ضمن خارطة التحويلات المالية التقليدية..
تقرير: "حزب الله" يدخل على خط الحرب بين واشنطن وبكين

إيران همزة الوصل بين الصين وحزب الله
عند الحديث عن علاقات حزب الله مع الدول لم تكن الصين تطرح ضمن القائمة الرئيسية لداعمي أو حلفاء حزب الله. ونادرا ما تأتي بكين ضمن خارطة التحويلات المالية التقليدية لحزب الله. لكن في السنوات الأخيرة تغيرت الصورة وصارت للصين إستراتيجية مختلفة في سياستها الخارجية منذ بدأ تنفيذ مشروع طريق الحرير، ومن ضمن هذه الإستراتيجية التعامل مع الأحزاب الإسلامية مثل حزب الله وحماس وطالبان.
ويتحدث عن هذه الإستراتيجية أكشاي نارانغ المحلل في مجموعة tfiglobalnews.com قائلا إن "الصين دولة شيوعية متشددة، لكن من النفاق أن تمول الصين الجماعات الإسلامية مثل طالبان وحزب الله وحماس. تستخدم الصين أنظمة إسلامية مثل النظام الإيراني لمتابعة أهدافها الجيوسياسية في أجزاء أخرى من العالم".
ولئن يبدو تواصل الصين مع طالبان مفهوم في سياقه الجغرافي، فإن علاقتها بحزب الله وحماس تثير أسئلة وإن كانت إيران هي همزة الوصل بين جميع الأطراف. وكان الحديث عن علاقة حزب الله بالصين، التي تتجاوز الحصول على الأسلحة، محل اهتمام حين أعلنت الخزانة الأميركية في سبتمبر الماضي عن فرض عقوبات على عدد من الميسرين الماليين والشركات الواجهة التي تعمل لدعم حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني انطلاقا من الصين.
وخص تقرير الخزانة الأميركية بالذكر رجل الأعمال مرتضى ميناي هاشمي الذي يتخذ من الصين مقرا له، لافتا إلى أنه وصوله إلى النظام المالي الدولي لغسل مبالغ طائلة من الأموال لصالح الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. وساعد مواطنان صينيان الهاشمي في إنشاء في إنشاء حسابات مصرفية والعمل كمالكين لشركاته، التي كان مقرها في هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين.
لا شكّ أن الصين تتطلع إلى موطئ قدم في لبنان في ظل سياستها الجديدة. ويقول محللون اقتصاديون إن الصين تتطلع إلى ميناء طرابلس في شمال لبنان كمركز لمشروع طريق الحرير. وينعكس ذلك في مسارعة بكين إلى عرض المساعدة على لبنان غداة انفجار مرفأ بيروت. في المقابل، روج حزب الله لفكرة الحصول على قروض من الصين لحل الأزمة الاقتصادية، الأمر الذي عارضه زير العمل اللبناني السابق كامل أبو سليمان، حين حذر اللبنانيين من الاستسلام لـ "مصائد القروض" الصينية، وسجلها السيئ في تمويل المشاريع.
ويقول أكشاي نارانغ "بالنسبة للصين، فإن دعم حماس أو حزب الله مسألة جيوسياسية واستراتيجية. يتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة، في الوقت نفسه، تقترب بكين وطهران بشكل تدريجي من بعضهما البعض". وكان انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي خطوة أخرى في تقوية حلف بكين ضد واشنطن.
ويلفت مراقبون إلى أن إيران كانت ترى في الصين منصة بديلة وغير معروفة لدعم حزب الله مع تشديد الضغط على المسالك التقليدية في أميركا اللاتينية وأفريقيا ومع ضغوط العقوبات عليها وعجزها عن الاستمرار في تقديم الدعم المطلوب ليبقى الحزب مسيطرا على الأوضاع في لبنان بالإضافة إلى مشاركته في الحرب في سوريا.