الألماني في وقت متأخر من مساء الثلاثاء انسحابه من أفغانستان بعد نحو عقدين من وجوده هناك، منهيا بذلك أكثر مهمة يسقط فيها قتلى من جنوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور في بيان "غادر آخر جنودنا أفغانستان الليلة بعد قرابة 20 عاما وهم في طريقهم إلى أرض الوطن".
وأضاف البيان "هذه نهاية فصل تاريخي من مهمة كبيرة كانت اختبارا للجيش الألماني وهي مهمة أثبت الجيش الألماني فيها نفسه في القتال".
وكانت أفغانستان أول مكان يخوض فيه الجيش الألماني معارك برية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وسقط 59 جنديا ألمانيا قتلى في أفغانستان بينهم 35 في القتال أو في هجمات لمتشددين، الأمر الذي جعل حرب أفغانستان أدمى مهام الجيش الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وخلال السنوات الماضية كان لألمانيا أكبر عدد من القوات بعد الولايات المتحدة في أفغانستان.
ويخشى مراقبون من احتمال أن تسيطر طالبان مجددا على العاصمة كابول فور مغادرة القوات الغربية وأعربوا عن مخاوف حيال آلاف الأفغان الذين عملوا إلى جانب القوات الدولية.
وبدأ التدخل العسكري الدولي في أفغانستان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2001، بعد أقل من شهر من هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وكان نظام طالبان الأصولي حينها يأوي أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي أسسه ونفّذ الهجمات. وأطاحت القوات التي قادتها واشنطن بنظام طالبان في غضون أسابيع.